الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إيران تحرك منصاتها الصاروخية.. "رد طهران المجهول" يربك إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
رد طهران المجهول يربك إسرائيل

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي تترقب وتستعد وتخمّن وتتكهن لهجوم مجهول البيانات والمعلومات من إيران للرد على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية الشهر الماضي.

تحريك منصات صاروخية

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين أن إيران تحرّك منصات صاروخية في إطار ما قد يكون تحضيرًا للهجوم على دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأيام المقبلة.

ويأتي ذلك، حسب الصحيفة الأمريكية، في الوقت الذي تطلب فيه الولايات المتحدة من طهران عدم التصعيد، في إشارة إلى وعيد طهران بالرد النوعي على تل أبيب بعد اغتيال "هنية" في طهران.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، بدأ الأمريكيون في مراقبة إيران وهي تُحرّك منصات الصواريخ وتُجري تدريبات عسكرية، ما قد يشير إلى أن طهران تستعد للهجوم في الأيام المقبلة، حسب المصادر ذاتها فإن المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى "يحثون طهران على عدم التصعيد ويسعون للحصول على دعم عربي في ذلك".

الصواريخ الإيرانية كما نشرتها وكالة الطلبة الإيرانية
في انتظار المجهول

وترفع دولة الاحتلال الإسرائيلي حالة تأهب قصوى وسط استعدادات أمنية وعسكرية غير مسبوقة، وذلك في مواجهة الرد الإيراني المحتمل للانتقام من عملية اغتيال "هنية" في طهران والقائد في حزب الله فؤاد شكر.

ورغم أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أخبر وزراء مجموعة السبع، الأحد الماضي، أن الهجوم الانتقامي ضد إسرائيل سيصل على الأرجح في غضون 24 إلى 48 ساعة، إلا أن المسؤولين في إسرائيل يقولون إن هناك عدم يقين بشأن توقيت الهجوم، لكن التحضير يتم لهجوم فوري يمكن شنّه في أي لحظة، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأكملت دولة الاحتلال استعداداتها في الجوانب الدفاعية والهجومية، بعد أن عقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مشاورة أمنية استمرت لساعات طويلة، وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "ليس لدينا في الحقيقة أي إشارة إلى متى سيهاجمون، وتقييمنا هو أنهم سيهاجمون".

توقع انقطاع الاتصالات

وزع المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية على الوزراء في الأيام القليلة الماضية، ثم تم توزيعها اليوم على كبار المستشارين، ما يعني أن إسرائيل تستعد لسيناريوهات تعطل الشبكة الخلوية.

وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، اليوم تقييمًا للوضع وموافقة على خطط لسيناريوهات مختلفة مع نائب رئيس الأركان، ورئيس فرقة العمليات، وقائد القيادة الشمالية، وقائد القوات البرية، وسلاح الجو، وقائد قيادة الجبهة الداخلية وقادة آخرين في هيئة الأركان العامة.

رئيس القيادة المركزية الأمريكية في زيارة لإسرائيل
مايكل كوريلا في تل أبيب

ووصل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال مايكل كوريلا، إلى إسرائيل أمس الاثنين، وكان من المقرر أن يقيّم الوضع مع رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف جالانت. وتعد هذه الزيارة التاسعة التي يقوم بها كوريلا لإسرائيل منذ اندلاع الحرب.

وقال جالانت لـ"كوريلا" خلال لقائهما: "إن وصوله إلى إسرائيل في هذه الساعات يرمز أكثر من أي شيء آخر إلى الدعم للعمليات، وأن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة لا يمكن المساس بها".

وأجرى جالانت جولة من المحادثات مع وزراء دفاع الدول الغربية بهدف توسيع التنسيق وضمان التعاون في التحذير من الهجوم واعتراضه. وتحدث مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي، ووزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو، ومن المتوقع أيضًا أن يتحدث مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس.

وزار جالانت مركز قيادة سلاح الجو، وأصر على تجهيز التشكيلات الدفاعية في ظل التطورات الأمنية، وعلى إمكانيات العمل الهجومي في جميع القطاعات القتالية. وقال للقادة: "أعداؤنا يفكرون بعناية في خطواتهم بفضل القدرات التي أظهرتموها في العام الماضي، ويجب أن نستعد لكل الاحتمالات، بما في ذلك الانتقال إلى الهجوم".

رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي
مخبأ سري محصن

بينما كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن استكمال تجهيز مخبأ محصن تحت الأرض، يُطلق عليه مخبأ "يوم القيامة"، مخصص لحماية بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، وكبار القادة الإسرائيليين في حال نشوب حرب شاملة، وفقًا لموقع "واللا" العبري.

وكشف موقع "واللا"، أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أكمل إنشاء مخبأ قيادة تحت الأرض في القدس، وهذا المخبأ "مجهّز ومزوّد بكل وسائل القيادة والسيطرة، ومتصل بغرفة العمليات في مقر وزارة الدفاع وجميع غرف الحرب الأخرى، ويسمح بالإقامة لفترات طويلة، ومحصن ضد جميع أنواع الأسلحة الموجودة".

وأشار الموقع إلى أن هذا المخبأ يقع في أعماق الأرض، وهو محمي ضد مجموعة واسعة من المخاطر، بما في ذلك الزلازل والتهديدات النووية والكيميائية والبيولوجية والتقليدية، فضلًا عن التهديدات السيبرانية.

استعدادات مكثفة

في سياق متصل، صرّح اللواء رافي ميلو، قائد الجبهة الداخلية، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الداخلية عززا جاهزيتهما بشكل كبير في الأيام الأخيرة، بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية وجميع وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد "ميلو" أن إسرائيل "مستعدة وجاهزة لأي سيناريو وأي رد فعل"، مشيرًا إلى أنه حتى اللحظة، لم يتم فرض أي قيود على الجبهة الداخلية.

وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية تقديرات تفيد بأن إيران تمتلك صواريخ بالستية متطورة جدًا قد تستخدمها في هجوم محتمل على إسرائيل، بما في ذلك صواريخ "شهاب 3" و"خيبر شكن".

تعليمات لـ28 مصنعًا

أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعليمات لـ28 مصنعًا بنقل أو تقليل كميات الأمونيا السريعة والشديدة الانفجار التي بحوزتها خوفًا من تعرض تلك المصانع لهجوم من إيران وحزب الله اللبناني.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قيادة الجبهة الداخلية أصدرت تعليمات إلى سلسلة من المصانع بالقرب من الحدود اللبنانية بتفريغ مخزونات الأمونيا والمواد الخطرة التي بحوزتها وضمان أمنها، وفقًا لما ذكرته "روسيا اليوم".

طهران غير مهتمة بالتصعيد

قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران غير مهتمة بالتصعيد الإقليمي، مؤكدًة وجوب "معاقبة" إسرائيل على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية. وأضافت الوزارة: "هذا ضروري لمنع المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وأن طهران لها الحق في ردع إسرائيل ووقف جرائمها".

وفي "ساحة فلسطين" في طهران عُلقت اليوم لافتة جديدة تحمل تهديدًا إضافيًا لإسرائيل، وكُتب عليها بالعبرية المكسورة: "لذلك ليس هناك أمن حتى في الملجأ". وعلى اللافتة، يمكنك رؤية صورة ربما مزيفة بمساعدة الذكاء الاصطناعي لجنود فارين، وتحت النقش بالعبرية مكتوب باللغة الفارسية: "ابتسم لبعض الوقت، لأنك ستبكي قريبًا جدًا".