الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انحياز عمالي أم ورقة انتخابية.. ضريبة الإكراميات "توحد" ترامب وهاريس

  • مشاركة :
post-title
ترامب وهاريس

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

على الرغم من الاختلاف الكبير بين دونالد ترامب وكامالا هاريس في العديد من القضايا السياسية سواء الداخلية أو الخارجية، بجانب الأمور الاقتصادية، فإنهما يتفقان في واحد من أندر الموضوعات السياسية المتعلقة بالعمالة الأمريكية، ألا وهي سياسة الضريبة على الإكراميات.

ويخوض الثنائي سلسلة من التجمعات الانتخابية والحملات المستمرة، من أجل الحصول على أصوات ملايين الأمريكيين، الذين من المنتظر أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع في 5 نوفمبر المقبل للمشاركة في واحدة من أهم الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.

ترامب والمنصب

خلال تجمع انتخابي الشهر الماضي في نيفادا التي تضم أعلى تركزات العمال الذين يتقاضون الإكراميات في البلاد، قدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لأول مرة اقتراحه بإلغاء الضرائب الفيدرالية على الإكراميات، وبحسب نيوزويك الأمريكية، أكد أنه لا يفصله عن اتخاذ القرار سوى توليه المنصب.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور الفيدرالية للموظفين 7.25 دولار في الساعة، بينما يبلغ لمن يحصلون على إكراميات حاليًا 2.13 دولار، وتشير التقديرات إلى أن عدد العمال الأمريكيين في المهن التي يتقاضون فيها إكراميات بلغ نحو أربعة ملايين اعتبارًا من عام 2023، وهو ما يمثل 2.5% فقط من إجمالي العاملين في سوق العمل.

وعد هاريس

وفي نفس الولاية انضمت هاريس إلى ترامب في دعم الإكراميات المعفاة من الضرائب، ووعدت بحسب المجلة أمام حشد كبير من الديمقراطيين أنها عندما تصبح رئيسة ستواصل النضال من أجل الأسر العاملة، بما في ذلك رفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء الضرائب على الإكراميات للعاملين في مجال الخدمة والضيافة.

وبلغ متوسط ​​الأجر الأسبوعي للعاملين الذين يتقاضون إكراميات في عام 2023، 538 دولارًا، مقارنة بنحو 1000 دولار للعاملين الذين لا يتقاضون إكراميات، ويميل العاملون الذين يتقاضون إكراميات إلى أن يكونوا أصغر سنًا، حيث يبلغ متوسط ​​أعمارهم 31 عامًا، كما أن دخولهم أقل.

الخبراء يحذرون من التعقيدات في الميزانية بعد إلغاء الضريبة على الإكراميات
مخاوف وتعقيدات

وبرغم دعم الحزبين لهذا الأمر، يحذر خبراء الضرائب الأمريكية، حسب "نيوزويك" من أن تلك السياسة يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من التعقيدات، حيث يتمثل أحد الأخطار في أن تقوم الشركات بإعادة تصنيف أشكال أخرى من الدخل باعتبارها إكراميات للاستفادة من الإعفاء الضريبي.

ويعتقد 67% من الأمريكيين بحسب استطلاع رأي أن الإكراميات المقدمة للعاملين في مجال الخدمات لا ينبغي فرض ضرائب عليها، بجانب 70% من جيل الألفية، و74% من الجيل إكس، أما جيل زد فأيّد الأمر بنسبة 59%، وكان 68% من الجمهوريين أكثر ميلاً إلى الموافقة على الفكرة وأيدها 65% من الديمقراطيين.

خسائر الميزانية

ومن المخاطر أيضًا أنه من المرجح أن يتجه العديد من العمال إلى الصناعات المعتمدة على الإكراميات لأن هذه المهن أصبحت أكثر جاذبية مقارنة بالمهن التي يخضع الدخل فيها للضريبة، مشيرين إلى أنه في حين أن تلك السياسة قد تفيد مجموعة صغيرة، إلا أنها لها آثار وطنية كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الضريبية وإيرادات الحكومة.

وتقدر لجنة الميزانية الفيدرالية الأمريكية المسؤولة، وهي مجموعة غير حزبية، أن إعفاء جميع دخل الإكراميات من ضرائب الدخل الفيدرالية وضرائب الرواتب من شأنه أن يقلل الإيرادات بمقدار 150 مليار دولار إلى 250 مليار دولار بين عامي 2026 و2035.