بدأت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس، في توظيف عامل العمر كسلاحٍ ضد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الوقت الذي كان يستخدم فيه ترامب هذا التكتيك سابقًا ضد خصومه، أصبح الآن يُستخدم ضده في معركة انتخابية تتمحور حول مفهوم "المستقبل مقابل الماضي".
هاريس ممثلة المستقبل
كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن استراتيجية جديدة تتبناها حملة كامالا هاريس في مواجهة دونالد ترامب، تركز على تقديم هاريس كممثلة للمستقبل، في حين تصور ترامب على أنه رمز للماضي، وخلال جولتها الأخيرة في الولايات المتأرجحة، حذرت هاريس من العودة إلى زمن كانت فيه الشركات تحصل على تخفيضات ضريبية لا تفيد الطبقة العاملة، وكان الناس يُحرمون من التغطية الطبية؛ بسبب حالات صحية سابقة، ولم تكن النساء قادرات على اتخاذ قرارات بشأن صحتهن الإنجابية.
وفقًا للصحيفة، ردد الحشد في عدة مناسبات وبشكل عفوي شعار "لن نعود إلى الوراء"، وهو ما أصبح في غضون أسابيع قليلة علامة مميزة لحملة هاريس. صرحت هاريس في تجمع انتخابي في لاس فيجاس: "هذه الحملة لا تتعلق فقط بنا مقابل دونالد ترامب. إنها تتعلق برؤيتين مختلفتين لأمتنا: واحدة -رؤيتنا - تركز على المستقبل؛ والأخرى تركز على الماضي."
سلاح ذو حدين
تشير بوليتيكو إلى أن قضية العمر أصبحت سلاحًا ذا حدين في هذه المعركة الانتخابية، فبينما كان ترامب يستخدم هذه القضية ضد الرئيس جو بايدن، وجد نفسه الآن هدفًا لنفس النوع من الهجمات. ومع ذلك، تحاول حملة هاريس تقديم رسالة أكثر دقة وتعقيدًا من مجرد التركيز على العمر.
وفقًا لاستطلاع أجرته كلية ماركيت للحقوق، يعتقد 57% من الناس أن ترامب البالغ من العمر 78 عامًا كبير جدًا في السن، مقارنة بـ 79% يقلقون بشأن عمر بايدن البالغ 81 عامًا، وفي المقابل، فقط 13% يعتقدون أن هاريس، البالغة من العمر 59 عامًا، كبيرة جدًا في السن.
يؤكد بول ماسلين، وهو من كبار خبراء استطلاعات الرأي الديمقراطيين، أن عمر ترامب هو "الكرز على الكعكة" في حجة نائبة الرئيس، مضيفًا: "أنت تريد بالفعل الذهاب إلى المستقبل من الناحية الموضوعية، ولكن الآن أنت قادر أيضًا على الإشارة إلى شيء حقيقي للغاية، وهو مدى ثقتك في القدرات العقلية لهذا الرجل وطاقته وصحته العامة."
صعوبات في ردود ترامب
تشير الصحيفة إلى أن ترامب يواجه صعوبات في الرد على هذه الهجمات، إذ عقد مؤتمرًا صحفيًا في نيو جيرسي استمر 90 دقيقة، انتقد خلاله حظر هاريس لـ "المغالاة في الأسعار" على المواد الغذائية، وربطها بالسياسات الاقتصادية لإدارة بايدن، ووصفها بأنها "ليبرالية كاليفورنية متطرفة".
ومع ذلك، سرعان ما انتقل إلى مواضيع أخرى، بما في ذلك هيلاري كلينتون ونيكي هالي وحبوب الإفطار.
علقت ميجن كيلي، المعلقة المحافظة، على بودكاست لها قائلة: "إنه يطيل الحديث في تجمعاته وفي هذه التبادلات، وفي مؤتمره الصحفي الأخير، لدرجة أنك تشعر بالملل، وتفقد الخيط، وتفقد الاهتمام، وهو أمر لست معتادًا عليه مع ترامب، أعتقد أن هذا ربما يكون تغييرًا مرتبطًا بالعمر."