في أول ظهور مشترك بين كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية لخوض الانتخابات الرئاسية، والرئيس الأمريكي جو بايدن منذ إعلان انسحابه، تحول الاحتفال بالانتصار في قضية خفض تسعير الأدوية، اللذيْن تصدرا منصته، إلى لحظة سياسية معقدة بينهما وتجمع انتخابي ذي أبعاد سياسية واضحة للجميع.
دلالات سياسية واضحة
أُعلن عن هذا الظهور باعتباره حدثًا رسميًا للسياسة في البيت الأبيض، لكنه كان يحمل دلالات سياسية واضحة، فمنذ اللحظة الأولى لتصريحاته، أشار بايدن إلى هذه الدلالات قائلًا: "أيها الناس، لدي شريك رائع في التقدم الذي أحرزناه، وستكون رئيسة رائعة"، وفقًا لـ"واشنطن بوست" الأمريكية.
استغل بايدن ونائبته هاريس هذا الحدث للترويج لجهودهما في خفض أسعار الأدوية للمستفيدين من الرعاية الطبية، إذ أعلنا عن اتفاقات لخفض تكاليف أول 10 أدوية يتم اختيارها بموجب برنامج التفاوض على أسعار الرعاية الطبية، بما في ذلك تلك التي تعالج مرض السكري، وجلطات الدم، وقصور القلب، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وسرطانات الدم.
إشادة ببايدن
وقالت هاريس: "بصفتي نائبة للرئيس جنبًا إلى جنب مع جو بايدن، عالجنا أخيرًا القضية القديمة التي كانت لسنوات تشكل أحد أكبر التحديات، وهي أن برنامج الرعاية الصحية كان محظورًا بموجب القانون من التفاوض على أسعار أقل للأدوية، وكانت هذه التكلفة تمرر إلى كبار السن".
قضت هاريس جزءًا كبيرًا من خطابها في الإشادة ببايدن وقيادته، قائلة: "يمكنني أن أتحدث طوال فترة ما بعد الظهر عن الشخص الذي أقف معه على المنصة.. هناك الكثير من الحب في هذه الغرفة لرئيسنا، وأعتقد أن هذا لأسباب عديدة".
لحظة معقدة
عكس الحدث لحظة سياسية معقدة بالنسبة لزعماء الحزب الديمقراطي، حسب "واشنطن بوست"، إذ يسعى بايدن إلى تلميع إرثه مع تعزيز مكانة هاريس، بينما تسعى هاريس إلى الترويج لترشحها مع تكريم بايدن. كان تفضيل الحشد واضحًا، إذ اندلعت الهتافات في كل مرة ذُكر فيها اسم هاريس، بينما سعى عشرات الحاضرين إلى المغادرة بعد نحو 15 دقيقة من تصريحات بايدن.
كان من بين المتحدثين حاكم ولاية ماريلاند ويس مور، الذي قال: "لن تسمعوا فقط من الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، جو بايدن، بل ستسمعون أيضًا من الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، كامالا هاريس"، ما أثار هتافات وصراخًا مستمريْن.
سبب الحدث
وفي ما يتعلق بسبب الحدث، قال بايدن إنه يكافح منذ عام 1973، وهو أول عام له في مجلس الشيوخ، لمنح برنامج الرعاية الصحية سلطة التفاوض على أسعار الأدوية، وأضاف أن "الجمهوريين، إذا استعادوا السيطرة على البيت الأبيض، سيعملون على التراجع عن التقدم الذي أحرزته إدارته".
أعطى قانون خفض التضخم، الذي تم تمريره في عام 2022 مع تصويت هاريس الحاسم في مجلس الشيوخ، وزير الصحة والخدمات الإنسانية لأول مرة سلطة التفاوض مع شركات الأدوية بشأن أسعار أدوية الرعاية الطبية.
رسالة واسعة النطاق
وركزت حملة هاريس، التي بدأت قبل شهر حتى الآن، على رسالة واسعة النطاق وملهمة حول بناء مستقبل أفضل، بحجة أن ترامب والجمهوريين يريدون إعادة أمريكا إلى الوراء.
ويتهمها منتقدوها، وأبرزهم ترامب نفسه، بالميل إلى الخطاب الحزبي والأجواء الإيجابية، مع تجنب تفاصيل ما قد تفعله فعليًا كرئيسة.
ولم تجلس هاريس لإجراء مقابلة صحفية رسمية أو مؤتمر صحفي، وقصرت تفاعلاتها مع وسائل الإعلام على المحادثات غير الرسمية والتبادلات السريعة مع المراسلين.
الرد على الانتقادات
وكان الحدث الذي أقيم أمس الخميس بمثابة رد جزئي على مثل هذه الانتقادات، إذ تحدثت هاريس بالتفصيل عن نتائج سياسة رئيسية للإدارة، ومن المتوقع أن تبدأ اليوم الجمعة في طرح مقترحاتها الخاصة في خطاب حول الاقتصاد، بما في ذلك خطة لحظر "التلاعب بالأسعار" للمواد الغذائية وسط استياء واسع النطاق من جانب المستهلكين بسبب التضخم.
بداية قوية
يعتبر الديمقراطيون أن تخفيض أسعار الأدوية قضية رابحة محتملة لمرشحيهم في جميع أنحاء البلاد، لكنهم يواجهون تحدي قلة الوعي بين الناخبين حول هذه القضية، وأن تأثير تخفيضات الأسعار لن يُشعر به لسنوات قادمة.
مقاومة هائلة
وسعى الديمقراطيون إلى خفض تكلفة الأدوية في برنامج الرعاية الطبية لأكثر من 30 عامًا، وخاض السيناتور بيرني ساندرز، المرشح الرئاسي السابق، حملة انتخابية حول هذه القضية، ولكن الجهود واجهت مقاومة هائلة من صناعة الأدوية التي زعم ممثلوها أن فرض خفض الأسعار من شأنه أن يخنق الابتكار.
أتاح الحدث المشترك للديمقراطيين فرصة استخدام المنبر الرئاسي والضوء الذي توفره حملة وطنية لرفع مستوى الوعي بهذه القضية. ومن المرجح أن تمنحهم كل هذه الأحداث فرصًا إضافية للتأكيد على قضية تكاليف الأدوية.