في خطوة تعكس التوتر المُتصاعد بين الصين والولايات المتحدة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، لين جيان، اليوم أن بلاده قررت تعليق جولة جديدة من محادثات الحد من الأسلحة النووية مع واشنطن. وجاء هذا الإعلان ردًا على استمرار الولايات المتحدة في تزويد تايوان بالأسلحة، وهي الجزيرة التي تحاول الانفصال عن البر الرئيسي بمساعدة القوى الغربية، وتعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.
ونقلت صحيفة الشعب اليومية الصينية عن لين جيان قوله، أن الولايات المتحدة استمرت في إجراءاتها على مدى الأسابيع والأشهر الأخيرة، بالرغم من المعارضة الشديدة والاحتجاجات المتكررة من الصين؛ مما أسفر عن تقويض المصالح الأساسية لبكين والثقة المتبادلة بين الدولتين.
وبدورها، اتهمت الصين الولايات المتحدة بتقويض "الجو السياسي" اللازم لمواصلة محادثات الحد من الأسلحة، ما دفعها إلى قرار تعليق المناقشات بشأن جولة جديدة من المشاورات. وأكد "جيان" أن المسؤولية عن هذا الوضع تقع بالكامل على عاتق الولايات المتحدة.
وتحدثت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن الحزب الشيوعي لن يتخلى عن إعادة تايوان إلى البر الرئيسي من جديد، وبالقوة إذا لزم الأمر. وبالمقابل، كانت الولايات المتحدة أكبر مزود للأسلحة إلى تايوان لعقود من الزمان، وتلتزم بموجب قوانينها بمساعدة تايبيه في الدفاع عن نفسها.
الصين تستعد للحرب
داريل كيمبال، المدير التنفيذي لرابطة الحد من الأسلحة، أبدى استغرابه من قرار الصين برفض المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الحد من المخاطر النووية والتسلح، مشيرًا إلى أن الأسباب قد تتعدى الاستياء من المبيعات الأمريكية إلى تايوان.
وقال كيمبال لمجلة "نيوزويك" الأمريكية: "قد يكون السبب هو أن القادة في بكين لم يروا فائدة كبيرة في مقترحات الحد من المخاطر التي قدمتها الولايات المتحدة في اجتماعهم الأخير في نوفمبر الماضي، أو قد يكون السبب هو أن الصين تريد ببساطة الاستمرار في زيادة حجم ترسانتها، حتى يكون لديها قوة نووية انتقامية مضمونة قبل الاشتباك مع الولايات المتحدة".
وعندما دخل الاتفاق حيز التنفيذ في عام 2011، حدد الاتفاق كلا البلدين بما لا يزيد على 1550 رأسًا نوويًا منشورًا و700 صاروخ باليستي وقاذفات قنابل.
ومن جانبه، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، القرار الصيني ووصفه بأنه يعرقل الاستقرار الاستراتيجي بين البلدين، مُشيرًا إلى أن الصين تحاكي روسيا في رفضها الانخراط في مجال ضبط الأسلحة.
وفي سياق متصل، أعلن ميلر أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها لمواجهة التهديدات الصينية المتزايدة لأمن تايوان، مشددًا على استمرار الدعم الأمريكي لتايوان في هذا السياق.
الترسانات النووية
في العام الماضي، ذكر تقرير وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن القوة العسكرية الصينية أن بكين تمتلك أكثر من 500 رأس نووي في وضع تشغيلي. كما قدر البنتاجون أن الترسانة النووية الصينية ستتوسع إلى أكثر من ألف رأس نووي بحلول عام 2030.
وفي تقرير منفصل صدر الشهر الماضي، قال معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام إن الصين ربما وضعت بعض أسلحتها النووية في حالة تأهب تشغيلي عالية لأول مرة.
وفي نهاية السنة المالية 2023، كان لدى الولايات المتحدة 3748 رأسًا نوويًا جاهزًا للتشغيل.
فيما، تشير تقديرات هيئة الفضاء الفيدرالية إلى أن روسيا تمتلك 4380 رأسًا حربيًا جاهزًا للاستخدام، من إجمالي مخزون عالمي يقدر بأكثر من 12 ألف رأس حربي، بما في ذلك أكثر من ألف رأس حربي في المخازن الأمريكية والروسية التي خرجت من الخدمة، ولكن لم يتم تفكيكها بعد.