يومًا بعد يومٍ يزداد عدد الرافضين للقمع الإسرائيلي والحرب المستعرة على قطاع غزة، ليس على المستوى العالمي فحسب، بل من الداخل الإسرائيلي أيضًا، كان آخرهم 3 أصدقاء أعلنوا علنًا رفضهم للاحتلال والفصل العنصري والقتل العشوائي في قطاع غزة ورفضوا الانضمام لجيش الاحتلال.
وشن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا شرسًا غير إنساني على قطاع غزة عقب 7 أكتوبر، حيث استشهد 40 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، بجانب 90 ألف مصاب وجريح، وتدمير كامل للبنية التحتية في القطاع الذي بات أغلبه لا يصلح للسكن، بسبب سياسات الاحتلال، وأصبح أكثر من 2 مليون مهجرين داخل القطاع.
معارضة الخدمة
وسلطت مجلة 972 العبرية، الضوء على 3 من الرافضين للخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، حيث توجه الأصدقاء الثلاثة بعد بلوغهم السن القانونية إلى مركز تجنيد تل هاشومير التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من تل أبيب، وأعلنوا رفضهم الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية؛ احتجاجًا على الاحتلال والحرب الحالية على غزة.
وألقت سُلطات الاحتلال القبض على يوفال موآف، وأوريان مولر، وإيتامار جرينبرج وحكم عليهم بالسجن لمدة 30 يومًا في سجن عسكري، على أن يتم تمديد حبسهم في المستقبل، مؤكدين أن إقدامهم على معارضة الخدمة العسكرية يعود لأسباب ضميرية منعتهم من الدخول في الجيش والمشاركة في عملياته.
السلام والمساواة
وأكد الإسرائيليون الثلاثة أنهم في البداية كانوا ينظرون إلى التجنيد في جيش الاحتلال، كوسيلة للاندماج بشكل أكبر في المجتمع الإسرائيلي، قبل أن يدركوا أن الباب إلى المجتمع الإسرائيلي يمر عبر القمع وقتل شعب آخر، مضيفين أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال بناء مجتمع عادل على براميل البنادق.
ويأمل الثلاثة أن يصل صوتهم إلى جميع الفلسطينيين برغبتهم في التضامن معهم والاشتراك مستقبلًا في إنشاء مجتمع قائم على السلام والمساواة وليس الاحتلال والفصل العنصري، مشيرين إلى أن الحرب في غزة هي الطريقة الأكثر تطرفًا التي تستغل بها دولة إسرائيل الرغبة في الانتقام لتعزيز القمع والموت في فلسطين.
جدار ضخم
ويرى الرافضون للتجنيد في الجيش الإسرائيلي أن النضال ضد الحرب ليس كافيًا، ويحتاج معها مكافحة الآليات البنيوية التي تمكنها، لافتين إلى أنهم نشأوا في منازل صهيونية، ولكن الوحشية والدمار والموت في غزة قوضت فكرة التمييز بين الاحتلال ودولة إسرائيل؛ ولذلك يرفضون المشاركة في الإبادة الجماعية.
وأطلع الإسرائيليون الثلاثة على شهادات مما يحدث في غزة على أرض الواقع، على عكس أغلب أفراد المجتمع الإسرائيلي، وعندما حاولوا التحدث عن هذه الشهادات مع أشخاص لم يطلعوا عليها، اكتشفوا أن هناك جدارًا ضخمًا يفصل الإسرائيليين عمّا يحدث على بعد خمسة كيلومترات جنوب المكان الذي يعيشون فيه.