في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز فرصها في السباق الرئاسي الأمريكي لعام 2024، أجرت نائبة الرئيس كامالا هاريس، تغييرات جوهرية في فريق حملتها الانتخابية، إذ سلطت صحيفة "واشنطن بوست"، الضوء على تفاصيل هذه التغييرات التي تضمنت استقطاب العديد من الخبرات السياسية البارزة، معظمها من الفريق الذي قاد حملات الرئيس السابق باراك أوباما، ما يعكس استعداد هاريس الجاد لمواجهة التحديات المقبلة، وتشكيل فريق قوي قادر على قيادة حملتها نحو البيت الأبيض.
وجوه من عهد أوباما
كشفت واشنطن بوست عن انضمام عدد من الشخصيات البارزة إلى فريق حملة هاريس، ويأتي على رأس هذه التعيينات ديفيد بلوف، الاستراتيجي الرئيسي في حملتي أوباما الرئاسيتين، والذي سيتولى منصب كبير المستشارين للاستراتيجية وشؤون الولايات.
يُعرف "بلوف" بقدرته الفائقة على تحليل الخرائط الانتخابية وتصميم استراتيجيات فعالة للفوز في الولايات المتأرجحة، ما يجعله إضافة قوية لفريق هاريس في هذه المرحلة الحاسمة.
إلى جانب بلوف، تنضم ستيفاني كاتر إلى الفريق كبيرة المستشارين لاستراتيجية الرسائل، إذ شغلت منصب نائبة مدير حملة إعادة انتخاب أوباما في 2012، تتمتع بخبرة واسعة في صياغة الرسائل السياسية المؤثرة وإدارة الاتصالات الاستراتيجية.
ومن الإضافات المهمة أيضًا ميتش ستيوارت، خبير تنظيم الحملات الشعبية في فوزي أوباما، والذي سيشغل منصب كبير المستشارين للولايات المتأرجحة، ويُعرف ستيوارت بمهاراته في حشد الناخبين على المستوى الشعبي وتنظيم الحملات الميدانية الفعالة، هذه الخبرة ستكون حاسمة في تعزيز حضور هاريس في الولايات الرئيسية التي قد تحدد نتيجة الانتخابات.
وأخيرًا، ينضم ديفيد بيندر، قائد عمليات استطلاع الرأي العام في حملات أوباما، ليوسع دوره في قيادة عمليات أبحاث الرأي في حملة هاريس. يتمتع بيندر بخبرة عميقة في تحليل اتجاهات الرأي العام وتوجيه استراتيجيات الحملة بناءً على البيانات الدقيقة، مما سيساعد في توجيه قرارات الحملة بشكل أكثر دقة وفعالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع هؤلاء سيرفعون تقاريرهم إلى رئيسة الحملة جين أومالي ديلون، وهي أيضًا من المخضرمين في حملات أوباما، وكانت مديرة حملة بايدن في 2020.
استراتيجية جديدة
وفقًا لتقرير واشنطن بوست، تأتي هذه التغييرات في وقت حساس، مع بقاء أقل من 100 يوم على موعد الانتخابات.
و علقت أومالي ديلون على هذه التعيينات قائلة: "هذا الفريق يعكس شخصية نائبة الرئيس، إنه يجمع بين أشخاص عملوا معها لفترة طويلة، وآخرين كانوا معها خلال السنوات القليلة الماضية من الإدارة".
وأضافت: "يمثل هذا الفريق رؤية نائبة الرئيس في بناء التوافق، وأيضًا الدفع نحو جبهة موحدة لهزيمة ترامب"، ما يُشير إلى استراتيجية هاريس في الجمع بين الخبرة السياسية العميقة والمعرفة الحديثة بتحديات الإدارة الحالية.
مصير فريق بايدن
لفت تقرير واشنطن بوست الانتباه إلى أن هذه التغييرات تعني تقليص أدوار العديد من المستشارين المقربين من الرئيس جو بايدن، إذ ذكرت الصحيفة أن كبار مستشاري البيت الأبيض، مثل أنيتا دن وستيف ريتشيتي ومايك دونيلون وبروس ريد سيكون لهم أدوار أصغر في محيط هاريس.
وأشار التقرير إلى أن أحد أكبر الفراغات التي يتعين ملؤها، هو ذلك الذي تركه دونيلون، الذي كان مستشارًا أول لحملة بايدن وأشرف على تطوير الرسائل والإعلانات واستطلاعات الرأي.
هذا التحول يعكس رغبة هاريس في وضع بصمتها الخاصة على الحملة وتشكيل فريق يتماشى مع رؤيتها وأسلوبها القيادي.
تحديات وفرص
وفقًا لما جاء في تقرير واشنطن بوست، فإن الهيكل الجديد حول هاريس من المتوقع أن يعالج الطبيعة المنقسمة لقيادة حملة بايدن السابقة، إذ كان هناك فريق حملة في ويلمنجتون يجيب فعليًا على الحلقة الداخلية لبايدن في واشنطن؛ مما أدى أحيانًا إلى إبطاء عملية صنع القرار.
مع التركيبة الجديدة، يُتوقع أن يكون هناك تناغم أكبر بين فريق الحملة في الميدان والقيادة العليا، ما قد يسمح باتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية في مواجهة التحديات المتغيرة للحملة.
التركيز على الولايات المتأرجحة
ذكرت الصحيفة أن جولي تشافيز رودريجيز، مديرة حملة بايدن، ستبقى في منصبها لهاريس، مع توسيع محفظتها لتركز على ولايتي أريزونا ونيفادا، ما يعكس استراتيجية الديمقراطيين الجديدة، حيث يقولون إن لديهم أملًا متجددًا في هزيمة ترامب في هذه الولايات المتأرجحة.
و يشير هذا التوجه إلى أن حملة هاريس تدرك أهمية هذه الولايات في تحديد نتيجة الانتخابات، وتسعى لتكثيف جهودها فيها من خلال استغلال الخبرات المتراكمة لفريقها الجديد.
استعدادات مالية وتنظيمية
في إشارة إلى الاستعدادات المكثفة للحملة، نقلت واشنطن بوست عن شيلا نيكس، رئيسة أركان حملة هاريس، قولها: "مع بقاء 95 يومًا، تعمل نائبة الرئيس هاريس على بناء فريقها القوي الذي حقق بالفعل دعمًا شعبيًا تاريخيًا وتمويلًا قياسيًا. هؤلاء القادة ذوو الخبرة والاحترام، هم جزء من التزام نائبة الرئيس هاريس الراسخ بتنمية فريق سيضمن أننا نفعل كل ما هو ممكن للفوز في نوفمبر المقبل".
ويسلط هذا التصريح الضوء على الجانب المالي والتنظيمي للحملة، مشيرًا إلى أن هاريس نجحت بالفعل في جمع تمويل كبير وبناء قاعدة دعم شعبي قوية، وهي الآن تسعى لتعزيز هذه النجاحات من خلال فريقها الجديد.