هاجم وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن جفير، مساء أمس السبت، دعوة الرئيس إسحاق هرتسوج لـ "التخلص من الكاهينية" -نسبة إلى الحاخام المتطرف الشهير مائير كاهانا- من الحكومة؛ خلال لقاء الرئيس بمتظاهرين ضد الحكومة لدى عودته من الكنيس القريب من منزله في تل أبيب، كما أشار موقع "والا" العبري.
وخلال اللقاء طالب المتظاهرون بإدانة وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، والإعلان علنًا أنه لا ينبغي أن يكون في الحكومة، فأجاب الرئيس: "أذكر فقط أنني حاولت تشكيل حكومة وحدة في وسط الخريطة، فأنا أمثل كل المجتمع الإسرائيلي وكل الآراء وأدعو إلى الوحدة".
وسُئل هرتسوج: "الوحدة مع الكاهانيين؟"، قاصدين التوافق مع المتطرفين داخل الائتلاف الحكومي، فأجاب الرئيس: "ليس مع الكاهانية، يجب إزالة الكاهانية".
وكان هرتسوج قد كتب على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أن رئيس الدولة "لا ينحاز إلى أي طرف في النضال العام. وقلت إنني إذا رأيت خطرًا على الديمقراطية الإسرائيلية فسوف أقف على رأس المعسكر".
وردًا على الرئيس، قال وزير الأمن القومي المُتطرف: "عندما ترشح هرتسوج للرئاسة، التقى معي عدة مرات للحصول على دعمي. وهو بالطبع قال كل ما يحتاجه للحصول على دعمي".
وأضاف بن جفير أنه أوضح لهرتسوج أنه سيصوت لمريام بيرتس، على حد قوله "منذ ذلك الحين التقينا عدة مرات، عندما كان يمتدح دائمًا مدى موهبة وزراء عوتسما يهوديت، ومدى رضاه عن أعضاء الكنيست، وكيف أنه على الرغم من وجود خلافات، فهو يقدرني شخصيًا كثيرًا".
وأضاف: "كان من الممتع سماع الرئيس المحترم ينحني أمام حفنة من الفوضويين الذين يحاولون إدارة البلاد وتقسيم الأمة. وهذا بالطبع يتماشى مع "وسام الشرف" الذي منحه للفوضويين والرافضين، والذي ألحق الضرر بجيش الدفاع الإسرائيلي، وأدى إلى كارثة 7 أكتوبر".
وتابع: "ربما من الأفضل له أن يتصرف، كما فعل في تحقيقات الشرطة ويصمت، فالنفاق شيء مثير للاشمئزاز".
انتقاد مُتكرر
أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن "كلمات هرتسوج قيلت خلال مواجهة شرسة وغير مسبوقة مع المتظاهرين خارج منزله. وزعم المتظاهرون، الذين لم يتوقفوا عن مقاطعة كلامه، أنه لا يفعل ما يكفي لإحداث التغيير".
أيضًا، انتقد المتظاهرون الرئيس لعدم مساعدته في الكفاح من أجل عودة المختطفين، فأجاب: "نلتقي كل يوم عائلات المختطفين والعائلات الثكلى. أنتم ببساطة تظلموني".
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها هرتسوج ضد بن جفير. ففي مايو الماضي، أشار رئيس الدولة إلى تغريدة "حماس ❤️ بايدن"، التي نشرها وزير الأمن القومي ضد الرئيس الأمريكي، وقال: "حتى عندما تكون هناك خلافات ولحظات مخيبة للآمال بين الأصدقاء والحلفاء. هناك وسيلة لتوضيح الخلافات. من الضروري تجنب التصريحات والتغريدات التي لا أساس لها وغير المسؤولة والمهينة، والتي تضر بمصالح الأمن القومي لدولة إسرائيل".
وفي نوفمبر 2022، بعد الانتخابات الأخيرة وقبل تشكيل الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، تحدث هرتسوج عن بن جفير لأعضاء حزب "شاس" الديني المتطرف، الذين حضروا للمشاورات في مقر إقامة الرئيس، والتي أعرب فيها عن قلقه بشأن مواقف وزير الأمن القومي.
وقال: "هناك قضية واحدة لم أقلها، لأنني لا أريد تبرئة أحد، ولكن سيكون لديكم مشكلة في جبل الهيكل. هذه قضية حرجة. لديكم شريك يشعر العالم كله من حولنا بالقلق بشأنه".