الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مفاوضات غزة.. كيف يستخدمها بايدن وهاريس للتغلب على ترامب؟

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن وكامالا هاريس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

باتت المفاوضات حول صفقة إنهاء الحرب في غزة، التي بدأت الخميس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، جزءًا من خطوة استراتيجية كبرى من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل بدء المرحلة الأخيرة والحاسمة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

هدف وأولوية أمريكية

ورأت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إطلاق سراح المحتجزين يشكل هدفًا ذا أولوية قصوى أمريكية، ليس فقط لأن مصيرهم يمس قلوب الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس، بل أيضًا لأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم أمر ضروري، من وجهة نظر الولايات المتحدة.

ومنذ البداية، في شهر يوليو الماضي، بدأت الإدارة الأمريكية الاستعدادات لتحرك يركز على التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، بهدف أن تقدم الإدارة الديمقراطية الأمريكية للناخبين إنجازًا دبلوماسيًا إنسانيًا مبهرًا في الشرق الأوسط، يقنعهم بدعم ترشيح كامالا هاريس وتفضيلها على دونالد ترامب، وفق "يديعوت أحرونوت".

فرصة استراتيجية

وما بدأ كمبادرة لصفقة إنهاء القتال في غزة بين إسرائيل وحماس، توسع إلى أبعاد استراتيجية إقليمية في 31 يوليو الماضي استخدمتها واشنطن كفرصة لأهداف انتخابية، وذلك بعد اغتيال إسرائيل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية في قلب طهران، ما أصبح يهدد بحرب إقليمية واسعة.

وغضبت واشنطن من عملية الاغتيال، وعبر "بايدن" علنًا عن استيائه، ويرجع ذلك أساسًا للخوف من أن تؤدي عمليتي الاغتيال إلى رد فعل انتقامي من قِبل إيران وحزب الله، ومن ثم تطور الصراع إلى حرب شاملة في المنطقة يشارك فيها جميع وكلاء إيران وتنجر إليها الولايات المتحدة، وفق الصحيفة العبرية.

دما هائل أصاب غزة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع

توترات خطيرة

وتوقعت الصحيفة أن يكون هناك استناج لدى واشنطن مفاده أن هذه التوترات الخطيرة يمكن أن تحقق الولايات المتحدة من خلاله جميع أهدافها، المتمثلة في إطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب في غزة، ومنع حرب إقليمية وتحقيق تسوية دبلوماسية لحرب الاستنزاف بين حزب الله وإسرائيل.

ويمكن للمتابع للأحداث أن يرى بوضوح أن إدارة بايدن تعتقد أن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار هما العقبتان الرئيسيتان في طريق التوصل إلى اتفاق، والحرس الثوري والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هما العقبة الرئيسية أمام منع نشوب حرب إقليمية، لكن المشكلة الأساسية من وجهة نظر واشنطن أنها لا تملك القدرة على التحدث مع "السنوار".

بنيامين نتنياهو

منظومة ضغوط وإغراءات

أما نتنياهو، فإن إدارة بايدن تتفهم تمامًا الوضع الذي نشأ في إسرائيل، حيث يقع رئيس الوزراء بين التهديدات بحل حكومة سموتريتش وبن جفير، وبين سندان المؤسسة الأمنية وأغلبية الرأي العام في إسرائيل، إذ تشمل منظومة الضغوط والإغراءات التي مورست على نتنياهو مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية أجرتها شخصيات أمريكية، ومحادثات شخصية بين نتنياهو وبايدن، إضافة لتصريحات مجهولة المصدر من قِبل مسؤولون أمريكيون كبار تم تسريبها إلى الصحافة في الولايات المتحدة.

وحتى فيما يتعلق بإغراء نتنياهو وإسرائيل، فإن الولايات المتحدة لم تدخر أي وسيلة، في الأيام العشرة الأخيرة، حيث فتحت فجأة جميع "الأختام" التي كانت موجودة على الشحنات والموافقات على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وبدأت طائرات النقل الضخمة في العمل، للهبوط بمعدل اثنتين يوميًا، إضافة إلى السفن الراسية بالفعل في إسرائيل.

شبكة المصالح

وقررت إدارة بايدن، بذكاء شديد، الاستفادة من شبكة المصالح هذه وجعل حتى إيران شريكًا في جهود التوصل إلى اتفاق، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

ولدى إيران طرقها الخاصة في توضيح ما تريده لوفد حماس والسنوار، بحيث إنه في المفاوضات الحالية، الجارية ظاهريًا لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء القتال في غزة، هناك بالفعل هدف واحد على الأقل، الشريك الخفي إيران، وفي الحقيقة حزب الله، واللذين أبلغا الأمريكيين، أنهما يؤجلان الضربة الانتقامية على إسرائيل حتى يتبين ما إذا كانت هناك صفقة أم أن فرص التوصل إليها قد ضاعت.

أما بالنسبة لنتنياهو، فسيجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثة "شخصية وملحة" معه إسرائيل، بهدف إقناع نتنياهو للتحلي بالمرونة والمجازفة السياسية من أجل الهدف الأكبر، ومن المحتمل أن يوضح بلينكن لنتنياهو أن الخطوة الأمريكية الكبيرة، التي قد تنهي أيضًا الصراع في الشمال مع حزب الله، هي مصلحة حيوية لإسرائيل تمامًا كما هي مصلحة حيوية لإدارة بايدن هاريس.