في الوقت الذي وجّهت روسيا بوصلتها، من حيث العتاد والأفراد إلى أوكرانيا، منذ أكثر ما يزيد عن عامين مع بداية عمليتها العسكرية، إلا أن موسكو تعاني نقصًا في عدد أفراد الشرطة بشكل ملحوظ.
وشكا نائب وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف من نقص في وكالات إنفاذ القانون، منتقدًا وجود نقص كبير في عدد الموظفين في وزارة الداخلية، بحسب شبكة "تي أونلاين" الألمانية.
وقال كولوكولتسيف في منتدى في شمال غرب موسكو: "تخيل لو قمت بزيارة مراكز شرطة المناطق في المناطق النائية الروسية ولاحظت أنه بدلًا من اثني عشر ضابطًا، هناك أربعة ضباط فقط يعملون".
وتابع وزير الداخلية الروسي: "بدلًا من ثمانية محققين، يعمل اثنان فقط، ومن بين 40 ضابط شرطة في المنطقة، لم يتبق سوى ستة، هذا هو الوضع".
وفي وقت سابق أعرب وزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، أن البلاد تعاني نقصًا خطيرًا في ضباط الشرطة، ولم تكن الأسباب التي قُدمت في ذلك الوقت راجعة إلى جغرافية روسيا الواسعة فحسب، بل أيضًا إلى حقيقة مفادها أن العديد من ضباط الشرطة ذوي الخبرة تركوا عملهم في الأعوام الأخيرة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انخفاض الأجور.
وقال ضابط شرطة إن الأجور لم يتم تعديلها لتعكس ارتفاع الأسعار والتضخم، إذ استقال ليصبح سائق سيارة أجرة، موضحًا أن موظف السوبر ماركت لا يزال يكسب أكثر منه دون عمل خطير، في تصريح للإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وقدّرت الإذاعة البريطانية العدد الإجمالي لضباط الشرطة في روسيا العام الماضي بنحو 900 ألف شخص مع عدد سكان يبلغ 146 مليون نسمة، أي أن هناك 630 ضابط شرطة لكل 100 ألف روسي.
ومقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك نحو 428 ضابط شرطة لكل 100 ألف نسمة في عام 2019، وفي ألمانيا كان هناك 61 ضابطًا، وفقًا لأرقام مكتب الإحصاء الفيدرالي في العام الماضي.
وتعيش روسيا خلال الفترة الحالية في أجواء هجوم خاطف بمنطقة كورسك شنته أوكرانيا في السادس من أغسطس الجاري، ويقال إن نحو 10 آلاف جندي أوكراني منتشرون هناك.
وأعلن قائد الجيش أولكسندر سيرسكي، الاستيلاء على 1150 كيلومترًا مربعًا و82 بلدة بما في ذلك مدينة سودجا ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تقع على بُعد نحو عشرة كيلومترات خارج الحدود الروسية.
ويوجد مركز غاز مهم لشركة جازبروم الروسية، يتيح نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وهذا التقدم هو أكبر هجوم لأوكرانيا عبر الحدود منذ بداية الحرب الروسية والأول لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.