في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية خطوات استباقية لمواجهة تهديد محتمل من إيران ضد إسرائيل.
وبحسب موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، فإن الإدارة الأمريكية تستعد لسيناريو قد يشهد ردًا إيرانيًا انتقاميًا على اغتيال، إسماعيل هنية، في طهران هذا الأسبوع، ما يضع المنطقة على حافة مواجهة عسكرية واسعة النطاق، مع احتمال تورط أطراف إقليمية أخرى في الصراع.
كشف مسؤولون أمريكيون لموقع أكسيوس عن توقعات بأن يكون الرد الإيراني مماثلًا لهجوم 13 أبريل الماضي على إسرائيل، ولكن ربما بنطاق أوسع وأكثر شمولًا، وأضاف المسؤولون أن هذا الرد قد يتضمن أيضًا مشاركة حزب الله اللبناني، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة ويرفع من احتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.
تعزيزات عسكرية أمريكية غير مسبوقة
كشف أكسيوس عن قيام البنتاجون بتعزيز القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير، إذ تشمل هذه التعزيزات إرسال المزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة إلى المنطقة.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، فإن هذه الخطوة تأتي استعدادًا لهجوم إيراني محتمل ضد إسرائيل.
وأوضح البنتاجون أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمر بإرسال مجموعة ضاربة بقيادة حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لنكولن" لتحل محل المجموعة الضاربة بقيادة حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" المنتشرة حاليًا في المنطقة.
كما أمر بإرسال طرادات ومدمرات إضافية مجهزة بنظام إيجيس لاعتراض الصواريخ الباليستية إلى مناطق القيادة الأوروبية والقيادة المركزية الأمريكية.
وتهدف هذه التعزيزات العسكرية، وفقًا للبنتاجون، إلى تحسين حماية القوات الأمريكية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، مع ضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على مختلف الاحتمالات.
اتصالات دبلوماسية
في محاولة لاحتواء الأزمة ومنع تصعيد الموقف، أجرى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس.
وذكر البيت الأبيض أن الرئيس ناقش خلال المكالمة الجهود المبذولة لدعم دفاعات إسرائيل ضد التهديدات، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، إضافة إلى نشر قوات دفاعية أمريكية جديدة.
من جانبه، تحدث وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الجمعة، حيث أطلعه على القوات الجديدة التي يرسلها إلى المنطقة، وأكد عزم الولايات المتحدة مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران وحزب الله اللبناني.
دعوات للتهدئة وتحذيرات من التصعيد
رغم الاستعدادات العسكرية، أكد البنتاجون أن وزير الدفاع "أوستن"، شدد خلال حديثه مع "جالانت" على أن "التصعيد الإضافي ليس حتميًا وأن جميع دول المنطقة ستستفيد من خفض التوترات، بما في ذلك من خلال إتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين".
من جانبه، أكد جالانت لأوستن أهمية العمل معًا مع تحالف من الشركاء والحلفاء في المنطقة؛ لصد أي هجوم إيراني محتمل.
كما شدد الوزير الإسرائيلي على التزامه "بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسرعة وضمان عودة المحتجزين إلى إسرائيل".