الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ميزة ورادع.. "الحماية الأمريكية" تمنع إسرائيل من توسيع المواجهات

  • مشاركة :
post-title
تأبين القائد بحزب الله اللبناني فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

رغم إعلانها الالتزام الدائم بأمن إسرائيل، ورغم خلافاتهما العلنية؛ بسبب الوحشية الدائرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تشعر تل أبيب بأن الولايات المتحدة -رغم اتخاذها إجراءات استثنائية- تعمل على ردعها من نشب مخالبها في دول الجوار وتوسعة الصراع ليصير حربًا إقليمية، وهي حرب أبعد ما يريد الديمقراطيون أن يختموا بها إدارتهم الحالية للبيت الأبيض.

وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن حزب الله اللبناني، عازم على تنفيذ هجوم في الأيام المقبلة، ولن يغير خططه بسبب القمة المقرر عقدها في 15 أغسطس المقبل، بينما هناك جهود دولية لتخفيف قوة الرد "حتى لا تعطي إسرائيل ذريعة لتوسيع الحرب".

وكانت قناة "الجديد" اللبنانية أفادت بأن وسطاء اتصلوا بحزب الله وطلبوا منه تأجيل الرد على إسرائيل إلى ما بعد 15 أغسطس، وهو التاريخ الذي دعت فيه مصر والولايات المتحدة وقطر إلى جلسة تفاوضية. وفيما يتعلق بصفقة المحتجزين فإن الهدف، بحسب التقرير، هو عدم إلقاء اللوم على حزب الله في تعطيل المفاوضات.

وفي الواقع، فإن إدارة بايدن- هاريس، وكذلك الجمهوريون بقيادة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، اتفقوا على منع نشوب حرب إقليمية، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لعدة أسباب، تناولها تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

نصر الله في تأبين فؤاد شكر: "حزب الله مصمم على الرد"
أسباب للقلق

بداية، تعرف واشنطن أنه في حال نشوب حرب إقليمية، فإن الجنود الأمريكيون المتمركزون في المنطقة الشرق الأوسط -بما في ذلك 2500 جندي في العراق و900 جندي متمركزين في سوريا- يمكن أن يتضرروا.

وفي الواقع، حدث هذا بالفعل في العراق أخيرًا، عندما هاجمت الميليشيات الشيعية العراقية بصواريخ "جراد" القاعدة الأمريكية في "عين الأسد" الواقعة في غرب البلاد، وتسببت في إصابة العديد من الجنود الأمريكيين. كما ضربت الميليشيات في سوريا بطائرة مسيرة قاعدة أمريكية في شمال شرق البلاد.

تقول الصحيفة: "لا يريد الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس رؤية الجنود الأمريكيين يعودون إليها في توابيت من الشرق الأوسط. ستكون كارثة بالنسبة لهم إذا حدث ذلك خلال الحملة الانتخابية، ومن المؤكد أن ترامب سيستخدمه ضدهم".

أيضًا، قد يُطلب من الولايات المتحدة إرسال قوات وجنود إضافيين إلى الشرق الأوسط لدعم إسرائيل على الأرض. وفي الواقع، وصلت -إضافة للجنود المتواجدين- قوة كبيرة أخرى من مشاة البحرية إلى قبرص على متن سفن الإنزال لإنقاذ المواطنين الأمريكيين من المنطقة، إذا لزم الأمر.

كما أن الحرب الإقليمية، من وجهة نظر الغرب، سوف تصب في مصلحة روسيا، وإلى حد ما أيضًا في مصلحة الصين؛ بينما تصدر الأخيرة نفسها على أنها صانع السلام الجديد في المنطقة. بينما ستضع إدارة بايدن في مواجهة الجناح التقدمي المؤيد للفلسطينيين في حزبهم، وهذا قد يتسبب في خسارة الديمقراطيين ولايات متأرجحة مهمة مثل ميتشيجان.

وتشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن هذه الأسباب تفسر لماذا تطالب الولايات المتحدة إسرائيل، في مفاوضات سرية، بتجنب توجيه ضربة استباقية.

أمّا عن الواقع، فتشير الصحيفة إلى أن الضربة الاستباقية هي مسألة معقدة من الناحية العسكرية بسبب بعد إيران وحجمها "وتتطلب الضربة جهدًا عسكريًا إسرائيليًا لسنا متأكدين من قدرتنا على الاستمرار فيه لفترة طويلة إذا تطور تبادل الضربات".

وأكدت أن إسرائيل في حاجة ماسة إلى الدعم الأمريكي النشط والواسع النطاق "وهو الدعم الذي لن نحصل عليه في ظل الظروف الحالية إذا وجهنا ضربة استباقية إلى إيران". لافتة إلى أنه إذا وجّه الاحتلال ضربة استباقية إلى حزب الله ولبنان، كما فعل عام 2006 سيجد نفسه في حرب واشنطن عازمة على منعها.

وتلفت الصحيفة إلى أنه "لقد ولت الأيام التي كانت فيها إسرائيل تتعامل مع كل عنصر من المحور الشيعي على حدة. والآن فإن أي تحرك تقوم به إسرائيل قد يؤدي إلى حرب مع الكتلة بأكملها بقيادة إيران". وفي هذه الأثناء، تمارس واشنطن ضغوطاً سياسية، من خلال إغراء لإسرائيل بعدم الهجوم أولاً.

ولت الأيام التي كانت فيها إسرائيل تتعامل مع كل عنصر من المحور الشيعي على حدة
ورطة أمريكية

تظهر ثلاثة أخبار غير مترابطة على ما يبدو، نُشرت في الولايات المتحدة، الورطة المتزايدة لواشنطن في المنطقة بسبب تل أبيب، حتى تغلغلت في السياسة الداخلية لكلا الحليفين.

يتعلق الخبر الأول بتصريح إسرائيل باستخدام 3.5 مليار دولار من حزمة المساعدات التي وافق عليها الكونجرس الأمريكي بالفعل. الثاني يتعلق ببرنامج الأسلحة النووية الإيراني. أما الخبر الثالث فيتعلق بالتوبيخ العلني لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بسبب كلامه عن حق إسرائيل في تجويع مليوني نسمة من سكان غزة.

تشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن الخبر الأول "إحدى الجزرات التي تستخدمها الإدارة الديمقراطية لمكافأة تل أبيب لحسن السلوك"، أي بما يتماشى مع مصالح إدارة بايدن. وهدفت هذه المكافأة أيضًا إلى انتزاع حسن النية المزعوم من نتنياهو، بشأن وقف إطلاق النار وصفقة المحتجزين.

أما الخبر الثاني "فيهدف إلى إظهار أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، ولا تهب فقط لإنقاذها لمساعدتها عسكريًا على صد هجوم صاروخي وطائرات مسيرة، ولكنها تساعدها أيضًا على المدى الطويل".

وعن التوبيخ العلني لسموتريتش، سواء من المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أو السفير الأمريكي في مقابلة على القناة 12 العبرية، فتشير هذه الخطوة -التي تخرج عن البروتوكول الدبلوماسي- إلى تورط متزايد للإدارة الأمريكية في السياسة الداخلية الإسرائيلية، وهذه المرة ليس من خلال التسريبات، كما حدث في الآونة الأخيرة من واشنطن ضد نتنياهو.

وأكدت الصحيفة أن " تصريح سموتريتش الغبي وغير المسؤول، والذي يعكس -على الأرجح- وجهة نظر وزير المالية في الحكومة الحالية، لا يلحق الضرر بإسرائيل فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على فرص هاريس في الترشح للرئاسة. وهذا دليل آخر على التعايش والاعتماد المتبادل بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يتعمق في جميع المجالات".