في أجواء ساخنة، تزيد درجات الحرارة فيها على 50 درجة، يعيش سكان الهند وباكستان مع صيف تحطمت فيه الأرقام القياسية في ظل الموجة غير العادية شديدة السخونة التي تضرب جنوب آسيا.
وتزامنت تلك الموجة القاسية مع الانتخابات البرلمانية في الهند، قبل أسبوعين على الأقل، ودعوة ما يقرب من مليار شخص إلى صناديق الاقتراع في أيام مختلفة، التي أسفرت عن سقوط وفيات بسبب ضربات الشمس بينهم 33 موظفًا في يوم واحد.
ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، دعت السلطات الناس إلى تجنب الحرارة في الخارج مع النهار، وحتى في الليل لا تنخفض درجات الحرارة هذه الأيام أبدًا عن 30 درجة.
وشكا الناس في بعض الأماكن من نقص المياه، نتيجة انخفاض منسوب المياه في العشرات من الخزانات إلى جزء صغير من طاقتها التخزينية، حسبما ذكرت محطة التلفزيون الهندية "إن دي تي في"، نقلًا عن هيئة المياه المركزية في البلاد.
واتخذت السلطات في الهند وباكستان المجاورة إجراءات احترازية بعد إغلاق المدارس مؤقتًا وطُلب من حدائق الحيوان رش الحيوانات بالماء البارد، ودهنت السلطات في مدينة أحمد آباد غرب الهند آلاف الأسطح في الأحياء الفقيرة، منذ عدة سنوات، بطلاء يعكس أشعة الشمس لخفض درجات الحرارة.
وفي مدينة دادو بجنوب باكستان، أفاد مير شهداد لاجاري، أحد السكان، بأن السلطات توزع عصير الفاكهة والماء البارد على المارة، بسبب موجة الحر الحالية.
"هذا الصيف يبدو الأمر وكأننا نعيش في الجحيم"، يصف سكان باكستان درجة الحرارة غير المسبوقة، وسط مخاوف من ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل ما قد يدفعهم إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن أماكن أقل سخونة.
بدورها؛ قالت كلير نوليس، المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إننا نشهد موجات حارة أكثر تواترًا وشدة تبدأ في وقت مبكر وتستمر لفترة أطول مما كانت عليه في الماضي".
وأمام هذا الارتفاع غير المسبوق، تعتمد النقطة التي تصبح فيها الحرارة خطيرة على عدة عوامل، مثل الرطوبة، ويتمتع الأشخاص أيضًا بقدرات مختلفة على التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة.
وبشكل عام، إذا ارتفعت درجة الحرارة، يسخن الجسم ويجب أن يبرد حتى يحافظ على درجة حرارته الأساسية، وتتوسع الأوعية الدموية الخارجية وتتعرق، ويتعرض نظام القلب والأوعية الدموية للضغط وتفقد السوائل.