دافع المستشار الألماني أولاف شولتس، عن ائتلافه الحاكم "إشارة المرور"، بعد الانتقادات الأخيرة بين العديد من المواطنين والمعارضة، وإعلان زعيم حزب الخُضر أوميد نوريبور أن هذا التحالف يشكّل مرحلة انتقالية، وهو ما رفضه شولتس، مؤكدًا أن حكومته حققت نجاحًا كبيرًا.
واعترف "شولتس" بأن العمل مع ائتلافه كان صعبًا في الأشهر الأخيرة، واحتاج لضرورة بذل جهد مضاعف، غير أن غالبية الناخبين لا يشعرون بالرضا عن أداء الحكومة الفيدرالية في استطلاعات الرأي، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وقبل 13 شهرًا من الانتخابات الفيدرالية المقبلة، لم يعد كثيرون في الائتلاف يؤمنون بمواصلة التحالف، وهو ما أكده زعيم حزب الخُضر أوميد نوريبور شريك التحالف أن هذا الائتلاف هو ائتلاف انتقالي بعد عهد ميركل.
من الانتقادات للإنجازات
وردًا على تلك الادعاءات، قال شولتس: "لقد حقق إشارة المرور الكثير من الإنجازات مثل التغلب على أزمة الطاقة، ودعم أوكرانيا، وتحسين وضع الجيش الألماني للدفاع عن نفسه".
وتابع: "كل هذه القرارات الكثيرة تم اتخاذها بصعوبة كبيرة، ويتعين على ألمانيا أن تعتاد على حقيقة مفادها أن الحكومات سوف تتشكل في المستقبل المنظور من أحزاب لم تكن تخطط في بعض الأحيان للعمل معًا من قبل"، بحسب الموقع.
وعود تحت المجهر
وفقًا للتحليل الذي أعدته مؤسسة برتلسمان بالتعاون مع جامعة ترير، تم حصر مجموعه 453 وعدًا لائتلاف إشارة المرور، ومراجعة معدلات التنفيذ.
ونفذت الحكومة 174 وعدًا بشكل كامل أو جزئي (38%)، إضافة إلى 55 مشروعًا آخر (12%) في طور الإنجاز، وتم "التعامل بشكل جوهري" مع 62 وعدًا آخر (14%)، ولكن لا يمكن التنبؤ بمدى الوفاء بها، وفقًا للموقع الإخباري.
في المقابل، هناك 162 وعدًا (36%) من العقد المبرم بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر والحزب الديمقراطي الحر لم يتم الوفاء بها أو معالجتها، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
انهيار "إشارة المرور"
وأوضح مانفريد جولنر، عالم السياسة من فورسا، لصحيفة بيلد، أنه "لا يمكن للائتلاف أن يستمر على هذا النحو، ثم قد يكون الوقت قد حان لإنهاء هذا الصراع بصدق".
وأظهر روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، إحباطه بسبب الميزانية المقبلة، في الوقت الذي يأمل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في إصلاح نظام كبح الديون في المجلس التشريعي المقبل بدون الحزب الديمقراطي الحر، يشعر شركاء الائتلاف من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخُضر بالاستفزاز منك الشريك الثالث في ائتلاف إشارة المرور.
الأغلبية المحبطة
ومع الميزانية الفيدرالية الجديدة، وعدت الحكومة بتعزيز اقتصادي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من النمو. ومع ذلك، فإن أغلبية واضحة (75%) ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الحكومة الفيدرالية لا تفعل الكثير لتحفيز الاقتصاد، ويعتقد 2% أن هذا أكثر من اللازم، ويقول 15% إنه على حق، بحسب "زد إي أف".
كبح الديون.. وأزمة الميزانية
وتوصل زعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخُضر والحزب الديمقراطي الحر إلى اتفاق، واستكمال الأرقام الجديدة وإرسالها إلى البرلمان الألماني (البوندستاج)، لكن حتى بعد التسوية لا تزال هناك فجوة في الميزانية تبلغ 12 مليار يورو، وتريد حكومة إشارة المرور إنفاق ما يقرب من 490 مليار يورو العام المقبل، أكثر من عُشرها على الائتمان.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي ميزانية العام المقبل إلى 488.6 مليار يورو، وهذا أقل بنحو 300 مليون عن هذا العام
أعلنت وزارة المالية عن استثمارات بقيمة 81 مليار يورو، وهو مستوى قياسي، ويخطط وزير المالية الاتحادي كريستيان ليندنر للحصول على قروض جديدة بقيمة إجمالية تبلغ 51.3 مليار يورو، وهو ما يزيد قليلًا على هذا العام.