الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تخريب متعمد.. من يقف وراء محاولات تقويض الحلم الأولمبي الفرنسي؟

  • مشاركة :
post-title
محاولات إصلاح العطل الذي أصاب السكك الحديدية عشية انطلاق الأولمبياد

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

انطلقت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024 يوم الجمعة الماضي، وسط أجواء من التوتر الأمني غير المسبوق، إذ شهدت فرنسا في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الهجمات التخريبية، استهدفت البنية التحتية الحيوية؛ مما أثار مخاوف جدية بشأن أمن الألعاب الأولمبية، في هذا الصدد سلّطت صحيفة "لو فيجارو" الضوء عن تفاصيل مثيرة حول هذه الهجمات والجهود الأمنية المُكثفة لمواجهتها.

موجة التخريب تضرب البنية التحتية الفرنسية

وفقًا لتقرير لو فيجارو، شهدت فرنسا في الفترة السابقة لانطلاق الألعاب الأولمبية سلسلة من الهجمات التخريبية الممنهجة، إذ تعرضت خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة لهجمات متزامنة في ثلاث مناطق مختلفة، إذ في ليلة الخميس إلى الجمعة، أحرق مجهولون محطات تحويل استراتيجية في ثلاث مناطق.

ولم تقتصر الهجمات على شبكة السكك الحديدية فحسب، بل امتدت لتشمل شبكات الاتصالات أيضًا، إذ تعرضت شبكات الألياف البصرية لشركتي "فري" و"إس إف آر" للتخريب في ست محافظات وهي "بوش دو رون، وأود، وواز، وإيرو، وموز، ودروم".

ووصفت شركة "إس إف آر" الهجوم بأنه "تخريب متعمد"، مشيرة إلى أن المهاجمين استخدموا فؤوسًا أو منشارًا كهربائيًا لقطع أجزاء كبيرة من الكابلات.

اعتقال مشتبه به يكشف خيوط المؤامرة

في تطور دراماتيكي، نجحت الشرطة الفرنسية في إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في حالة تلبس، إذ تم اعتقال ناشط يبلغ من العمر 29 عامًا يوم الأحد، في موقع تابع للسكك الحديدية الفرنسية في أواسيل بمنطقة السين البحرية، وكشفت "لو فيجارو" أن المشتبه به ينتمي إلى التيار اليساري المتطرف والحركة الفوضوية المستقلة.

وذكرت الصحيفة أن الشرطة عثرت بحوزة المشتبه به على معدات تخريبية ومفاتيح دخول لمنشآت السكك الحديدية، بالإضافة إلى كماشات قاطعة ومجموعة من المفاتيح العامة.

كما تم العثور على مواد أدبية مرتبطة بالأوساط المتطرفة، بما في ذلك كتاب بعنوان "دوار الشغب: من منطقة الدفاع إلى السترات الصفراء" للكاتب رومان هويت.

شكوك حول تواطؤ داخلي وتحقيقات موسعة

نقلت "لو فيجارو" عن مصادر مطلعة أن الدقة في استهداف البنية التحتية الحساسة، تثير شكوكًا جدية حول احتمال وجود تواطؤ من داخل شركة السكك الحديدية الفرنسية.

وأشارت المصادر إلى أن المهاجمين أظهروا معرفة دقيقة بالبنية التحتية؛ مما يشير إلى احتمال وجود تواطؤ بين صفوف عمال السكك الحديدية.

وفي إطار التحقيقات الجارية، جمع حوالي 50 خبيرًا من معهد البحث الجنائي التابع للأمن الوطني عينات من مواقع الهجمات.

وصرح وزير الداخلية الفرنسي في حكومة تصريف الأعمال، جيرالد دارمانان، أن الأجهزة الأمنية قد "حددت عددًا من الأشخاص" المتورطين في أعمال التخريب، مضيفًا أن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يعملون لحسابهم الخاص أم أنهم يخضعون لتوجيهات خارجية؟

بين مناهضة الرأسمالية ورفض الألعاب الأولمبية

كشف الصحيفة الفرنسية عن وجود رسالة دعم للمخربين، وصفها دارمانان، بأنها "إعلان مسؤولية "، وتبرر هذه الرسالة، الهجمات على البنية التحتية للسكك الحديدية بدعاوى أيديولوجية مثيرة للجدل.

إذ جاء في الرسالة: "السكك الحديدية ليست بنية تحتية عادية. لقد كانت دائمًا وسيلة لاستعمار أراضٍ جديدة، ومقدمة لتدميرها، وطريقًا ممهدًا لتوسع الرأسمالية والسيطرة الحكومية." كما زعمت الرسالة أن الألعاب الأولمبية، رغم مظهرها الترفيهي والودي، توفر "ساحة تجارب لإدارة الحشود بوليسيًا والتحكم الشامل في تحركاتنا".

تحديات أمنية مستمرة

مع استمرار فعاليات الألعاب الأولمبية في باريس، تواجه قوات الأمن الفرنسية تحديًا غير مسبوق في الحفاظ على سلامة المنشآت الرياضية والبنية التحتية الحيوية، إذ تشير "لو فيجارو" إلى أن الأجهزة الأمنية تخوض سباقًا مع الزمن لاعتراض من وصفتهم بـ "مقوضي الحلم الأولمبي".

ويبدو أن السُلطات الفرنسية تواجه معركة على جبهتين، وهما ضمان سير الألعاب الأولمبية بسلاسة وأمان من جهة، ومكافحة التهديدات الأمنية الداخلية من جهة أخرى.