قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، اليوم الأربعاء، إن المنظمة تعتزم تطعيم 600 ألف طفل تحت سن الثامنة في غزة ضد شلل الأطفال.
وكان تيدروس يتحدث بعد اكتشاف آثار للمرض المنهك في قطاع غزة الذي مزقته الحرب.
ولم يتم الكشف عن إطار زمني للحملة، حيث دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف لإطلاق النار في الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة لضمان تأمين سلامة موظفيها.
وقالت المنظمة أيضًا إن وضع حد للقتال سيكون ضروريًا لضمان الحفاظ على سلسلة التبريد، وهو مصطلح يشير إلى تخزين ونقل اللقاحات في درجات حرارة مبردة، على الرغم من الظروف الصعبة.
وتم اكتشاف فيروس شلل الأطفال، الذي ينتقل عن طريق التلوث البرازي والفموي، في مياه للصرف الصحي في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من عدم تأكيد حدوث أي حالات إصابة حتى الآن.
ومع انهيار أنظمة الرعاية الصحية في القطاع، تشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق من احتمال انتشار المرض دون أن يتم اكتشافه.
وقال تيدروس: "نحن بحاجة إلى توفير حرية حركة مطلقة للعاملين الصحيين والمعدات الطبية للقيام بهذه العمليات المعقدة بأمان وفعالية".
وأضاف: "حماية الأطفال في غزة من شلل الأطفال تتطلب وقفًا لإطلاق النار، أو على الأقل "فترة هدوء تستمر أيامًا أثناء إعداد وتنفيذ حملات التطعيم".
في السياق ذاته، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية "نواجه تحديا لوجستيًا ضخمًا لضمان توزيع 1.2 مليون جرعة تحصين من مرض شلل الأطفال في غزة".
وذكر المسؤول: "نخطط لبدء أول جولة من التحصين ضد مرض شلل الأطفال بغزة في 17 أغسطس".
في غضون ذلك، كشف مسؤولون أن منظمة الصحة العالمية تعمل على حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة بعد رصد إصابات بالفيروس هناك، على الرغم من أن عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل على غزة يشكل العديد من العقبات.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة تفشي شلل الأطفال في القطاع الفلسطيني الشهر الماضي وأنحت باللائمة على الهجوم العسكري الإسرائيلي الجاري في تفشي المرض.
وقال حامد جعفري، المتخصص في شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية، إن على الرغم من عدم رصد حالات سريرية حتى الآن، رُصد فيروس شلل الأطفال في الصرف الصحي في دير البلح وخان يونس في غزة.
وأضاف جعفري خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء أنه من المحتمل أن يكون الفيروس متفشيا منذ سبتمبر الماضي.
والأطفال دون الخامسة هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض الفيروسي، ولا سيما الرُضع دون العامين، إذ إن حملات التطعيم الطبيعية تعطلت بسبب الصراع المستمر منذ 10 أشهر.
وقال مسؤولون إن على الرغم من توفر التطعيمات الضرورية لتحصين نصف مليون طفل من تفشي المرض، حالت قيود على الحركة دون إرسالها إلى القطاع الفلسطيني وتوصيلها حتى المنزل، أو حتى الخيمة.