يشهد الاقتصاد الإسرائيلي تداعيات سلبية، أثبتتها البيانات والأرقام الجديدة الصادرة من الجهاز المركزي للإحصاء، على وقع الحرب المميتة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ نحو 11 شهرًا، كان من أبرزها التباطؤ الحاد في الاقتصاد خلال الربع الثاني من 2024.
وفي الوقت الذي كانت تتوقع فيه حكومة، بنيامين نتنياهو، انتعاشة كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي قبل انطلاق الحرب، بحسب القناة الـ13 الإسرائيلية، إلا أن الصراع الحالي جعل الأمور تتدهور خلال الأشهر الماضية، وجاء تصنيف فيتش الائتماني الأخير كالقشة التي قصمت ظهر البعير.
تراجع النمو
وكشفت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء في إسرائيل، عن تراجع النمو الاقتصادي على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2024 بواقع نمو 1.2%، بينما واصل نشاط القطاع الخاص تراجعه بنسبة 1.9%، فضلًا عن انخفاض صادرات السلع بأكثر من 7%.
وتوافقت تلك الأرقام والبيانات مع ما أعلنته وكالة التصنيف الائتماني الدولية "فيتش" بتخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل من A+ إلى A، وحددت نظرة مستقبلية سلبية لها، وأرجعت ذلك بحسب القناة الإسرائيلية إلى المخاطر الجيوسياسية والتوترات الإقليمية والعجز العميق والسياسات الداخلية الهشة.
نظرة سلبية
ويعتبر استمرار القتال في قطاع غزة، واحدًا من أهم الأسباب التي دفعت فيتش لتخفيض تصنيف إسرائيل وإعطائها نظرة سلبية مستقبلية، مشيرة إلى أن مخاطر استمرار القتال قد تمتد إلى 2025، بجانب مخاوف توسع نطاق الحرب إلى ساحات قتالية أخرى.
وحذرت وكالة فيتش من وجود عجز واسع في الميزانية الإسرائيلية قد يصل إلى 7.8% من الناتج المحلي الإجمالي، بعد أن وصل إلى 4.1% العام الماضي، موضحة أن ذلك يعكس النفقات الكبيرة المتعلقة بالعمليات العسكرية وتقليص الأضرار الاقتصادية، ونفقات إجلاء سكان شمال البلاد.
مزيد من التدهور
كما تعد الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية والأضرار المستمرة للنشاط الاقتصادي والاستثمارات، أسبابًا أخرى أعلنت عنها الوكالة العالمية، مشيرة في بيانها إلى أن كل تلك الأمور ستؤدي إلى مزيد من التدهور في التصنيف الائتماني للاحتلال الإسرائيلي.
أما حكومة نتنياهو، فترى من وجهة نظرها أن الاقتصاد الإسرائيلي قوي ويعمل بشكل جيد، وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التصنيف سوف يرتفع مرة أخرى،بعد الانتصار في الحرب الحالية وتحقيق أهدافها، بحسب زعمهم.
وحتى الآن فشلت الحكومة الإسرائيلية بعد عشرة أشهر على بدء الغزو لقطاع غزة، في تحقيق الهدفين الرئيسين المتمثلين في تحرير المحتجزين والقضاء على حماس، وخلفت بدلًا من ذلك دمارًا هائلًا للبنية التحتية في القطاع، واستشهاد أكثر من 40 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، بجانب ما يصل 95 ألف مُصاب.