الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"أشلاء الجثث بالكيلو".. مدير مدرسة التابعين يكشف تفاصيل المجزرة الإسرائيلية

  • مشاركة :
post-title
آثار الدمار الناجم عن قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "التابعين" بغزة

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

"أبشع جريمة منذ اندلاع العدوان على غزة بعد 7 أكتوبر".. هكذا وصف هاني نافذ، مدير مدرسة "التابعين" في حي الدرج شرق مدينة غزة، التي تعرضت لمجزرة إسرائيلية وقعت خلال تأدية النازحين لصلاة الفجر أمس السبت 10 أغسطس، إثر قصفها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بثلاثة صواريخ، مخلفة كومة من الأشلاء.

مجزرة مدرسة التابعين

وعن المجزرة، قال "نافذ" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية": "كان في المصلى الذي يخصص للنوم في أوقات غير الصلاة نحو 200 شخص تقريبًا، وعند أذان الفجر استيقظ الجميع وجهزوا أنفسهم للصلاة".

وتابع: "وقعت المجزرة في الركعة الأولى عندما اجتمع الناس واصطفوا وأقيمت الصلاة، فقصفهم جيش الاحتلال بالصواريخ التي استهدفت قتل كل فرد موجود داخل المصلى من أطفال ورجال وكبار حتى النساء في الطابق الثاني من المصلى احترق بهن بالكامل".

وأوضح "نافذ": "أسفر قصف المدرسة عن سقوط 130 شهيدًا تم التعرف على 95 منهم، عُرِفوا من الرأس والبقية كلها أشلاء مقطعة، وتوجد 35 جثة لم يتم التعرف عليها، فهم عبارة عن كوم لحم".

جثث بالكيلو

وذكر "نافذ": "لأول مرة في غزة يتم جمع قطع اللحم المتبقية من أشلاء الجثث ووزنها بالكيلو، إذ تم وضع من 70 إلى 75 كيلو في كيس وكتابة أسم أي من المفقودين الذين لم يتم التعرف عليهم وإعطائها لعائلته بديلًا عن جثته".

وقال نافذ: "إنها أبشع جريمة تحدث منذ بداية العدوان على غزة التي أسفرت عن أكثر من 40 ألف شهيد حتى الآن"، وأضاف: "تخيلوا الناس يصلون الكتف بالكتف والقدم بالقدم وهم متراصون فتلقى عليهم قنابل ذكية أمريكية، فيختلط لحم وعظام الشهداء مع بعضه البعض".

وأوضح "نافذ": "لدينا غرفة كاملة في المستشفى عبارة عن أشلاء وقطع لحم"، مشيرًا إلى إصابة أكثر من 100 آخرين، وأكد أن جميعهم إصابات بالغة الخطورة وحالات غير مستقرة.

منشأة مدنية

وذكر "نافذ": "تضم المدرسة 350 عائلة، بها أكثر من 1500 شخص من نساء وأطفال ورجال، وهي تتبع لجمعية الصحابة (الدعوة والتبليغ) المرخصة من وزارة التربية والتعليم والسلطة الفلسطينية، وهي معروفة بأنها جمعية لا علاقة لها بالشأن السياسي".

وعن مزاعم جيش الاحتلال استهدافه "التابعين" لوجود قيادات من حركة حماس، قال "نافذ"، إنه يوجد بالمدرسة 53 غرفة و5 قواعد كبيرة ومصلى وهي منشأة مدنية لا تضم أي مظهر للعنف ولا يوجد بها مسلحون ولا قيادة.

وأكمل: "يتم رعاية المدرسة من قبل مجموعة من المؤسسات الدولية، ولا يوجد بها أي مسلحين، وكل تصريحات جيش الاحتلال حول قصف المدرسة لوجود قياديين هو محض كذب وافتراء لتبرير استهدافه وقتله المدنيين".

و"التابعين" هي مدرسة تعليمية أصبحت مأوى للنازحين منذ بداية حرب 7 أكتوبر، حيث لجأ الناس إليها من أجل الاحتماء بها من مناطق قريبة حولها، وكذلك المنطقة الشمالية لبيت حانون ومن بيت لاهيا وجباليا.

لا مكان آخر

وعن الوضع الحالي للمستشفى، صرح "نافذ" بأنه "تم تدمير المصلى والمراحيض والخدمات المحيطة كالمطبخ وأجزاء من الساحة الخارجية"، مضيفًا أن النازحين لا يزالون يسكنون الغرف الدراسية داخل "التابعين".

وقال إن "اللاجئين إلى المدرسة هم النازحون الذين دمر قصف الاحتلال الإسرائيلي منازلهم ولا يوجد مأوى آخر لهم"، مضيفًا: "إذ تركوا المدرسة إثر الدمار الناجم عن القصف فإلى أين يذهبون؟"

وتابع: "الناس يضطرون إلى العيش وسط الدمار والركام ولا يجدون مكانًا آخر للذهاب إليه، حتى الذي يقصف جيش الاحتلال منزله ولم يطُله القصف بشكل كامل يظل يسكنه، حيث يبقى في بعض الأجزاء التي لم يتم تدميرها".

وأكد نافذ أن الاحتلال يتعمد قتل المدنيين والأطفال عقابًا لهم على موقفهم وصمودهم في الحرب على غزة وعدم هجرتهم إلى الجنوب، مشيرًا إلى مخطط لتفريغ غزة من السكان والضغط عليهم وإرهابهم.

واختمم "نافذ" حديثه بالإشارة إلى معاناتهم بسبب عدم وجود الغذاء الكافي، حيث لا يوجد خضروات ولا لحوم، وإن وجدت بعضها تكون باهظة الثمن، واقتصار الطعام على الدقيق وبعض المعلبات التي ترسلها مؤسسة الغذاء العالمي.