الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد هدنة الأولمبياد.. ماكرون يصطدم بواقع سياسي واقتصادي خطير

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مع نهاية دورة الألعاب الأولمبية بباريس، يجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نفسه مجددًا في مواجهة واقع سياسي واقتصادي مُعقد، إذ كشفت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية عن حجم التحديات التي تنتظر ماكرون بعد انقضاء فترة الهدنة السياسية التي فرضتها الألعاب الأولمبية داخل فرنسا، لتسلط الضوء على الوضع السياسي المتأزم والتحديات الاقتصادية المُلحة التي تواجه البلاد في المرحلة المقبلة.

استفادة اقتصادية

تتناول "ليزيكو" بالتفصيل مسألة الاستفادة الاقتصادية لفرنسا من استضافة الألعاب الأولمبية، إذ تنقل الصحيفة عن خبراء اقتصاديين، إن الدورة الأولمبية حققت نجاحًا كبيرًا على الصعيدين التنظيمي والسياحي، ما انعكس إيجابًا على صورة فرنسا عالميًا.

وتشير "ليزيكو" إلى أن قطاع السياحة والفندقة شهد انتعاشًا ملحوظًا، خلال فترة الألعاب، مع زيادة كبيرة في عدد الزوار الأجانب وارتفاع معدلات الإشغال الفندقي، كما أسهمت الدورة في تعزيز البنية التحتية بباريس والمناطق المحيطة بها، ما قد يعود بالنفع على الاقتصاد الفرنسي على المدى الطويل.

ومع ذلك، تحذر "ليزيكو" من أن التأثير الاقتصادي الإيجابي للألعاب الأولمبية قد يكون قصير الأمد، إذ نقلت الصحيفة عن محللين اقتصاديين، إن التحديات الهيكلية التي يواجهها الاقتصاد الفرنسي، مثل ارتفاع الدين العام وضعف القدرة التنافسية، تتطلب إصلاحات عميقة وطويلة الأمد لا يمكن حلها بمجرد استضافة حدث رياضي كبير.

الأزمات الاقتصادية المتفاقمة

يكشف تقرير "ليزيكو" عن حجم التحديات الاقتصادية التي تنتظر الحكومة الفرنسية المقبلة، إذ نقلت الصحيفة عن جان-روش فرومانتان، رئيس شركة "EY France": "المستثمرون سيعودون إلى القضايا الأساسية بعد انتهاء فترة الألعاب الأولمبية"، مضيفًا أن هناك قلقًا متزايدًا في أوساط المستثمرين بشأن الوضع الاقتصادي في فرنسا، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وتشير "ليزيكو" إلى أن الحكومة الفرنسية تواجه تحديات كبيرة في مجال ضبط الإنفاق العام وخفض العجز في الميزانية، مُسلطة الضوء على مشكلة البطالة المستمرة، خاصة بين الشباب، والتي تتطلب إجراءات عاجلة لتحفيز سوق العمل وتشجيع الاستثمارات.

معضلة تشكيل الحكومة

إلى جانب التحديات الاقتصادية، يواجه ماكرون ضغوطًا متزايدة لتعيين رئيس وزراء جديد في أقرب وقت ممكن، إذ أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي يجد نفسه في موقف بالغ الصعوبة، إذ لا تتوفر أغلبية برلمانية واضحة تدعم حكومته، وفي الوقت نفسه، يتمسك الحزب الاشتراكي بترشيح لوسي كاستيكس لمنصب رئاسة الوزراء، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

وتنقل "ليزيكو" عن مصادر مُطلعة في الإليزيه، إن ماكرون يدرس عدة خيارات لتشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.

ومن بين هذه الخيارات، إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي واسع يضم أحزابًا من اليمين واليسار، أو اللجوء إلى شخصية توافقية لرئاسة الوزراء قادرة على جسر الهوة بين مختلف التيارات السياسية.

تحديات سياسية واجتماعية

يسلط تقرير "ليزيكو" الضوء على التحديات السياسية والاجتماعية التي تنتظر ماكرون في الفترة المقبلة، إذ نقلت الصحيفة عن مصادر في الإليزيه، إن الرئيس الفرنسي يدرك حجم الاستياء الشعبي من بعض سياساته الاقتصادية والاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بإصلاح نظام التقاعد وزيادة سن التقاعد.

وتشير "ليزيكو" إلى أن ماكرون سيحتاج لمهارات سياسية عالية للتوفيق بين مطالب مختلف الفئات الاجتماعية وضرورة تنفيذ إصلاحات اقتصادية صعبة، والتحدي المتمثل في مواجهة صعود اليمين المتطرف، الذي يستغل حالة عدم الرضا الشعبي لتعزيز شعبيته.