قال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية كلاوديو كوردوني، اليوم الإثنين، إن 2023 كان العام الأكثر دموية بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني على الإطلاق، متوقعًا أن يكون عام 2024 أسوأ منه.
وأفاد المسؤول الأممي، في بيان بأن هناك 280 من عمال الإغاثة قُتلوا في 33 دولة خلال عام 2023، وذلك بزيادة نسبتها 137% بالمقارنة مع عام 2022 الذي شهد مقتل 118 عامل إغاثة.
وأوضح المكتب أن هناك 172 عامل إغاثة قتلوا حتى السابع من أغسطس الجاري، وذلك نقلًا عن إحصاء مؤقت صادر عن قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة.
وأضاف المكتب أن أكثر من نصف عدد الوفيات التي تم تسجيلها في عام 2023، سُجلت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الأعمال العدائية التي وقعت في قطاع غزة، أو خلال الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر الماضيين.
وكشف "كوردوني" خلال كلمة له في ذكرى تفجير فندق القناة بالعاصمة بغداد، إن "لدينا بالطبع سبب خاص لإحياء ذكرى هذا اليوم هنا في بغداد؛ إذ لا تزال ذكريات ذلك الهجوم على فندق القناة ماثلة في الأذهان وجراحه، التي لا يبدو بعضها للعيان، لم تبرأ بعد. لقد فقدنا اثنين وعشرين (22) زميلًا في ذلك اليوم من عام 2003، بعد خمسة أيام من إعلان مجلس الأمن تشكيل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي). وكان الممثل الخاص للأمين العام آنذاك، سيرجيو فييرا دي ميلو، من بين الذين فقدوا حياتهم. وأصيب أكثر من مئة (100) آخرين أو تأثروا بنحو آخر.
ولفت إلى أن العاملين في المجال الإنساني من الأمم المتحدة يتعرضون إلى جانب آخرين من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية للقتل والإصابة والاختطاف، ومعهم المدنيون الذين يدعمهم هؤلاء العاملين، حيث يتحمل المدنيون -كما هو الحال دائمًا- وطأة الصراعات في كل مكان.
وتابع أن "القانون الإنساني الدولي يُداس بالأقدام. فأكثر من أي وقت مضى، يتم توثيق الفظائع، وأحيانًا بفخر على يد مرتكبيها أنفسهم، ومع ذلك يسود الإفلات من العقاب في كل مكان تقريبًا".
وأضاف: "في منطقتنا، في غزة، شهدنا مقتل أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة في أي صراع، وكان من بينهم (207) من زملائي السابقين في (الأونروا) والذين قتلوا إلى جانب ما يزيد على (40,000) فلسطينياً في حرب شرسة تنتهك فيها كل الأطراف القانون الدولي، وهي حرب قد تتصاعد إلى إشعال فتيل حرب إقليمية".
وطالب "كوردوني" كافة الأطراف المنخرطة في الصراعات بالكف عن الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني وضد المدنيين كافة، داعيًا لمحاسبة من يأمرون بانتهاكات القانون الدولي أو يرتكبونها.