وجه الرئيس الأمريكي والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، انتقادات لاذعة لنائبة الرئيس كامالا هاريس في أول ظهور علني له بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي.
وفي خطاب ألقاه أمام حشد كبير في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا، أعاد ترامب توجيه سهام النقد التي كان يصوبها سابقًا نحو بايدن إلى هاريس، مُركزًا على قضايا حساسة مثل الهجرة والتضخم والسياسة الخارجية، وهذا التحول في استراتيجية ترامب يشير إلى بداية فصل جديد في الحملة الانتخابية الرئاسية.
هجوم شامل
بدأ ترامب في إعادة صياغة استراتيجيته الانتخابية بشكل جذري بعد انسحاب بايدن وتصدر هاريس للمشهد الديمقراطي، إذ ركز بشكل كبير على انتقاد خلفية هاريس كمدعية عامة، واصفًا إياها بأنها "راديكالية" فيما يتعلق بقضية الإجهاض، وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز.
وفي محاولة لتقويض ما قد يكون من أقوى حجج هاريس أمام الناخبين، هاجم ترامب سجلها كمدعية عامة وموقفها من قضية الإجهاض بشكل غير مسبوق، كما وصف ترامب هاريس بأنها "القوة الدافعة الليبرالية المتطرفة وراء كل كارثة لإدارة بايدن"، في محاولة لربطها بكل السياسات التي ينتقدها في الإدارة الحالية.
في سياق هجومه المتواصل، وصف ترامب هاريس بأنها "مجنونة يسارية متطرفة" وأنها أكثر ليبرالية من بايدن، في محاولة للحد من جاذبيتها للناخبين المعتدلين والمستقلين، كما انتقد أداءها في مجلس الشيوخ وفشلها المزعوم في ردع روسيا عن دخول حرب مع أوكرانيا، حسبما أوردت نيويورك تايمز.
رد قوي
في مواجهة هذا الهجوم الشرس من قبل ترامب، جاء رد حملة هاريس حازمًا وواضحًا، مُركزًا على القضايا الجوهرية التي تهم الناخب الأمريكي، إذ إنه وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، صرّح عمار موسى، المتحدث باسم حملة هاريس: "الاختيار في الانتخابات نوفمبر المقبل، سيكون بين أجندة ترامب المسماة "مشروع 2025"، لحظر الإجهاض على المستوى الوطني ومنح نفسه سلطة غير محدودة وغير خاضعة للرقابة، أو نائبة الرئيس هاريس التي تكافح لحماية الحرية وضمان حصول كل أمريكي على فرصة عادلة، ما يعكس استراتيجية واضحة لحملة هاريس في التركيز على القيم الأساسية للديمقراطية الأمريكية والحريات الشخصية".
التركيز على الحريات
أكدت حملة هاريس في ردها التزامها الراسخ بحماية الحريات الشخصية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة في الإجهاض، في مواجهة ما وصفته بـ "أجندة ترامب المتطرفة".
وشددت الحملة على جهود هاريس المستمرة لضمان الفرص العادلة لجميع الأمريكيين، ما يعكس التزامها بمبادئ العدالة الاجتماعية، وسعيها نحو استقطاب قاعدة واسعة من الناخبين، الذين يضعون قضايا الحريات الشخصية والعدالة الاجتماعية في صدارة اهتماماتهم.
"مشروع 2025"
سلطت حملة هاريس الضوء على ما أسمته "مشروع 2025" لترامب، محذرة من أنه يهدف إلى تقييد الحريات وتركيز السلطة في يد الرئيس.
وأشارت الحملة إلى أن هذا المشروع يمثل تهديدًا حقيقيًا للديمقراطية الأمريكية والتوازن بين السلطات.
من خلال هذا التحذير، تسعى حملة هاريس إلى إثارة وعي الناخبين بمخاطر عودة ترامب إلى السلطة وتقديم نفسها كحامية للنظام الديمقراطي الأمريكي.
تأكيد الكفاءة والقيادة
ردًا على اتهامات ترامب بعدم الكفاءة، أكدت حملة هاريس قدرتها على قيادة البلاد وحماية مصالح الأمريكيين، وأشارت إلى خبرة هاريس كمدعية عامة وعضو في مجلس الشيوخ ونائبة للرئيس كدليل على كفاءتها وقدرتها على اتخاذ القرارات الصعبة في أوقات الأزمات، ما يهدف إلى طمأنة الناخبين المترددين وإقناعهم بأن هاريس مؤهلة لتولي منصب الرئاسة.