أصبح انتظار الرد المزمع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، مُرهقًا للأعصاب في دولة الاحتلال، "ويسبب الإحباط لدى سكان الشمال الذين فقدوا الإحساس بالأمن"، وفق تقرير لموقع "والا" العبري.
ووفق موشيه دافيدوفيتز، رئيس منتدى رؤساء سلطات الخطوط الأمامية في شمال إسرائيل "يعيش الجميع الآن مشاعر لا تطاق.. نعاني منها نحن سكان خط النزاع منذ أكثر من عشرة أشهر".
وأضاف: "ربما يستطيعون -يقصد الحكومة الإسرائيلية- أن يفهموا ضرورة اتخاذ القرار الصحيح والضروري، الذي سيؤدي إلى عودة سكاننا إلى منازلهم ومزارعهم، وعودة السلام والأمن إلى الشمال".
ويرى "دافيدوفيتز" أنه "بدلاً من تلقي ضربة والرد بعدها فقط، من الأفضل إصدار تعليمات للجيش الإسرائيلي لتوجيه ضربة استباقية من شأنها أن تلحق ضررًا كبيرًا بحزب الله".
وأضاف: "إن رؤساء الأجهزة الأمنية يتعاطفون معي تمامًا، لكن ما الذي يمكن فعله إذا كان الجيش الإسرائيلي مجرد وكالة عملياتية".
المتاهة
على النقيض من الموقف الذي عبّر عنه في أكتوبر الماضي، الذي أدى إلى خلاف علني مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ينقل "والا" عن "دافيدوفيتز" شعوره بأن هناك احتمالًا كبيرًا أن يكون رئيس الوزراء ووزير الدفاع ابتعدا عن فكرة هزيمة حزب الله اللبناني.
ونقل التقرير عن لافالا جابي نعمان، أحد رؤساء المجالس المحلية لمستوطنات الشمال، أمله في أن يقوم نتنياهو بالتحرك الاستباقي ومهاجمة حزب الله.. "وربما لدى الحكومة نية خفية، لأنني وجميع سكان شلومي مازلنا نأمل أن يكون رئيس الوزراء ووزير الدفاع لا ينويان إعادة السكان إلى الوضع الذي أخرجونا منه".
وقال في ضجر: "الحكومة طلبت منا الصبر، صبرنا وانتظرناهم حتى يعيدونا إلى الوضع الجديد الذي وعدونا به. والآن، نجد أنفسنا فجأة في متاهة لا نعرفها".
وأضاف لافالا: "إذا تركت الحكومة حزب الله على حاله، فإنها في الواقع ستوجه ضربة قاتلة للاستيطان في الشمال. العشرات سيتخلون عن الشمال، وهذا ما نخشاه جميعًا، وقد سبق أن أعلن البعض ذلك".
الحياة في خوف
في المقابل، أبدى بيني بن مباشر، رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات جبل الشيخ المحتل، رأيه أن يعتمد جيش الاحتلال الموقف الدفاعي. وقال: "فور تعرضنا للهجوم، سنُقتل جميعًا في الأنفاق".
كما أشار أحد سكان المستوطنات إلى أن "إسرائيل تنتظر أن نُقتل أولاً، وعندها فقط قد نرد"، وفق تعبيره. مشيرًا إلى أنه "إذا قررت إيران إطلاق النار، فلن نتمكن من فعل أي شيء حيال ذلك، لكن حزب الله قصة مختلفة".
ووفقًا له: "إنهم هنا على الجانب الآخر من السياج يجهزون للهجوم علينا، نحن نتبعهم، نرى كل شيء ونعرف كل شيء".
وتابع: "أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تعليمات، ثم جاءت التعليمات من قيادة الجبهة الداخلية التي تقول إنه لا حاجة لأي شيء، وفي الليلة الماضية فقط تم إطلاق ثلاثين صاروخًا وتم إطلاق النار مرة أخرى باتجاه نهاريا. الناس يعيشون هنا في خوف. نجلس وننتظر، إنه أمر لا يمكن تصوره".