تسمح المجر للمواطنين الروس بدخول الاتحاد الأوروبي دون ضوابط، في الوقت الذي يمكن لأي روسي تسجيل نفسه "عامل ضيف" في المجر قادمًا من روسيا أو بيلاروسيا، ودخول "بودابست" دون فحص أمني، وهو ما يراه أعضاء البرلمان الأوروبي خطرًا أمنيًا، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
ومن خلال هذه اللائحة، يستطيع الروس والمواطنون من بيلاروسيا التحايل فعليًا على لوائح الدخول القاسية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، بعد أن أصبح بإمكان أي شخص يقوم بالتسجيل كعامل ضيف في المجر دخول دولة الاتحاد الأوروبي دون فحص أمني لبضعة أيام، والتحرك أيضًا في بقية دول الاتحاد الأوروبي.
شكوك أمنية
وطالبت مجموعة حزب الشعب الأوروبي المحافظ في البرلمان الأوروبي التصدي إلى الإعفاء المجري في مجلس الاتحاد الأوروبي المقبل، وسط شكوك أمنية خطيرة للغاية.
وقال خبير السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي الأخضر سيرجي لاجودينسكي إن "أوربان" يقوّض نظام الهجرة الأوروبي، بعد أن كان يتعين على الأشخاص القادمين من روسيا الخضوع لعملية تأشيرة طويلة إذا كانوا يريدون دخول إحدى دول الاتحاد الأوروبي، بعد ما تم تعليق اتفاقية تسهيل التأشيرة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا منذ سبتمبر 2022 جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
65 ألف ضيف
وأعلنت الحكومة المجرية أنها تتوقع وصول نحو 65 ألف عامل ضيف، ويمكنهم إحضار عائلاتهم معهم والتقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة دائمة بعد ثلاث سنوات.
ولم تعد دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، مثل فنلندا، تسمح للروس بدخول البلاد. وبررت الحكومة في هلسنكي ذلك بمحاولات روسيا زعزعة استقرار الحدود ودول الاتحاد الأوروبي.
قمة بودابست
وتخطط المجر، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، لاستضافة قمة للشؤون الخارجية في بودابست يومي 28 و29 أغسطس، وهي "فرصة ذهبية لأوروبان لمحاولة تشكيل أجندة السياسة الخارجية للاتحاد ولوزير خارجيته بيتر سيارتو للوقوف في دائرة الضوء".
وبدأت رئاسة المجر للاتحاد الأوروبي منذ بداية هذا الشهر وتستمر لمدة 6 أشهر. ومنذ ذلك الحين زار أوربان أوكرانيا وروسيا وأذربيجان والصين والولايات المتحدة في جولة عالمية وصفها بأنها "مهمة سلام" تهدف إلى التوسط في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
ودائمًا ما هدد رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، باستخدام بلاده حق النقض "الفيتو" ضد أي عقوبات محتملة من جانب الاتحاد الأوروبي ضد روسيا تؤثر على الطاقة النووية.
كان وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو صرّح في وقت سابق بأنه من المستحيل ضمان إمدادات الطاقة في البلاد دون محطة الطاقة النووية في البلاد، لهذا لن تدعم بودابست أي عقوبات تحد من التعاون مع روسيا في هذا المجال.