الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحذيرات داخل إسرائيل.. عملية برية في لبنان تهدد بـ"فشل مأساوي"

  • مشاركة :
post-title
أحد عناصر حزب الله اللبناني يراقب الحدود- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مع ارتفاع حدة التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تتصاعد الأصوات داخل إسرائيل محذرة من مغبة التورط في عملية عسكرية برية في لبنان، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن رسالة سرية وجهها أعضاء بارزون في الكنيست الإسرائيلي إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، محذرين من "فشل مأساوي" في حال إقدام الجيش الإسرائيلي على تنفيذ خطته الحالية للتوغل في الأراضي اللبنانية.

وفي مارس الماضي، كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن تحركات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية استعدادًا لاحتمال التصعيد في لبنان.

وأفادت القناة بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أصدر توجيهات للعميد (احتياط) شيكو تامير بـ"إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان".

و"تامير" هو نفس الضابط الذي صاغ خطة التوغل إلى قطاع غزة، ما يشير إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تأخذ سيناريو التصعيد في لبنان على محمل الجد، وتستعد له بشكل فعلي، رغم التحذيرات السياسية الداخلية.

رسالة سرية

وفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن ثلاثة أعضاء من لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، هم: عميت هاليفي، وزئيف إلكين، وأوهاد تال، بعثوا برسالة سرية إلى نتنياهو وأعضاء حكومته قبل شهر ونصف الشهر.

وجاء في الرسالة تحذير صريح مفاده أن "تنفيذ خطة العمليات التي أعدها الجيش قد تقود إسرائيل إلى فشل مأساوي له عواقب غير مسبوقة"، مضيفين أن "رؤساء الأجهزة الأمنية مخطئون بشدة في فهم استراتيجية العدو"، في إشارة واضحة إلى حزب الله اللبناني.

الأخطاء في غزة

يرى النواب الثلاثة أن الخطة العسكرية الحالية تعاني من عدة نقاط ضعف، إذ يعتقدون أن هذه الخطة "لم تتعلم من الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة".

كما أكدوا ضرورة إعادة النظر في الأهداف الاستراتيجية للعملية، مقترحين أن يكون الهدف الرئيسي هو "تقويض قدرات حزب الله السلطوية والعسكرية، وليس مجرد إبعاده عن المنطقة".

تحدٍ استراتيجي

تواجه إسرائيل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا يتمثل في شبكة الأنفاق المعقدة التي أنشأها حزب الله في جنوب لبنان، إذ إنه وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أنشأ حزب الله منذ الثمانينيات، وبمساعدة من كوريا الشمالية، نظامًا دفاعيًا تحت الأرض، تحسبًا لأي غزو إسرائيلي محتمل.

وتشير التقديرات إلى أن هذه الشبكة أكثر تطورًا من تلك الموجودة في قطاع غزة، إذ يبلغ طولها مئات الكيلومترات مع تشعبات قد تصل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وربما تمتد حتى سوريا.

ويؤكد الجنرال أوليفيه باسو، الباحث في معهد البحوث الاستراتيجية التابع للمدرسة العسكرية الفرنسية، أن عملية حفر هذه الأنفاق في الصخور الصلبة بجنوب لبنان تمثل تحديًا تقنيًا كبيرًا، مما يعكس قدرات هندسية متقدمة لدى حزب الله.

هذه المعلومات تضيف بُعدًا جديدًا للتحديات التي قد تواجهها القوات الإسرائيلية في حال قررت التوغل برًا في لبنان، وتفسر جزئيًا المخاوف التي عبر عنها أعضاء الكنيست في رسالتهم التحذيرية لرئيس الوزراء نتنياهو.

قدرات حزب الله

أوضح النواب في رسالتهم أن "النشاط المخطط له في القطاع الجنوبي من لبنان لن يزيل تهديد القدرات النارية لحزب الله".

وأشاروا إلى أن معظم هذه القدرات منتشرة شمال نهر الليطاني، مما يعني أنها ستظل قادرة على الوصول إلى مدن إسرائيلية رئيسية مثل حيفا وتل أبيب وحتى جنوبًا، ما يسلط الضوء على محدودية الخطة الحالية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة.

استراتيجية القتال

انتقد النواب الثلاثة أيضًا الأسلوب المقترح للعملية العسكرية، إذ يرون أن "الخطة الحالية مبنية من الخفيف نحو الثقيل"، مؤكدين أن "شكل القتال يجب أن يكون عكس ذلك".

هذا الانتقاد يشير إلى رغبة في تبني استراتيجية أكثر حسمًا وفعالية منذ بداية العملية، بدلًا من التدرج في استخدام القوة.

يأتي هذا التحذير في سياق تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، خاصة بعد اغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر يوم الثلاثاء الماضي، ثم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، في اليوم التالي.

وأدى هذا الحادث إلى تصريحات حادة من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي توعد بالرد، مؤكدًا أن "المواجهة مع إسرائيل لم تعد إسنادًا لغزة، بل حرب واسعة".