الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صورة أثارت العاصفة.. إسكتلندا تجمد اجتماعاتها الدبلوماسية مع إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بالقرب من السفارة الإسرائيلية في بريطانيا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

أثار اجتماع أنجوس روبرتسون، وزير الشؤون الخارجية الإسكتلندي، ودانييلا جرودسكي، نائبة السفير الإسرائيلي لدى المملكة المتحدة، جدلًا كبيرًا وعاصفة من الغضب الشعبي، ما دفع الحكومة الإسكتلندية إلى تعليق الاجتماعات مع إسرائيل لحين تحقيق "تقدم حقيقي" نحو وقف إطلاق النار في غزة.

انتقادات شديدة

واجهت إدارة الحزب الوطني الإسكتلندي انتقادات شديدة بعد أن التقى أنجوس روبرتسون، وزير الشؤون الخارجية، مع دانييلا جرودسكي، نائبة السفير الإسرائيلي لدى المملكة المتحدة، وفق "بي بي سي".

وأعلنت الحكومة الإسكتلندية أنها لن تعقد أي اجتماعات أخرى مع السفراء الإسرائيليين حتى يتم تحقيق "تقدم حقيقي" في محادثات السلام بشأن الصراع في غزة، فيما علق وزير الخارجية على اللقاء قائلًا: "إنه يشعر بالأسف لأن الاجتماع لم يقتصر بشكل صارم على المحادثات بشأن وقف إطلاق النار".

واتخذت الحكومة الإسكتلندية القرار في أعقاب ضجة سياسية في البلاد، نشأت بعد لقاء "روبرتسون"، 8 أغسطس الجاري، مع "جرودسكي"، وبعد أربعة أيام، حملت جرودسكي صورة مشتركة مع الوزير على حسابها عبر "إكس" (تويتر سابقًا).

تغريدة أثارت العاصفة

كتبت نائبة السفير الإسرائيلي لدى المملكة المتحدة بجانب الصورة: "شكرًا لك أنجوس روبرتسون على الترحيب بنا في إسكتلندا الرائعة، لقد ناقشنا القواسم المشتركة الفريدة بين إسكتلندا وإسرائيل وشددنا أيضًا على الحاجة الملحة لإعادة محتجزينا الـ115، ونتطلع إلى التعاون في مجالات التكنولوجيا والثقافة والطاقة المتجددة".

وأثار نشر اللقاء ردود فعل غاضبة في إسكتلندا وانتقادات حادة للحكومة التي التقت دبلوماسيين إسرائيليين خلال الحرب على غزة، ورغم أن رئيس الوزراء الإسكتلندي جون سويني دافع عن وزير خارجيته، لكنه اعترف بأن هناك من يعتقد أنه كان لقاء غير مناسب، بل كانت هناك دعوات في البرلمان الإسكتلندي لإقالة روبرتسون، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

إدانة الأعمال الوحشية

من جانبه، دافع وزير الخارجية عن عقد اللقاء، معتبرًا أنه ليس محاولة لإضفاء الشرعية على تصرفات الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة، وأضاف "أن الحكومة الإسكتلندية كانت ثابتة في إدانتها القاطعة للأعمال الوحشية التي نشهدها في غزة"، وفق "بي بي سي".

وقال: "إن الحكومة لن تقبل دعوات أخرى من إسرائيل حتى يتم تحقيق "تقدم حقيقي نحو السلام، وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وحتى تتعاون إسرائيل بشكل كامل مع التزاماتها الدولية بشأن التحقيق في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".

وزير الخارجية الإسكتلندي ونائب سفير إسرائيل لدى بريطانيا
تطبيع للعلاقات

وأضاف "أن الكثيرين اعتبروا الاجتماع بمثابة تطبيع للعلاقات بين الحكومة الإسرائيلية وإسكتلندا، ومن الواضح أنه كان من الأفضل التأكد من أن الاجتماع يقتصر بشكل صارم على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الأعمال المروعة، والخسائر في الأرواح بالمنطقة، وأعتذر عن عدم حدوث ذلك".

وأوضح "روبرتسون": "رأيي هو أنه بالنظر إلى طلب نائب سفير إسرائيل لدى المملكة المتحدة لعقد اجتماع، فهذه فرصة للتعبير عن الموقف الواضح والثابت للحكومة الإسكتلندية فيما يتعلق بالحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وفعلت ذلك بالضبط".

من جهتها، قالت السفارة الإسرائيلية في لندن، إن "العمل الدبلوماسي يعني خلق اتصالات وتعزيز الشراكات، وهذا صحيح بشكل مضاعف في هذا الوقت. وسنواصل العمل بهذه الروح لإنشاء جبهة دولية لعودة المحتجزين".

لم أفكر في الاستقالة

قال أنجوس روبرتسون، اليوم الثلاثاء، إنه لم يفكر في الاستقالة بسبب الاجتماع المثير للجدل مع نائب السفير الإسرائيلي بالمملكة المتحدة، وإن الوزير الأول جون سويني كان على علم بالاجتماع الذي عُقد، لكن الرجلين لم يناقشاه شخصيًا"، مضيفا "أن حكومة الحزب الوطني الإسكتلندي أجرت حوارًا مستمرًا مع الوفد الفلسطيني في المملكة المتحدة".

وعندما سُئل أنجوس روبرتسون، اليوم، عما إذا كان قد فكر في الاستقالة، قال لبرنامج صباح الخير إسكتلندا على إذاعة "بي بي سي": "لا، لم أفعل ذلك، لأنني أعتقد أنه كان من الصواب إيصال الرسالة التي فعلناها، لكنني فكرت مليًا في التأثير الذي أحدثته والانطباع الذي خلفته، ولهذا السبب أصدرت الاعتذار أمس".

وقال متحدث باسم السفارة الإسرائيلية، وفق "بي بي سي"، "إن من عمل الدبلوماسيين الأجانب المشاركة وتعزيز العلاقات كجزء من العلاقة الطويلة الأمد والإيجابية بين إسرائيل والمملكة المتحدة، وما زالوا مصممين على القيام بواجبهم في تمثيل دولة إسرائيل".