اتخذت شرطة إقليم "كتالونيا" الإسباني إجراءات أمنية مشددة، لمنع الزعيم الانفصالي كارليس بويجديمونت من المضي قدمًا في تهديده بـ "التسلل إلى إسبانيا"، والتواجد في البرلمان الكتالوني عندما يتم التصويت على رئيس جديد للإقليم، غدا الخميس.
ويريد بوجديمونت العودة إلى إسبانيا رغم أنه يواجه الاعتقال الفوري؛ لكنه لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، لإعلان خطته، قائلاً: "يجب أن أكون هناك -في البرلمان- وأريد أن أكون هناك. ولهذا السبب شرعت في رحلة العودة من المنفى".
وكما ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، فقد تم تكليف "موسوس دي إسكوادرا" - قوة الشرطة المستقلة في كتالونيا - بمهمة التأكد من عدم حدوث ذلك.
عودة الانفصالي
أثارت عودة بوجديمونت بعد سبع سنوات قضاها في المنفى المعلن في بلجيكا نقاشًا حادًا في إسبانيا. وطوال الأسبوع، جلس الخبراء في البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية، لرسم سيناريوهات خيالية لعودته.
وأصر البعض على أن السياسي الانفصالي سيحاول التسلل إلى البرلمان متنكرًا، بينما اقترح آخرون أنه قد يحاول التهرب من الشرطة بالهبوط على سطح المبنى بواسطة منطاد.
وفر بويجديمونت من إسبانيا بعد أن أمرت السلطات باعتقاله لتنظيمه استفتاء وصفته بأنه "غير قانوني" على الاستقلال في عام 2017. وعلى الرغم من إقرار مشروع قانون للعفو في مايو الماضي، فإن مذكرة اعتقاله لا تزال سارية.
وفي أعقاب الاستفتاء، تم وضع كتالونيا تحت إدارة الحكومة المركزية الإسبانية، واعتبر الاستفتاء غير قانوني وتم توجيه اتهامات لمنظميه. وهرب بويجديمونت من قبضة القضاء الإسباني بالاختباء في سيارة دفع رباعي والفرار إلى فرنسا للوصول إلى بلجيكا.
ورفض السياسي الانفصالي الترشح في الانتخابات الأوروبية في يونيو، من أجل الترشح لرئاسة كتالونيا، على أمل تحقيق عودة منتصرة إلى الإقليم الذي فر منه قبل سبع سنوات. لكن المرشح الاشتراكي سلفادور إيلا، حصل على أكبر عدد من الأصوات. وفي الأسبوع الماضي، أبرم صفقة تسمح له بتشكيل حكومة أقلية.
وتلفت "بوليتيكو" إلى أن إصرار بوجديمونت على حضور جلسة تنصيب الرئيس الجديد يوم الخميس يستند إلى نظريته القائلة بأنه سيكون قادرًا على إحراج المشرعين الآخرين في البرلمان ودفعهم إلى التراجع عن اتفاقهم مع إيلا.
وفي حين أن اعتقاله من المرجح أن يؤخر التصويت على زعامة إيلا، فقد قال عدد كافٍ من المشرعين إنهم سيدعمونه على أي حال.
تفتيش المجاري
يقع قصر البرلمان الكتالوني، المصمم على الطراز الكلاسيكي الجديد، داخل حديقة "سيوتاديلا" الشهيرة. لذلك تشير "بوليتيكو" إلى أنه، لإبعاد بويجديمونت، لن يكون هناك سوى مدخل واحد مفتوح للحديقة، ولن يُسمح إلا لأعضاء البرلمان المعتمدين وموظفيهم بالدخول.
تقول الصحيفة: "كجزء من العملية الأمنية، تقوم الشرطة أيضًا بتفتيش كل غرفة في البرلمان،كما إرسلت الشرطة الكتالونية إلى قبو مبنى البرلمان الكتالوني -الذي يعود تاريخه إلى ما يقرب من 400 عام- للتأكد من عدم اختباء أي شخص هناك".
أيضًا، قاموا بتفتيش المجاري وممرات الصرف، وأغلق عملاء الشرطة بابًا يربط البرلمان بحديقة حيوان برشلونة، التي تحيط بالمبنى من ثلاث جهات.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الشرطة الكتالونية أن هذه "إجراءات أمنية قياسية يتم تنفيذها قبل أي حفل تنصيب"؛ لكنه اعترف بأنه إذا واجه ضباطه شخصًا لديه مذكرة اعتقال سارية -كما هي الحال مع بويجديمونت- فسيكونون بشكل واضح ملزمين باحتجازه.