الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التراجع عن حظر الأسلحة النووية.. العالم ينزلق نحو كوارث محتملة

  • مشاركة :
post-title
مفاعلات نووية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

ينزلق العالم إلى عصر جديد من كوارث المخاطر النووية، إذ يمكن أن يؤدي سوء تقدير أو حادث صغير إلى كارثة، فالتقدم الكبير الذي حققته القوى النووية في التسعينيات من القرن الماضي، من خلال الحد من التسلح وحظر الانتشار، وخفض الأسلحة النووية تم التراجع عنه.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها، إن التراجع الأخير في الحد من التسلح تمثل في 25 مايو الماضي، عندما وقع سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، ونظيره البيلاروسي فيكتور خرينين، اتفاقًا رسميًا يمهد الطريق لروسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، وتعد تلك الأسلحة ذات مدى قصير مثل قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، ويمكن استخدامها في العمليات القتالية، وليست أسلحة بعيدة المدى يتم حملها على صواريخ عابرة للقارات.

ومن غير المعروف متى ستنشر روسيا تلك الأسلحة في بيلاروسيا، لكن يبدو أن الاتفاقية تمثل أحدث عمل من أعمال "صراع السيوف" من قبل روسيا منذ بداية الأزمة الأوكرانية في العام الماضي، وفي المقابل تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 100 سلاح نووي تكتيكي في ست قواعد بخمس دول تابعة لحلف الناتو.

التراجع عن معاهدة منع الانتشار النووي

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن بيلاروسيا انضمت قبل 30 عامًا، إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وأعلنت نيتها أن تصبح دولة غير نووية، وبحلول مايو 1993، نقلت إلى روسيا الأسلحة النووية التكتيكية الموروثة من الاتحاد السوفيتي، كما أرسلت 81 صاروخًا نوويًا إلى روسيا بحلول عام 1996، لكن عمليات النشر الجديدة تقلب هذا التاريخ رأسًا على عقب، وإذا نشرت روسيا أسلحة نووية تكتيكية على أراضي بيلاروسيا، فقد يؤدي ذلك إلى دخول بيلاروسيا في صراع نووي، سواء كقاعدة انطلاق أو هدف انتقامي محتمل.

وأوضحت الصحيفة أن الأخطار النووية تتزايد في أماكن أخرى أيضًا، بعد الهجوم الأخير في بلدة بيلجورود الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، ورغم أن تفاصيل الهجوم غير واضحة، لكن من المعروف أن بيلجورود هي موقع منشأة تخزين مركزية لبعض الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، البالغ عددها نحو 2000 سلاح، ولا يعرف المراقبون الغربيون مدى قرب مخازن الأسلحة النووية من موقع الهجوم، لكن الحادثة مُقلقة.

خطر نووي في أوكرانيا

وتابعت الصحيفة أنه في أماكن أخرى بأوكرانيا، 22 مايو الماضي، عانت محطة زابوريجيا للطاقة النووية، أكبر محطة للطاقة الذرية في أوروبا، سابع انقطاع للطاقة منذ بداية الأزمة الروسية، ما دفع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التحذير من أن المحطة "معرضة بشدة للخطر". وتم إغلاق المفاعلات الستة بالمحطة، رغم أنها تعتمد على إمدادات الطاقة المستمرة للتبريد، ومن جهتها ألقت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرجو أتوم" باللوم على القصف الروسي في أحدث انقطاع للتيار، ما أدى إلى تحذير من أن المحطة "على وشك التعرض لحادث نووي وإشعاعي".

انتهاء معاهدات الحد من الانتشار النووي

وفوق كل هذا، فإن معاهدات الحد من الأسلحة النووية التي قللت الخطر النووي في نهاية الحرب الباردة تتفكك الآن، وفي عام 2019 انتهت معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى الموقعة عام 1987، وهي أول معاهدة تسببت في التخلص من فئة كاملة من الصواريخ نوويًا، بانسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وفي 21 فبراير، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستعلق مشاركتها في اتفاقية ستارت الجديدة التي تحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية، وهي آخر اتفاقية رئيسية سارية المفعول للتحكم في انتشار الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا، وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على بناء ترسانتها النووية بسرعة، وتسعى للوصول إلى المستويات الاستراتيجية التي تتمتع بها روسيا والولايات المتحدة، رافضة الدخول في مفاوضات وخلق سباق تسلح ثلاثي أكثر تعقيدًا.

التحذير من كارثة

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الأخطار النووية بدت بعيدة منذ انتهاء الحرب الباردة، لكن مع تصاعد التوترات الدولية جنبًا إلى جنب مع الترسانات النووية، يتزايد الخطر النووي، وقد تؤدي الأخطاء أو سوء الفهم إلى كارثة، وأضافت أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الاستمرار في محاولة تقليل احتمالية حدوث مثل هذه النتائج، كما يجب على الغرب أن يخطط الآن للتفاوض مجددًا مع روسيا، وإيجاد طرق لإقناع الصين للجلوس على طاولة المفاوضات.