في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة المنافسة الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن الرئيس السابق دونالد ترامب، يواجه صعوبات غير متوقعة في حملته الانتخابية، إذ كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن حالة من القلق والارتباك تسود صفوف الحزب الجمهوري؛ بسبب تصرفات ترامب غير المنضبطة وتصريحاته المثيرة للجدل.
مخاوف الجمهوريين تتصاعد
يصف ماثيو بارتليت، وهو استراتيجي جمهوري وموظف سابق في إدارة ترامب، الوضع الحالي بأنه "انهيار عصبي علني"، ووفقًا لـ"بوليتيكو"، فإن بارتليت يرى أن ترامب، الذي كان قادرًا على اختراق الانتخابات التمهيدية الجمهورية بسهولة، يجد صعوبة الآن في التعامل مع سباق رئاسي تنافسي يتطلب الانضباط والرسائل الفعالة.
وتنقل الصحيفة عن استراتيجي جمهوري، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله: "الديمقراطيون يسارعون لإعادة تشكيل كامالا هاريس من شخصية سيلينا ماير الواقعية إلى أوباما الأنثوية، وافتقار دونالد ترامب للانضباط يسمح لهم بذلك".
خطأ استراتيجي فادح
من المثير للدهشة أن ترامب لم يكتف بمهاجمة خصومه السياسيين، بل وجه سهامه أيضًا نحو حلفائه الجمهوريين، إذ شن هجومًا حادًا على حاكم ولاية جورجيا، بريان كيمب، واصفًا إياه بـ"الرجل السيئ". هذا الهجوم دفع جون واتسون، الزعيم السابق للحزب الجمهوري في جورجيا، للتعليق قائلًا: "مهاجمة بريان كيمب وعائلته هو خطأ كبير غير مبرر".
وتشير بوليتيكو إلى أن ترامب لم يقتصر على مهاجمة كيمب فحسب، بل امتد هجومه ليشمل حاكم ولاية تينيسي، بيل لي، رئيس جمعية الحكام الجمهوريين، واصفًا إياه بأنه "جمهوري بالاسم فقط". هذه الهجمات أثارت حيرة مساعدي لي، الذين وصفوها بأنها جاءت "من العدم".
استراتيجية ترامب
رغم الانتقادات الموجهة لترامب، يبدو أن فريق حملته لا يزال واثقًا من استراتيجيته، إذ نقلت بوليتيكو عن مسؤول في حملة ترامب، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله: "الرئيس جيد في دفع رسائل متعددة في نفس الوقت"، وأضاف المسؤول أن الحملة "يمكنها المشي ومضغ العلكة في نفس الوقت".
من جانبه، حاول النائب الجمهوري مايك كولينز التقليل من أهمية الخلاف بين ترامب وكيمب، مشبهًا الأمر بالعلاقات العائلية في الجنوب الأمريكي، حيث قد لا يتفق أفراد العائلة دائمًا، لكنهم يظلون متحدين في النهاية.
هجمات ترامب على هاريس
لم تقتصر هجمات ترامب على حلفائه الجمهوريين فحسب، بل امتدت لتشمل منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، إذ وصفها بأنها "منخفضة الذكاء" و"غبية"، كما شكك في هويتها السوداء خلال ظهوره أمام الرابطة الوطنية للصحفيين السود.
وتشير بوليتيكو إلى أن ترامب، حتى عندما حاول توجيه الحديث نحو الاقتصاد، عاد مرة أخرى إلى أسلوبه المعتاد، فخلال بث مباشر مع المدون أدين روس، طالب ترامب بفصل الصحفية راشيل سكوت من شبكة "أي بي سي نيوز"، واصفًا سؤالها في مؤتمر الرابطة الوطنية للصحفيين السود بأنه "فخ".
تغيير نهجه
يبدو أن الكثيرين في الحزب الجمهوري قد فقدوا الأمل في إمكانية تغيير ترامب لنهجه، إذ نقلت بوليتيكو عن باريت مارسون، وهو استراتيجي جمهوري من أريزونا، قوله: "أعتقد أننا تجاوزنا منذ فترة طويلة الوقت الذي اعتقدنا فيه أنه ربما يمكنه كبح جماح أسوأ ملائكته، وسيستمر في فعل ذلك ولن يغيره أي قدر من بيانات استطلاعات الرأي أو النصائح من المقربين منه".