"يعتبرون أنفسهم من نسل قبيلة جاد بن النبي يعقوب، ويحافظون على عاداتهم اليهودية مثل الختان والأعياد، لكنهم غير مهتمين بالهجرة إلى إسرائيل".. إنهم طائفة "الإيجبو" الغامضة في نيجيريا التي تسعى لإقامة دولة يهودية في إفريقيا.
يهود الإيجبو
"يهود الإيجبو" طائفة يسميهم البعض "إيبو بنى إسرائيل" إشارة إلى طائفة دينية تعيش داخل مجموعة "الإيجبو" العرقية في نيجيريا، ويتبع أفرادها العقيدة اليهودية، ويؤمنون بأن أجدادهم كانوا يهودًا هاجروا من فلسطين إلى غرب إفريقيا منذ 1500 سنة.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" سلّطت الضوء على طائفة "الإيجبو" العرقية، حيث أشارت إلى أن تلك الطائفة تقاتل منذ سنوات ضد السلطات النيجيرية من أجل تجديد استقلال ولاية بيافرا.
و"بيافرا" هي مجموعة ولايات في الجنوب الشرقي النيجيري، وفي عام 1967، تمرّدت مجموعة من ضباط الإيجبو ضد الحكومة المركزية النيجيرية، وحصلت منطقة بيافرا على الاستقلال، لكن وقعت حرب كبيرة بين السلطات والمتمردين استمرت من 1967 حتى 1970، لتعود من جديد تلك الأرض وتكون جزءًا من الجمهورية النيجيرية، حسب "يديعوت أحرونوت".
وطرحت الصحيفة الإسرائيلية عددًا من الأسئلة بشأن هذا الملف، أبرزها "كيف يتوقعون "الإيجبو" مِن إسرائيل أن تساعدهم، ولماذا يغضبون مِن بريطانيا؟، ومَن هو زعيمهم المضطهد؟".
مسيرة في تل أبيب
وأشارت الصحيفة إلى مسيرة أقيمت قبل نحو شهرين في حديقة جنوب مدينة تل أبيب، التي ينتظم فيها المشاركون كل عام في 30 مايو لإحياء ذكرى "استقلال بيافرا" في نيجيريا.
نامدي كانو
ويقول نامدي كانو، الذي يشتهر كزعيم لكل التحركات لإعادة استقلال "بيافرا": "هناك 70 مليون بيافري في العالم، 50 مليونًا منهم يعرّفون أنفسهم بأنهم يهود".
وتطرق "كانو" إلى العادات اليهودية التي يتبعونها مثل الختان، والصلاة، وارتداء القلنسوة، وقراءة التوراة، والصيام والأعياد"، وفق "يديعوت أحرونوت".
وتقول راشيل نوسو، مديرة فرع منظمة "نامدي كانو" في إسرائيل، والمُنظِّمة لمسيرة البيافريين كل عام: "لقد نجحوا (النيجيريون) في التعتيم على ارتباط شعب الإيبو بيهوديتهم، بل وجعلوهم يشعرون بالخجل من دينهم".
وأضافت "نوسو": "الكثير من البيافريين ما زالوا يعتقدون أنهم اليهود الحقيقيون، وأن عليهم إقامة دولتهم في بيافرا والعيش فيها حسب عقيدتهم، ليس لديهم رغبة في القدوم إلى إسرائيل، وهم غير مهتمين بذلك أيضًا".
70 مليون أسود
وتابعت مديرة منظمة "نامدي كانو" في إسرائيل": "الإسرائيليون متشككون للغاية، وهم مقتنعون بأن أمامهم مجموعة أخرى من 70 مليون أسود يحاولون فقط اللحاق بالسرد اليهودي الوراثي واستخدامه للوصول إلى الدولة الحديثة والاستقرار فيها، هم يؤمنون من كل قلوبهم بأن بيافرا هي وطنهم الذي يجب أن يكون دولة اليهود"، حسب زعمها.
وينسب أبناء الإيجبو أنفسهم إلى 3 من أسباط اليهود الاثنى عشر وهم: سبط جاد، وزفولون، ومنسى، ويتحدث التاريخ الشفوي للقبيلة عن مقاتل أسطوري باسم "عيرى" جاء من فلسطين، وفي بعض الأحيان ينسب الإيجبو "عاري" ابن "جاد" وحفيد النبى يعقوب، كما ورد في سفر التكوين.
الهجرة إلى إسرائيل
وحسب الصحيفة العبرية، يؤكد الكاتب الإسرائيلي شاؤول ميزليش، رئيس جمعية "أصدقاء شعب بيافرا" أنه "تحدث مرات عديدة مع "كانو" وكرر مرارًا التصريح بأنه غير مهتم بالهجرة إلى إسرائيل، ورغم أن لديه شقة هناك، لكنه اختار البقاء في نيجيريا وحلمه الكبير هو إنشاء كيان يعيش فيه السود نمط حياة يليق بأحفاد قبيلة جاد"، حسب مزاعمه.
ولا يزال البيافريون يلقون معظم اللوم في عدم استقلالهم على بريطانيا التي كانت نيجيريا إحدى مستعمراتها، وحسب "ميزليش" الذي أشار إلى أنه "في الحرب الأهلية عام 1967، دعّمت بريطانيا النيجيريين، وخسر البيافريون استقلالهم، ثم وقف الاتحاد السوفييتي أيضًا إلى جانب النيجيريين"، وفق قوله.
إسرائيل تساعد البيافريين
وساعدت إسرائيل البيافريين من خلال نقل الأسلحة والذخيرة، حيث يرى البيافريون أن قوة بريطانيا تُمكّن النيجيريين من الاستمرار في إساءة معاملتهم ورفضهم منح الاستقلال لدولة يهودية بيافرية، وفق "يديعوت أحرونوت".
وأسس "نامدي كانو" محطة إذاعية تسمى "راديو بيافرا"، لكن في نيجيريا اتهموه بالخيانة، وتم تصنيف منظمته "IPOB" على أنها منظمة إرهابية، وبحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تعهد الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري بسحق المنظمة.
محاكمة "كانو"
وفي عام 2015، تمت محاكمة "كانو" واحتُجِزَ لمدة 19 شهرًا، ووصل إلى المحكمة وهو يرتدي القلنسوة والطيلسان، وبعد إطلاق سراحه بكفالة قدرها 300 مليون نايرا (نحو 800 ألف دولار)، حضر الجيش النيجيري إلى منزله، بعد أعمال شغب، لكنه فرَّ من البلاد.
وبدأ "كانو" السفر حول العالم للترويج لقضيته، وخلال إحدى رحلاته زار إسرائيل وحاضر في جامعة تل أبيب، والتقى بأعضاء الكنيست وكرر مطلبه بإجراء استفتاء في نيجيريا حول استقلال بيافرا.
مطالبة بالتدخل الإسرائيلي
وقبل نحو ثلاث سنوات، في 18 يونيو 2021، وصل كانو إلى كينيا، حيث اعتقلته السلطات وسلمته إلى نيجيريا، وقال رئيس جمعية "أصدقاء شعب بيافرا": "إن إسرائيل بصفتها المدافعة عن الشعب اليهودي، ملزمة أخلاقيًا بمنع إعدام نامدي كانو، والسماح لرجل يسعى فقط إلى الاستقلال السياسي لشعبه اليهودي بالحصول على محاكمة عادلة".
وأضاف: "نحن نطالب بالتدخل الإسرائيلي على المستوى الدولي لمساعدة الزعيم اليهودي"، متابعًا "أعتقد أن الخطوة الأولى والضرورية هي مطالبة الحاخامات بالاعتراف بيهودية شعب الإيجبو الذين لديهم عشرات المعابد اليهودية، ولا يخافون من السير بأعلام إسرائيلية بشجاعة غير عادية".