غمرت الفيضانات ولاية لاهور، التي تعد ثاني أكبر مدن باكستان، اليوم الخميس، بعد هطول أمطار غزيرة هي الأعلى التي تسجلها مصلحة الأرصاد الجوية، ما أدى إلى غمر المستشفيات وانقطاع التيار الكهربائي وغمر الشوارع في المدينة.
أمطار قياسية
وقال فاروق دار، نائب مدير مصلحة الأرصاد الجوية، لـ"وكالة فرانس برس": "شهدت الولاية المتاخمة للهند التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 مليون نسمة، هطول نحو 360 ملم من الأمطار خلال ثلاث ساعات".
وذكر "دار" أنها أمطار قياسية، مشيرًا إلى أن آخر أعلى مستوى لها يبلغ 332 ملم، 31 يوليو 1980.
وأفاد السكان بأن المياه غمرت عدة أحياء والمستشفيين الرئيسيين في المدينة، ما تسبب في انقطاع الكهرباء بعدة أماكن، فضلًا عن توقف حركة المرور.
مصرع شخص
وفقًا للشرطة المحلية، لقي شخص مصرعه صعقًا بالكهرباء، نتيجة للسحب السحابية التي هطلت اليوم الخميس، وأعلن مفوض المدينة حالة الطوارئ، وقال إن المكاتب والمدارس ستغلق أبوابها طوال اليوم.
وقال "ياسر علي"، 26 عامًا - أحد السكان - لوكالة "فرانس برس"، إنه "يوم حزين للأمة"، مضيفًا "من المفجع لشخص فقير أنه لم يتمكن من الذهاب إلى العمل اليوم".
وأضاف "صدام"- صاحب متجر يبلغ من العمر 32 عامًا - وهو يحصي خسائره الكبيرة: "انظروا إلى كم المياه المتراكمة. لقد سئمنا محاولة سحب المياه".
وبينما ناشد أحمد خان "48 عامًا"، الذي يتقاضى أجرًا يوميًا، الحكومة "إيلاء الاهتمام وحل مشكلة المياه"، نشرت مريم شريف، رئيسة وزراء إقليم البنجاب، على موقع "إكس" أن "الآلية الحكومية بأكملها موجودة في الميدان" لتصريف المياه.
وحذرت السلطات من هطول أمطار غير اعتيادية حتى في موسم الأمطار الموسمية، الذي يستمر حتى سبتمبر، خلال الأيام الستة الأولى من أغسطس الجاري في مختلف الأقاليم، بعد عدة موجات حر تجاوزت فيها درجات الحرارة الـ50 درجة.
وقالت هيئة إدارة الكوارث الإقليمية، إن 24 شخصًا لقوا حتفهم، خلال الأيام الثلاثة الماضية، بسبب الأمطار في مقاطعة خيبر بختونخوا الجبلية شمال غرب البلاد.
وتوقعت إدارة الأرصاد الجوية الباكستانية أن يكون موسم الرياح الموسمية أكثر رطوبة من المعتاد هذا العام في باكستان، وهي إحدى الدول التي يقول الخبراء إنها الأكثر عُرضة للطقس المتطرف الناجم عن تغير المناخ.
وبحسب السلطات، سجل أبريل أعلى نسب هطول أمطار منذ 63 عامًا، بعد شتاء طويل بشكل غير معتاد، إلى جانب كوارث أوقعت نحو 150 قتيلًا بينهم عشرات الأطفال في انهيار منازل، بسبب الأمطار الغزيرة.
وهذا الأسبوع، توفي 18 شخصًا بينهم 11 من عائلة واحدة، بسبب سوء الأحوال الجوية في إقليم خيبر بختونوا، شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان، بحسب السلطات.
وفي عام 2022، غمرت فيضانات ثلث أراضي باكستان وأثرت على أكثر من 33 مليون شخص وتسببت في وفاة أكثر من 1700 شخص.
تشهد باكستان أيضًا موجات حر قاتلة وتلوثًا للهواء يعد من بين الأسوأ بالعالم، وتؤكد البلاد باستمرار أن سكانها البالغ عددهم 240 مليون نسمة (نحو 3% من سكان العالم) مسؤولون عن أقل من 1% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم.