"قد تنتهك قانون الخدمات الرقمية".. هكذا أثار المفوض الأوروبي تييري بريتون المخاوف من مقابلة مالك شركة "إكس" إيلون ماسك مع المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب.
رسالة إلى ماسك
وقبل المقابلة بين ماسك وترامب، أرسل مفوض السوق الداخلية والخدمات في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون رسالة إلى مالك شركة إكس إيلون ماسك، الخميس الماضي، يحذره فيها من المقابلة المخطط لها مع دونالد ترامب.
ورأت مجلة "ذا ترامبت" الأمريكية أن المقابلة قد تكون "تهديدًا يشكّل هجومًا على حرية التعبير، والخطوات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي لإسكات المعارضين تُظهر اتجاهًا مشؤومًا في سياساته".
وأضافت المجلة الأمريكية: "لا يمكننا استبعاد التأثيرات المحتملة في الاتحاد الأوروبي للمقابلة، نحن نراقب المخاطر المحتملة في الاتحاد الأوروبي المرتبطة بنشر المحتوى الذي قد يحرّض على العنف والكراهية والعنصرية بالتزامن مع الأحداث السياسية أو المجتمعية الكبرى في جميع أنحاء العالم".
تحذير أوروبي
حذّرت المفوضية الأوروبية (الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي) أمس الاثنين "إيلون ماسك" من أن "إكس" قد تواجه عقوبات وقيودًا في أوروبا إذا لم تعالج انتشار المحتوى غير القانوني، بما في ذلك التحريض على العنف وخطاب الكراهية، على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
وكتب تييري بريتون، المفوض الأوروبي للسوق الداخلية، في رسالة نشرت أمس على موقع "إكس": "أكتب إليكم في سياق الأحداث الأخيرة في المملكة المتحدة وفيما يتعلق بالبث المخطط له على منصتكم X لمحادثة مباشرة بين مرشح رئاسي أمريكي، التي ستكون متاحة أيضًا للمستخدمين في الاتحاد الأوروبي″.
وأضاف "بريتون": "نحن نراقب المخاطر المحتملة في الاتحاد الأوروبي المرتبطة بنشر المحتوى الذي قد يحرض على العنف والكراهية والعنصرية بالتزامن مع الأحداث السياسية أو المجتمعية الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المناقشات والمقابلات في سياق الانتخابات".
حماية مواطني أوروبا
وقام "بريتون" بتحذير ماسك من أن الاتحاد الأوروبي مستعد "للاستفادة الكاملة من صندوق أدواتنا" لحماية مواطني الاتحاد الأوروبي من "الأذى الجسيم".
اندلعت أعمال شغب في المملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة بسبب معلومات مضللة انتشرت على موقع إكس ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، حول حادث الهجمات على الأطفال الذين يحضرون درسًا للرقص في بلدة إنجليزية.
ومنذ ذلك الحين، أدلى ماسك بسلسلة من التعليقات التحريضية حول الوضع في المملكة المتحدة على موقع إكس. وفي إحدى المرات، اقترح أن العنف الدائر في الشوارع البريطانية قد ينتهي بحرب أهلية، وكتب: ”الحرب الأهلية أمر لا مفر منه"، وفق "سي إن بي سي" الأمريكية.
تنديد أوروبي
وقد ندّد المسؤولون البريطانيون بتعليقات ماسك، وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأسبوع الماضي إنه "لا يوجد مبرر لمثل هذه التعليقات".
وفي مقابلة نشرتها صحيفة "التايمز" الأسبوع الماضي، قال وزير التكنولوجيا البريطاني بيتر كايل إن ماسك "ليس مسؤولًا أمام أحد وأن التعامل مع منصات مثل منصته قد يكون أشبه بالتفاوض مع حكومات أجنبية بسبب الحجم والنطاق الذي تمتلكه".
وبدأ نواب حزب العمال في البرلمان البريطاني، الانسحاب من منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، الذي حوّلت إلى مكبر صوت للخصوم الأجانب والجماعات اليمينية المتطرفة، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
انسحاب جماعي من "إكس"
وحسب الصحيفة، لجأ أعضاء البرلمان البريطاني من حزب العمال، إلى مجموعات موقع التواصل الاجتماعي "واتساب" لإثارة المخاوف المتزايدة بشأن الدور الذي لعبته منصة "إكس" في نشر المعلومات المضللة، وسط أعمال الشغب التي قادها اليمين المتطرف في أجزاء من إنجلترا وأيرلندا الشمالية.
وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني: "نحن واضحون للغاية بشأن مسؤولية شركات وسائل التواصل الاجتماعي عن ضمان عدم وجود مكان أمن للكراهية واللاقانونية على منصاتها". وأضافت أن الوزراء يركزون على تنفيذ قانون السلامة على الإنترنت في أقرب وقت ممكن.