في محاولة تعد الأولى في العالم وإنجازًا تقنيًا غير مسبوق، تمكنت مركبة فضائية تعمل على فحص الحطام الفضائي، من الاقتراب بصورة مذهلة من صاروخ ضخم يهيم خارج الأرض منذ 15 عامًا، وقامت بالتقاط لقطات مقربة من عدة زاويا له بشكل آمن ومسحه بالكامل، وهو ما يفتح بابًا لإزالة تلك القطع المتناثرة حول الأرض.
ويوجد نحو 40500 جسم حطام فضائي ميت يزيد حجمه على 4 بوصات يتجول حاليًا عبر مدارات الأرض جنبًا إلى جنب مع ملايين الشظايا الأصغر حجمًا، وبحسب وكالة الفضاء الأوروبية، تتحرك تلك الأجسام بسرعة عدة أميال في الثانية وتشكل خطرًا كبيرًا على الأقمار الصناعية العاملة ومحطة الفضاء الدولية.
وتحاول وكالات الفضاء العالمية ابتكار حلول لإزالة قطع الحطام الفضائي الأكثر إثارة للقلق من مدار الأرض، وفي تطور مذهل وفقًا لموقع space، نجحت مركبة الفضاء ADRAS-J التابعة لشركة Astroscale اليابانية في الاقتراب بشكل آمن من حطام صاروخ فضائي يبلغ عمرها 15 عامًا.
وتمكنت ADRAS-J فحص قطعة الحطام بدقة من زوايا مختلفة في أثناء إضاءته بأشعة الشمس، ونجحوا في التقاط صور خلال جولتين تصويريتين تمثلان معلمًا رئيسيًا في المهمة يومي 15 و16 يوليو، مع الحفاظ على موضع نسبي ثابت متحكم به على بعد نحو 50 مترًا من الصاروخ.
وتبين أن الصاروخ يبلغ طوله 36 قدمًا - 11 مترًا - ولم تكشف عن أي ضرر كبير للجسم، ويبلغ وزنه 3 أطنان ومعلق في الجاذبية الصغرى فوق الأرض، وهو ما وصفته الشركة بالإنجاز التقني غير المسبوق، الذي يمهد للقيام بعمليات في وقت لاحق من هذا العقد لتنظيف الفضاء.
وتعمل الوكالات منذ فترة على الوصول إلى أجسام الحطام التي لا يمكن السيطرة عليها والتقاطها، إذ تكمن صعوبة التقاط الحطام الفضائي في أن تلك الأجسام لم يتم تصميمها بأي تقنيات تمكن من الالتحام أو الصيانة المحتملة أو الإزالة، ما يزيد من تعقيد العمليات.
ومن المنتظر أن توفر المعلومات المستمدة من هذه الصور بيانات أساسية تدعم مهمة مستقبلية لالتقاط الجسم وإزالته، الذي من المتوقع أن يلتقطه الذراع الآلي لـ ADRAS-J2، بل واستعادة النظام في المدارات المزدحمة في المستقبل، وهي المهمة التي ستكون واحدة من أولى محاولات العالم لإزالة قطعة كبيرة من الحطام من المدار، التي من المتوقع انطلاقها في 2027.