الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ألمانيا تدعم هجوم كورسك.. تحول استراتيجي في الحرب الروسية-الأوكرانية

  • مشاركة :
post-title
تقدم القوات الأوكرانية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تطورٍ لافتٍ للأنظار، أعلنت ألمانيا دعمها الكامل لأوكرانيا في استخدام الأسلحة والمعدات التي قدمتها لها في هجومها الأخير على منطقة كورسك الروسية، في هذا الصدد تشير صحيفة "نيوزويك" إلى أن هذا الدعم يأتي في وقت تحرز فيه القوات الأوكرانية تقدمًا ملحوظًا في عمق الأراضي الروسية؛ مما يشير إلى تحول استراتيجي في مسار الحرب المستمرة منذ فبراير عام 2022.

الضوء الأخضر الألماني

كشفت صحيفة نيوزويك أن وزارة الدفاع الألمانية قد منحت أوكرانيا الحرية الكاملة في استخدام الأسلحة والمعدات التي قدمتها لها. وفي تصريح لوكالة الأنباء الأوكرانية "يوكرينفورم"، أكد متحدث باسم الوزارة أن "الأسلحة التي سلمتها ألمانيا لأوكرانيا أصبحت الآن ملكًا لها، وهي أسلحة أوكرانية... لا توجد عوائق، لذا فإن أوكرانيا حرة في اختيار كيفية استخدامها."

هذا الموقف الألماني يعكس تحولًا مهمًا في الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث يمنحها مزيدًا من المرونة في استراتيجيتها العسكرية ضد روسيا.

استراتيجية جديدة وتقدم ملحوظ

بدأت القوات الأوكرانية هجومًا مفاجئًا على منطقة كورسك الروسية في 6 أغسطس، محرزة تقدمًا ملحوظًا في اتجاهي الغرب والشمال الغربي من المنطقة، ووفقا للصحيفة، تمكنت القوات الأوكرانية من الوصول إلى قرى مثل أولجوفكا والاقتراب من كريميانوي.

وقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم السبت قائلًا إن الهدف من هذا الهجوم هو "دفع الحرب إلى أراضي المعتدي". هذا التصريح يشير إلى تغيير جذري في النهج الأوكراني تجاه الحرب، والذي كان دفاعيًا بشكل أساسي منذ بدء الغزو الروسي في عام 2022.

تداعيات الهجوم

أدى التقدم الأوكراني في منطقة كورسك إلى إجلاء أكثر من 11,000 شخص من المنطقة، مع توقعات باستمرار العمليات العسكرية، كما أفادت تقارير عسكرية روسية على تطبيق تيليجرام أن القوات الأوكرانية هاجمت جسرًا فوق نهر سيم بالقرب من قرية جلوشكوفو، في محاولة لتعطيل خطوط الإمداد الروسية.

دعم الناتو لأوكرانيا

لم تقتصر المساعدات على ألمانيا وحدها، بل شملت العديد من الدول الأعضاء في حلف الناتو، إذ أعلنت ألمانيا في وقت سابق من هذا العام عن حزمة أسلحة بقيمة 542 مليون دولار لأوكرانيا، تضمنت ذخيرة لنظام الدفاع الجويIRIS-T المستخدم لمواجهة الضربات الجوية الروسية.

وفي السياق ذاته، قدمت المملكة المتحدة حزمة دعم بقيمة 618 مليون دولار، تركزت بشكل أساسي على الصواريخ الموجهة بدقة والمركبات القتالية.

كما وقعت إسبانيا اتفاقية أمنية ثنائية مع أوكرانيا، قدمت بموجبها دبابات ليوبارد للخطوط الأمامية.

تداعيات الدعم الغربي على مسار الحرب

يرى محللون بحسب ما تشير نيوزويك أن هذا الدعم الغربي المتزايد، وخاصة الموقف الألماني الأخير، قد يؤدي إلى تغيير جوهري في ديناميكيات الحرب، فمع حصول أوكرانيا على حرية أكبر في استخدام الأسلحة المتطورة، قد نشهد المزيد من العمليات الهجومية داخل الأراضي الروسية.

ومع ذلك، يحذر خبراء من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى رد فعل روسي أكثر عنفًا، مما قد يزيد من حدة الصراع ويطيل أمده. كما أن هناك مخاوف من احتمال توسع نطاق الحرب ليشمل دولًا أخرى في المنطقة.