الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كامالا هاريس.. نشوة الديمقراطيين تصطدم بـ"الاختبار الحاسم"

  • مشاركة :
post-title
نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مع انطلاق المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، تجد نائبة الرئيس والمرشحة لرئاسة الولايات المتحدة، كامالا هاريس، نفسها في مركز الاهتمام السياسي الأمريكي، إذ إنها -رغم الأجواء الاحتفالية والنشوة السائدة بين صفوف الحزب الديمقراطي- تواجه سلسلة من التحديات الجسيمة التي قد تحدد مسار حملتها الانتخابية ومستقبلها السياسي، في هذا الصدد تسلط صحيفة "بوليتيكو" الضوء على الفرص والعقبات أمام هاريس في سعيها لكسب ثقة الناخبين الأمريكيين.

حماس ديمقراطي يواجه واقعًا معقدًا

تشهد أروقة المؤتمر الوطني الديمقراطي حالة من البهجة والتفاؤل غير المسبوقة، إذ إنه وفقًا لما أوردته بوليتيكو، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة، سواء العامة أو الداخلية، تظهر تقدمًا طفيفًا لهاريس على منافسها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، في الولايات المتأرجحة الرئيسية، وهذا التحول في المشهد السياسي دفع قيادات الحزب الديمقراطي إلى رفع سقف توقعاتهم، إذ صرح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في مقابلة مع بوليتيكو قائلًا: "سنحتفظ بمجلس الشيوخ ونضيف مقعدًا أو اثنين"، رغم أن الخريطة الانتخابية تعتبر من أصعب ما واجهه الحزب منذ سنوات.

إلا أن هذه النشوة تصطدم بواقع سياسي معقد، إذ نقلت بوليتيكو عن هولي ميتشل، مشرفة مقاطعة لوس أنجلوس، قولها: "أريد أن أستمتع باللحظة، لكنني مهووسة بالأيام الـ 78 المقبلة، كيف نفوز؟". وأضافت: "أتذكر أنني شعرت بالحرية في 2008 مع باراك أوباما. كان لدينا مدرج أطول".

تحديات متعددة في مواجهة هاريس

رغم الأجواء الاحتفالية، يشير تقرير بوليتيكو إلى وجود تحديات كبيرة تواجه هاريس، إذ شهد محيط المؤتمر مظاهرات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين، حيث هتف آلاف المتظاهرين ضد هاريس والرئيس بايدن، واصفين إياهما بـ"جو الإبادة الجماعية" و"كامالا القاتلة"، وهذه الاحتجاجات تسلط الضوء على التحدي الكبير الذي تواجهه هاريس في التعامل مع القضية الفلسطينية والسياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام.

كما أن هاريس لم تخضع بعد لاستجواب إعلامي موسع حول مواقفها السياسية المتغيرة، وهو ما قد يشكل تحديًا كبيرًا في المستقبل القريب، إذ أشارت بوليتيكو إلى أن آخر مقابلة رسمية لها كانت في يونيو الماضي؛ مما يثير تساؤلات حول قدرتها على مواجهة الأسئلة الصعبة والتعامل مع الضغط الإعلامي.

الحاجة إلى استراتيجية متماسكة

نقلت بوليتيكو عن النائب، جيمس كليبورن، وهو شخصية مؤثرة في الحزب الديمقراطي، قوله: "بغض النظر عن مدى سعادتنا الآن، فالحقيقة هي أننا بحاجة إلى أسبوع جيد، وعلينا أن نغادر هنا على نوتة عالية، وأن نستمر على هذا المنوال".

وأضاف: "الطاقة شيء جيد، لكنها لا تساوي شيئًا ما لم يتم تسخيرها وتوجيهها".

هذا التصريح يسلط الضوء على الحاجة الملحة لهاريس لتطوير استراتيجية متماسكة تمكنها من الحفاظ على الزخم الحالي وتحويله إلى نجاح انتخابي، إذ إن تجربتها السابقة في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2020، والتي بدأت بقوة ثم تراجعت بسرعة، تذكر بأهمية الاستعداد الجيد والقدرة على التكيف مع تحديات الحملة الانتخابية.

نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس
تحديات السياسة والتواصل مع الناخبين

تبرز بوليتيكو تحديات أخرى تواجه هاريس في صياغة سياساتها وتوصيلها للناخبين، فعلى سبيل المثال، أثار اقتراحها لحظر رفع الأسعار بعض الجدل داخل الحزب الديمقراطي نفسه، كما نقلت الصحيفة عن دونا برازيل، الرئيسة السابقة للجنة الوطنية الديمقراطية، قولها إن هناك حاجة لتحسين أداء هاريس مع بعض الفئات الناخبة الرئيسية، مثل كبار السن البيض والأسر العمالية.

هذه التحديات تُشير إلى ضرورة قيام هاريس بتطوير خطاب سياسي واضح ومتماسك، وتحسين قدرتها على التواصل مع مختلف شرائح الناخبين الأمريكيين.

اختبار حاسم لهاريس

من أبرز التحديات التي تواجه هاريس، وفقًا لتقرير بوليتيكو، موقفها من القضية الفلسطينية، فرغم دعمها لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أنها لا تؤيد فرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل، وهذا الموقف يضعها في مواجهة مع حركة "غير الملتزمين" المؤيدة للقضة الفلسطينية داخل الحزب الديمقراطي.

وقد نقلت الصحيفة عن ليلى العابد، إحدى قيادات حركة "غير الملتزمين" في ميشيجان، تحذيرها من أن هاريس "معرضة لخطر خسارة ولايات متأرجحة رئيسية، خاصة في ولايات مثل ميشيجان، حيث لدينا أكبر تركيز للأمريكيين العرب والمسلمين"، هذا التحذير يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للموقف من القضية الفلسطينية في الانتخابات الأمريكية المقبلة.

الحاجة إلى التمايز عن بايدن

نقلت بوليتيكو عن السيناتور جاري بيترز، رئيس الحملات الانتخابية لمجلس الشيوخ الديمقراطي، قوله إن على هاريس أن تظهر تمايزًا عن بايدن في السياسة الخارجية.

وأضاف: "عليها أن تبدأ في إخبار الناس من أين تأتي، وبما تؤمن، وسيكون ذلك أمرًا طبيعيًا. لذا ستكون هناك أمور توافق عليها، وأخرى لا توافق عليها".

هذا التصريح يشير إلى التحدي الدقيق الذي تواجهه هاريس في محاولة رسم صورة مستقلة لنفسها، مع الحفاظ على التماسك مع الإدارة الحالية، فهي بحاجة إلى إظهار قيادتها الخاصة وأفكارها المميزة، دون إحداث انقسام داخل الحزب الديمقراطي.