ناقشت الحكومة اليسارية في إسبانيا، رسميًا التعاون مع الزعيم الانفصالي الكتالوني كارليس بويجديمونت، للمرة الأولى بعد الانتخابات البرلمانية، بعد أن التقت به وزيرة العمل يولاندا دياز، في منفاه ببروكسل، من أجل بحث التعاون المحتمل في تشكيل الحكومة الجديدة.
ويسعى سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، إلى تشكيل الحكومة رغم ما أعلنته رئيسة مجلس النواب أن الملك فيليبي السادس رشح زعيم اليمين ألبرتو نونييس فيجو لرئاسة الحكومة، على الرغم من عدم حصده الغالبية المطلوبة لتولي المنصب.
ومن المفترض أن تحدد رئيسة مجلس النواب جلسة تصويت على تولي "فيجو" رئاسة الحكومة.
أزمة تشكيل الحكومة
ويحظى حزب الشعب المحافظ الذي يتزعمه فيجو بشغل 137 مقعدًا في البرلمان الإسباني، أكثر من أي حزب آخر، ولكنه لايزال لديه أقل من 176 مقعدًا، وهو العدد اللازم لتحقيق الأغلبية، ومن الممكن أن يصل إلى 172 مقعدًا مع مشرعين من مجموعتين أخريين، في الانتخابات التشريعية التي جرت في الخامس والعشرين من يوليو.
سانشيز ينتظر الفرصة
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس وزراء إسبانيا الخاسر في الانتخابات لصالح فيجو، ينتظر اقتناص فرصة تشكيل الحكومة في حال فشل حزب الشعب المحافظ، من خلال تشكيل تحالفات مع الأحزاب الصغير، وحزب كتالونيا.
انفصال كتالونيا
ودعا "بويجديمونت" إلى إجراء استفتاء على استقلال منطقة كتالونيا، وهو ما يعتبر غير مقبول في إسبانيا، إلا أنه من المرجح أن يتفق الجانبان على نوع من العفو عن الانفصاليين الذين شاركوا في محاولة الانفصال الفاشلة في خريف عام 2017.
وكان بويجديمونت آنذاك أحد المسؤولين عن الاستفتاء الذي حظره القضاء الإسباني، تم عزله بعد ذلك من قبل الحكومة المركزية في مدريد وكان من المقرر محاكمته بتهمة الفتنة واختلاس الأموال العامة لتجنب الملاحقة القضائية، هرب إلى بلجيكا.
وأُلغيت هذه الجريمة بداية عام 2023، ومنذ ذلك الحين لم يقم القضاء الإسباني إلا بالتحقيق مع بويجديمونت بتهمة الاختلاس.
رئيس مجلس النواب من اليسار
انتخب مجلس النواب الإسباني مُرشحة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني فرانسينا أرمينجول، رئيسة له، بعدما حصلت البالغة من العمر 52 عامًا على 178 صوتًا من أصل 350، أي اثنين أكثر مما هو مطلوب للأغلبية المطلقة، من بينها أصوات النواب السبعة من حزب "JxCat" الانفصالي الكتالوني.
اقتصاد إسبانيا
ويبلغ معدل التضخم في إسبانيا حاليًا أقل من ثلاثة بالمئة، وهو نصف قيمة التضخم في ألمانيا.
وفي السنوات الخمس لحكومة سانشيز، انخفض عدد العاطلين عن العمل على الرغم من الوباء وحرب أوكرانيا وأزمة الطاقة، وارتفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 25٪.
وحكم سانشيز، الذي تولى السلطة لأول مرة في 2018، بفضل تحالف أقلية مع حزب "بوديموس" اليساري المتشدد، الذي انضم إلى مجموعات أخرى في تحالف جديد يسمى سومار.
وفاز الحزب الشعبي المحافظ بمقاعد أكثر من الاشتراكيين في يوليو، لكنه فشل في الحصول على أغلبية مطلقة، ولا يبدو أنه يتمتع بالدعم الكافي لتشكيل حكومة.