بدأ الاتحاد الأوروبي رسميًا محادثات انضمام أوكرانيا ومولدوفا، أمس الثلاثاء، إيذانًا ببدء عملية من المرجح أن تستغرق سنوات.
ووصف نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي، هذه اللحظة بأنها "تاريخية"، فيما، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في رسالة بالفيديو: "لقد أصبح الحلم حقيقة"، في إشارة إلى مفاوضات انضمام بلاده للتكتل الأوروبي.
وتأتي المحادثات في الوقت الذي يبدو فيه أن رئيسة مفوضية الاتحاد الأوربي، أورسولا فون دير لاين، وأنطونيو كوستا من البرتغال، وكاجا كالاس من إستونيا، على استعداد لتولي المناصب العليا في أوروبا.
مصير أوكرانيا
وتأتي محادثات انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي، في ظل التحديات التي تواجهها أوكرانيا في حربها مع روسيا، إذ واجهت مولدوفا العديد من الأزمات التي أثارت في بعض الأحيان مخاوف من أن البلاد قد تكون أيضًا في مرمى نيران الحرب على المستويين الأمني والاقتصادي، بدءًا من احتمالية سقوط الصواريخ الخاطئة على أراضيها، وصولًا إلى مواجهة أزمة طاقة بعد أن قطعت موسكو إمدادات الغاز، بحسب وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس".
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء المولدوفي دورين ريسيان: "إنه حدث تاريخي بالنسبة لنا في أوقات تاريخية بالنسبة لأوروبا، ويدل على الالتزام القوي من كلا الجانبين بالسلام والأمن والاستقرار والازدهار في أوروبا"، مؤكدًا أن بلاده لن تدخر أي جهد لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في أن تصبح عضوًا بالاتحاد الأوروبي.
شروط الانضمام
ويتعين على الدول المرشحة أن تجعل قوانينها ومعاييرها متوافقة مع نظيراتها الأوروبية في 35 مجالًا سياسيًا، تعرف بالفصول، بدءًا من حرية حركة البضائع والضرائب والطاقة والبيئة، وصولًا إلى الحقوق القضائية والأمن.
ويجب الحصول على موافقة بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء الـ 27، مما يوفر فرصة كبيرة لدول الاتحاد الأوروبي للمطالبة بمزيد من العمل أو تأخير الإجراءات.
عقبة المجر
وتحدث موقع "أوكراينسكا برافدا" الأوكراني، أن المجر - حليف روسيا في الاتحاد الأوروبي - قد استخدمت في السابق حق النقض (الفيتو) لمنع أوكرانيا من الانضمام إلى التكتل.
وبينما يجري الانضمام الآن، لا يزال بإمكان المجر تعطيل العملية، حسبما أشار مركز الإصلاح الأوروبي، خاصة مع توليها الرئاسة الدورية للمجلس في يوليو المقبل.
وأضافت المؤسسة البحثية أنه على الرغم من أن تأثير الرئاسة محدود على السياسة، فإنها قد تضر بسمعة الاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إنه على الرغم من أن بلاده لم توافق على انضمام أوكرانيا، فإنها لن تمنع المفاوضات، التي وصفها بأنها "عملية ذات دوافع سياسية".
وخلال العام الماضي، عرقلت المجر إقرار مساعدة أوروبية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، بعدما استخدمت حق النقض "الفيتو" في قمة الاتحاد الأوروبي.
مخاوف من التوسع
وقالت صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى التأكد من أن أي توسع يحافظ على استقراره الديمقراطي، مضيفة أن الانضمام إلى الكتلة ينطوي على تبني القوانين الأوروبية، ولكنه يتضمن أيضًا تغييرات في المؤسسات، وهياكل السوق، والعلاقات الخارجية للدول المرشحة، وهو ما يمكن أن يسبب تحولات اقتصادية وسياسية.
وكتبت الصحيفة: "للفوز بالسلام، سيكون التحدي الأكبر هو ضمان أن تتحرك عملية التوسيع بسرعة كافية لتكون ذات مصداقية، وببطء كافٍ حتى تتمكن الدول المرشحة من إدارة تكاليف التكيف الباهظة".
في حين ترى صحيفة "بولوارك" الأمريكية أن بدء محادثات الانضمام يبعث برسالة تفاؤل، لكن الوضع الجيوسياسي في أوروبا "أقل تشجيعًا بكثير"، مضيفة أنه يتعين على الكتلة "التخلي عن تركيزها التقليدي على الإصلاح التكنوقراطي وإعادة تقييم المنطقة مع التركيز على الأمن"، إذا كانوا يأملون في صد روسيا.