لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل لا تملكان فكرة واضحة عن موعد وقوع هجوم من إيران أو حزب الله اللبناني، في وقت تشير فيه بعض التقارير إلى قرب موعد هجوم حزب الله على إسرائيل مع تحسن مستوى دقة وقدرة طائراتهم المسيّرة على مراوغة الدفاعات الجوية الإسرائيلية .
توقع موعد الهجوم
ومن المقرر أن يتوجه عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الشرق الأوسط في "أسبوع دراماتيكي من الدبلوماسية عالية المخاطر" لمحاولة منع الحرب في المنطقة.
ووفق موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن التقييم العام يشير إلى أن "حزب الله اللبناني من المرجّح أن يهاجم أولًا، وربما في نهاية هذا الأسبوع"، حسبما قال مسؤولان أمريكيان وآخر إسرائيلي.
وقبل نحو ثلاثة أشهر، هاجم حزب الله، بطائرة مسيّرة، أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم أطلقته دولة الاحتلال لرصد مسيّرات وصواريخ حزب الله وأطلقت عليه اسم "Sky Dew" أو "ندى السماء"، فيما اعتبرته إسرائيل آنذاك من أعمق الهجمات.
تحسن الدقة والقدرة
وأشار تقرير لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، نُشر قبل نحو شهرين، إلى أن هجوم حزب الله على المنطاد التابع لسلاح الجو الإسرائيلي، "يعكس تحسنًا في مستوى الدقة والقدرة على مراوغة الدفاعات الجوية الإسرائيلية".
فيما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى صواريخ الكاتيوشا المضادة للدبابات وترسانة الأدوات الأخرى التي لدى الحزب ويمكنه استخدامها في الهجوم للرد على اغتيال القيادي الكبير لديه "فؤاد شكر".
ووفق "يديعوت أحرونوت" فقد أشار فابيان هنتز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي، إلى قدرة حزب الله على استخدام الطائرات بدون طيار بمهارة، وأكد أنه "تهديد يجب أن يؤخذ على محمل الجد".
وفي حين قامت إسرائيل ببناء أنظمة دفاع جوي، بما في ذلك القبة الحديدية ومقلاع داود، للحماية من صواريخ حزب الله وترسانة الصواريخ، كان هناك تركيز أقل على تهديد الطائرات بدون طيار، حيث قال هنتز: "وبالتالي كان هناك جهد أقل لبناء قدرات دفاعية ضد هذه الأدوات".
القدرة على مراوغة
ويُطلق حزب الله طائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل بشكل يومي تقريبًا، مع إدراكه أن لديها قدرة أعلى على مراوغة أنظمة الدفاع الجوي، فيما أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في كل تصريحاته لوسائل الإعلام تقريبًا أن "الدفاع الجوي الإسرائيلي ليس محكمًا، لذلك من الضروري اتباع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية".
ويصعب اعتراض الطائرات بدون طيار لعدة أسباب، بما في ذلك صغر حجمها ومسار طيرانها وارتفاعها عن الأرض، إضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتم إطلاقها من مناطق قريبة جدًا من الحدود، ما يقلل بشكل كبير من وقت رد الفعل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
سلاح صعب على إسرائيل
وقال مصدر أمني إسرائيلي، نقلت عنه وكالة "أسوشيتد برس"، إن إسرائيل واجهت خلال الحرب على غزة عددًا أكبر من أي وقت مضى من الطائرات بدون طيار، وهاجمت مصادر إطلاقها، لكن على الرغم من الاعتراض، تصل العديد من الطائرات بدون طيار إلى وجهتها، وتنفجر وتتسبب في مقتل جرح العشرات.
وكثيراً ما تفاخر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاباته، منذ عام 2022، بأنه الجماعة تنتج طائرات بدون طيار بنفسها، لكن من الناحية العملية، اعتمدت هجماتها حتى الآن بشكل أساسي على طائرات إيرانية الصنع، وفق "يديعوت أحرونوت".
وأوضح الناشط الإسرائيلي "رون بن يشاي"، "أن حزب الله يستخدم بشكل أساسي الطائرات بدون طيار والصواريخ ذات الرؤوس الحربية الثقيلة لكن قصيرة المدى لإطلاق النار على أهداف عسكرية غير محمية في إسرائيل، خاصة في الأماكن التي لا توجد فيها مواقع محمية، ويعمل بشكل رئيسي ضدها كرد على ضعف إسرائيل أمام عناصر الحزب".