الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

البيان الثلاثي المشترك.. دول الوساطة تضغط لإنهاء معاناة سكان غزة

  • مشاركة :
post-title
العائلات تبحث عن ملاجئ آمنة في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تسعى دول الوساطة مصر والولايات المتحدة وقطر إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحماس، والضغط على الجانبين من أجل التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع مقابل أسرى في سجون الاحتلال.

وأكد قادة مصر والولايات المتحدة وقطر، في بيان مشترك، ضرورة وضع حد للمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني بقطاع غزة، بالإضافة لضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين.

قال القادة في البيان المشترك: "قد سعينا ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليًا على الطاولة حيث لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ، ويستند هذا الاتفاق إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024، وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2735.

خطة بايدن

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، عرض في 31 مايو الماضي، مقترحًا من إسرائيل لحركة "حماس" لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب التي حصدت عشرات الآلاف من الأرواح في قطاع غزة وتسببت في أزمة إنسانية. ودعا العرض إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة.

ونصت الخطة التي عرضها الرئيس الأمريكي على "الهدوء المستدام"، أي وقف الحرب، وتبادل الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق السكانية. وتبنى مجلس الأمن الدولي، في 10 يونيو الماضي، مشروع قرار أمريكيا يدعم خطة بايدن لوقف إطلاق النار في غزة.

وطالبت "حماس" بنص واضح مرفق بضمانات أمريكية بشأن الوقف التام للحرب، والانسحاب الكامل من قطاع غزة. وأكدت الحركة آنذاك، استعدادها لـ"التعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكنهم، وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك".

لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سارع إلى التأكيد على أن إسرائيل ستمضي في الحرب حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك القضاء على "حماس" كقوة عسكرية وسياسية، فيما أضاف متحدث باسم حكومة الاحتلال، أن رئيس الوزراء يعتبر الخطة التي طرحها بايدن "غير مكتملة".

ويرفض شركاء نتنياهو اليمينيون المتطرفون في الائتلاف الحكومي ما طرحه بايدن باسم إسرائيل، إذ قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، آنذاك: "لقد تحدثت مع رئيس الوزراء، وأوضحت له أننا لن يكون لنا أي دور في حكومة توافق على الخطوط العريضة المقترحة، وتنهي الحرب دون تدمير حماس".

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي مخلفًا، 39,699 شهيدًا و91,722 إصابة حتى الآن، وكارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، الذي نزح معظم سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ويعانون من الجوع وشح المياه النظيفة ونقص الإمدادات الطبية والغذائية جراء العدوان والحصار.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الشهر الماضي، بأن الأعمال العدائية المستمرة وأوامر الإخلاء المتكررة تتسبب في دورة لا نهائية من النزوح وتجعل من الصعب، بشكل متزايد، على الناس الحصول على المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة، بعد ما يزيد عن 10 أشهر من الحرب.

الحاجة الملحة لإنهاء الحرب

وأكد بيان قادة الدول الثلاثة مصر والولايات المتحدة وقطر، على الحاجة الملحة لإنهاء الحرب لوضع حد للمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، وقال: "لقد حان الوقت كي يتم بصورة فورية وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة، وكذا المعاناة المستمرة منذ أمد بعيد للرهائن وعائلاتهم، وحان الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمعتقلين".

وأضاف القادة في البيان: " نحن كوسطاء مستعدون- إذا اقتضت الضرورة- لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ، وعلى النحو الذي يلبى توقعات كل الأطراف.

ودعا القادة الجانبين- إسرائيل وحماس- إلى استئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس أو الخميس الموافق 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة، لسد كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة".

محاولات لتخفيف التوترات

وتأتي ضغوط دول الوساطة لأجل وقف إطلاق النار في غزة، في وقت تحاول إدارة بايدن منع إيران وحزب الله من مهاجمة إسرائيل كجزء من الرد على الاغتيالات، وتسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي بعد تعثر المفاوضات في الأسابيع الأخيرة، بسبب شروط جديدة فرضها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بجانب اغتيال "هنية".

ومن شأن وقف إطلاق النار في غزة، أن يسهم في تخفيف التوتر القائم بين إيران ووكلائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، والذي يثير المخاوف من اندلاع الحرب الواسعة، الذي تحاول واشنطن منعها منذ بدء العدوان على القطاع.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، إن وقف إطلاق النار بغزة من شأنه أن يخفف التوترات في المنطقة بشكل كبير. وأضاف بيان للوزارة أن واشنطن تركز على محاولة إقناع جميع الأطراف في المنطقة بعدم اتخاذ مزيد من الخطوات لتصعيد الصراع.