الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة سياسية تعصف بألمانيا.. الائتلاف الحاكم على حافة الانهيار

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يواجه الائتلاف الحاكم في ألمانيا أزمة حادة قد تؤدي إلى انهياره، إذ إنه وفقًا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، تصاعد الخلافات بين أحزاب الائتلاف الثلاثة بشكل غير مسبوق، ما يهدد استقرار الحكومة بقيادة المستشار أولاف شولتس.

أزمة بمرساة الاستقرار

لطالما اعتُبرت ألمانيا "مرساة الاستقرار" في أوروبا، لكن يبدو أن هذه المرساة قد انفكت عن موضعها، فبعد أسابيع قليلة من إعلان شولتس أن ائتلافه الثلاثي دفن فأس الحرب، عادت الحرب الأهلية داخل حكومته لتندلع من جديد وبشراسة أكبر.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن الخلاف الأخير لا يتعلق بالسياسة الخارجية أو الموقف من روسيا، بل يتمحور حول موضوع أكثر أهمية لدى الكثير من الألمان، وهو السيارات.

يقف الحزب الديمقراطي الحر، وهو حزب مؤيد للأعمال، في مواجهة شركائه في الائتلاف، فبينما يسعى الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة شولتس وحزب الخضر إلى تقليل استخدام السيارات، يدفع الديمقراطيون الأحرار في الاتجاه المعاكس.

وفي خطوة استفزازية، اقترح الحزب الليبرالي تشجيع الألمان على استخدام سياراتهم بشكل أكبر، من خلال جعل مواقف السيارات في وسط المدن مجانية، والحد من مسارات الدراجات.

حملة استفزاز

لم يقتصر الأمر على قضية السيارات، إذ أطلق قادة الحزب الديمقراطي الحر في الأيام الأخيرة ما يبدو وكأنه حملة منظمة لاستفزاز شركائهم في الائتلاف، وتضمنت هذه الحملة مقترحات مثيرة للجدل، من بينها خفض مخصصات الرعاية الاجتماعية وإلغاء الوزارة الاتحادية التي تتعامل مع المساعدات الخارجية.

وفسرت "بوليتيكو" هذا التحول الاستفزازي للحزب الليبرالي بالنظر إلى استطلاعات الرأي، إذ شهد الحزب، الذي كان على خلاف مع شركائه منذ تولي الائتلاف السلطة، تبخر دعمه الشعبي ليصل إلى 5% فقط، وهو الحد الأدنى للدخول إلى البرلمان.

توقعات بهزيمة قاسية 

ومن المتوقع أن يتلقى الحزب الديمقراطي الحر، إلى جانب بقية الائتلاف، هزيمة قاسية في الانتخابات الإقليمية في ثلاث ولايات شرق ألمانية الشهر المقبل، فيما تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الحزب لن يحصل على أصوات كافية للفوز بمقاعد في أي من البرلمانات المحلية.

وترى "بوليتيكو" أن الخسارة الكبيرة لأحزاب الائتلاف في الانتخابات الولائية قد تجدد التساؤلات حول جدوى ائتلاف شولتس، خاصة إذا استمر الحزب الديمقراطي الحر في حملته التحريضية.

مستقبل غامض للحكومة

في ظل هذه الأجواء المشحونة، تحوم التكهنات في برلين منذ أشهر حول إمكانية محاولة الحزب الليبرالي إنعاش حظوظه المتدهورة قبل الانتخابات الوطنية العام المقبل من خلال تفكيك الائتلاف، إما بالانسحاب منه أو التسبب في انهياره.

واختتمت "بوليتيكو" تقريرها بالإشارة إلى أن الحزب الديمقراطي الحر قرر تجاهل دعوات شولتس للتهدئة، والمضي قدمًا في الهجوم من خلال تجاوز الخطوط الحمراء لشركائه.