كشفت تقارير إعلامية حديثة عن خطط جهاز الخدمة السرية الأمريكي لتعزيز الإجراءات الأمنية حول الرئيس السابق دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، في أعقاب محاولة اغتيال فاشلة استهدفته في يوليو الماضي.
حماية ترامب
وفقًا لما أوردته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، يعتزم جهاز الخدمة السرية الأمريكي استخدام زجاج مضاد للرصاص لحماية ترامب في التجمعات الانتخابية المستقبلية التي ستقام في الهواء الطلق.
ويأتي هذا الإجراء الأمني المشدد، الذي عادة ما يقتصر على الرؤساء ونواب الرؤساء الحاليين، كرد فعل مباشر على محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب في 13 يوليو، في بلدة بتلر بولاية بنسلفانيا، بحسب "ذا جارديان".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة تتضمن إحاطة منصة ترامب بألواح من الزجاج الباليستي من ثلاث جهات، مما يوفر حماية شاملة للرئيس السابق أثناء إلقائه خطاباته. ومع ذلك لم يتضح بعد متى سيتم تطبيق هذا الإجراء الأمني للمرة الأولى.
الزجاج الباليستي
نقلت "ذا جارديان" عن مسؤول في الخدمة السرية، قوله إن الوكالة بدأت بالفعل في وضع ألواح من الزجاج الباليستي في أنحاء مختلفة من البلاد، مما يسهل نقلها إلى مختلف الفعاليات التي يشارك فيها ترامب، ما يعكس مدى الجدية التي يتعامل بها جهاز الأمن مع التهديدات المحتملة.
وأضاف المسؤول أن استخدام الزجاج الباليستي قد يمتد ليشمل أيضًا فعاليات كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، إذا اقتضت الضرورة ذلك، ما يشير إلى نهج شامل في التعامل مع الأمن السياسي في الولايات المتحدة.
تداعيات محاولة الاغتيال
كشف التقرير أن حادثة إطلاق النار في بتلر أسفرت عن مقتل شخص واحد، هو كوري كومبيراتوري، وإصابة شخصين آخرين بجروح خطيرة، بالإضافة إلى إصابة ترامب نفسه بجرح في أذنه، وهذه الحادثة أدت إلى استقالة مديرة الخدمة السرية، كيمبرلي تشيتل، بعد عشرة أيام من وقوعها.
وفي تطور لاحق، وصف المدير المؤقت الجديد للوكالة الحادث بأنه "فشل" من قبل الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أنه كان ينبغي على العملاء توفير تغطية أفضل للسطح الذي أطلقت منه النيران، وأضاف تقرير الوكالة أن المهاجم قُتل على يد قناصة حكوميين بعد وقت قصير من إطلاق النار.
تغييرات جوهرية مرتقبة
أشارت "ذا جارديان" إلى أن مجلس النواب الأمريكي شكل فرقة عمل في يوليو للتحقيق في الحادث، ومن المقرر أن تصدر نتائجها بحلول 13 ديسمبر، وهذا التحقيق من شأنه أن يسلط الضوء على الثغرات الأمنية التي أدت إلى هذا الحادث الخطير وقد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في بروتوكولات الأمن المتبعة.
منذ حادثة إطلاق النار، عقد ترامب ما يقرب من 12 فعالية للحملة الانتخابية، ولكنها جميعًا كانت في أماكن مغلقة. وفي تجمع انتخابي حديث في هاريسبرج، ببنسلفانيا، عبر ترامب عن استيائه من هذا الوضع قائلًا: "لن نتخلى عن التجمعات في الهواء الطلق".
ويعكس التصريح رغبة ترامب في الحفاظ على الطابع الجماهيري لحملته، رغم التحديات الأمنية. ومع ذلك، فإن استخدام الزجاج المضاد للرصاص قد يغير من ديناميكية هذه التجمعات، وطريقة تفاعل ترامب مع أنصاره.