للفن دور مهم في التضامن مع القضايا المجتمعية ولا بد من دعم أهلنا في فلسطين
أتمنى أن يكون مهرجان عمّان تتويجا لجهودى في نشر ثقافة فن الأوبرا
اختارت السوبرانو الأردنية زينة برهوم طريقًا مغايرًا عن المعتاد في الوطن العربي لإثبات موهبتها الغنائية وقدرتها على تحقيق حلمها الذي داعبها منذ الصغر، ومع تشجيع والديها على تنمية موهبتها، أصبحت زينة واحدة من أهم مغنيات الأوبرا، إذ قدمت عددًا من أهم الحفلات على أكبر المسارح العالمية.
زينة برهوم أكدت في حوارها لـموقع "القاهرة الإخبارية" الأسس والدوافع التي شجعتها على تنمية حلمها واستمرار مسيرتها، وكذلك استغلال شهرتها وموهبتها في دعم القضية الفلسطينية عبر جمع التبرعات لغزة في حفل ضخم أقيم بالعاصمة الأردنية عمّان، واستعدادها لتقديم الأوبرا العالمية عايدة على مسرح الأكاديمية، والسبب وراء حماسها لتقديم النوع الأوبرالي من الغناء، وأغنيتها "البتراء"، وكذلك تأسيسها أول مهرجان يركز على الأوبرا في الوطن العربي بعنوان "عمّان أوبرا"، وتفاصيل أخرى في الحوار التالي:
هل الأحداث في غزة كانت دافعًا لك للتضامن بجمع تبرعات في حفل ضخم بأوبرا عمّان؟
بالتأكيد.. ففي خضم الأوضاع التي تشهدها فلسطين الحبيبة يوميًا وخصوصًا قطاع غزة، وجدت أنه من الصعب الاستمرار بأعمالنا كأفراد وفنانين من الأردن ومن جميع أنحاء العالم وكفريق عمل للمهرجان دون التضامن مع أهلنا في فلسطين، ففننا هو طريقنا للمساعدة والتضامن.
هل ذلك يعني أن للفن دور مهم في دعم القضية الفلسطينية؟
الفن من وجهة نظري يجب أن يكون له رسالة هادفة وصادقة موجهة للعالم من قبل أي فنان يطمح أن يمس القلوب ويحاكي الروح ويحدث تغييرًا في العالم بقدر المستطاع، لذا فهو مهم للغاية لدعم قضيتنا الأولى "القضية الفلسطينية"، وإذا لم نحقق ذلك لن يكون لدى الفنانين مصداقية، وبالتالي رسالتي لهذا الشعب المثابر أن يظلوا صامدين في وجه هذا الكيان المحتل.
تقدمين على مسرح أكاديمية عمان أوبرا عايدة العالمية.. حدثينا عن التحضيرات؟
أقدم أوبرا عمّان منذ عام 2017، وتكونت رؤيتي من خلال أعين والدتي لأوبرا عايدة، والتحضير بدأ قبل عام من موعد العرض، إذ تضمن تحضير الديكورات الضخمة، وأزياء الأوبرا من إيطاليا بجهود من مطرزين عينوا من خلال "UNRWA" من المجتمع المحلي للاجئين الفلسطينيين بفريق عمل مكون من أكثر من 80 فردًا من فنانين وحرفيين، وكل ذلك حمسني لتقديم هذا العرض لتميز موسيقاه وقصته.
قمت بتأسيس أول مهرجان يركز على الغناء الأوبرالي في الوطن العربي.. كيف جاءت لك هذه الفكرة؟
أردت تنظيم أوبرا في قلب عمّان للمجتمع المحلي والإقليمي من خلال توفير منصة تشجع وتكتشف المواهب وتوفر فرصًا مهنية وتعليمية، بهدف تأسيس لثقافة الأوبرا في الأردن والوطن العربي، وقوبلت هذه الفكرة بدعم كبير من المجتمع وأود أن أوجه الشكر لوالدتي لدعمها المستمر وتشجيعها لي للقيام بهذا المهرجان و لكل الداعمين لهذه الفكرة والراعية الأساسية هي الأميرة منى الحسين.
ما الذي تسعين لتقديمه بعد هذه الخطوة المميزة؟
أتمنى أن يكون المهرجان تتويجًا لجهودي في نشر ثقافة فن الأوبرا في الأردن، وبناء جسور من التفاهم والثقافة من خلال صوتي والمنصة التي تشمل فنانين من جميع أنحاء العالم، وربما يكون المهرجان بداية جديدة تساهم في تأسيس قواعد جماهيرية أكثر اهتمامًا واتساعًا في الأردن والمنطقة العربية بأكملها لفن الأوبرا ليكن عبرة لنشر الثقافة والفن بأرقى أنواعه مرئيًا ومسموعًا، والأهم من ذلك الاستمرارية والمصداقية.
وماذا عن تجربتك الغنائية "البتراء"؟
هذه الأغنية من كلماتي وألحاني بالتعاون مع فريق أردني من الباحثين والموسيقيين وعلماء الموسيقى والمؤرخين ومنتجي الموسيقى والفيديو، ولها مكانة خاصة في قلبي، إذ أنني استلهمت فكرتها من حبي للبتراء وسحرها والحياة في زمن الأنباط في هذه المنطقة من الأردن وكان حلم بالنسبة لي توثيق تاريخ الأنباط في البتراء في عمل موسيقي، وصورت هذه الأغنية بثلاث لغات "الإنجليزية، العربية، الآرامية النبطية"، إذ أضع في اعتباري الأنباط الشغوفين بالسفر والذكاء في التجارة والمعرفة البصرية في علم الفلك. وستبدأ بفيلم قصير لعمل أوبرالي قريبًا.
وما هي خطواتك الفنية المقبلة؟
انتهيت حاليًا من عروض "أوبرا عايدة" العالمية التي قدمتها على مدار 3 أيام بمشاركة فنانين عرب وأجانب وسط حضور جماهيري كما أعمل حاليًا على ألبوم جديد والتحضير لعروض عالمية أخرى، إذ أحلم بإنشاء دار أوبرا في عمّان وموسيقى جديدة من ضمنها أوبرا بتراء.