يبدو أن فشل جميع الأجهزة الأمنية الذي تعرضت له دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، قد نسفت ما روجوا له بـ"الجيش الذي لا يقهر"، بعد حلقة كبيرة في سلسلة من اختراقات أمنية باتت فيما يبدو أمرًا عاديًا، من سهولة تسلل جنود وضباط مزيفين لقواعد عسكرية وسرقة أسلحة وذخيرة حتى إلقاء قنبلة داخل مقر وزارة الدفاع.
سرقة قاعدة بيت شيمش
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير لها، أنه تم اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة في قاعدة تابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة بيت شيمش، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في وقت من المفترض أن تكون قواعد الجيش تحت حراسة مشددة خلال الحرب.
وألقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي القبض على مشتبه به، أمس السبت، بعد تمكنه من التسلل إلى قاعدة عسكرية وهو يرتدي زي الجيش الإسرائيلي، وقيامه بإحداث أضرار بمركبات عسكرية وسرقة أسلحة من القاعدة.
وعثر بحوزة المشتبه له على مبلغ كبير من المال، فيما تحقق شرطة دولة الاحتلال في الحادث لمعرفة كيف تمكن المتهم من اختراق القاعدة وإحداث أضرار بها ومصدر الأموال التي عثر عليها في متعلقاته.
الجندي المزيف مع نتنياهو
وفي ديسمبر الماضي، كشف الجيش الإسرائيلي عن تمكن أحد مواطني دولة الاحتلال من التخفى في صورة جندي تارة، وتارة أخرى عضو جهاز الاستخبارات الداخلية في إسرائيل "الشاباك"، والقتال بجانب قوات الاحتلال في قطاع غزة، ثم قام بسرقة أسلحة ومعدات عسكرية وطائرة مسيّرة من مواقع قتال مختلفة، بعد أن التقط كذلك صورا مع رئيس حكومة الاحتلال ووزير الدفاع، وفق "يديعوت أحرونوت".
وتنكر "روي يافارح" (35 عامًا) في صور ضابط شرطة، ومقاتل في الجيش، وعضو في الشاباك، وعضو في وحدة "اليمام" الوطنية لمكافحة الإرهاب، واستطاع الوصول إلى مكان انعقاد مؤتمر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء ووزير الدفاع يوآف جالانت مع المقاتلين في غزة، والتقط صورة مع نتنياهو دون أن يعلم أحد أنه مزور"، وفق صحيفة "ماكو" العبرية.
وتجوّل الجندي المزيف في غلاف غزة لعدة أسابيع، وسرق بندقية "تابور" مملوكة لجندي في الجيش الإسرائيلي، وقنبلتي دخان، وطائرة بدون طيار، وأسلحة وذخائر بكميات كبيرة، منها قنابل يدوية وخراطيش ورصاص، والكثير من المعدات العسكرية ومعدات الشرطة، مثل الزي الرسمي وجهاز اتصال لاسلكي وغيرها، وفق "ماكو".
سرقة معلومات سرية
وفي يناير الماضي، تم الكشف عن ضابط مزيف بدأت قصته، كما روتها الصحف العبرية، أنه في ساعات الصباح الأولى من يوم 7 أكتوبر الماضي، قدّم شخص نفسه على غير الحقيقة أنه ضابط برتبة نقيب لمسؤولي الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك ضباط في القيادة الجنوبية، وانضمام إلى نشاط الجيش خلال القتال في قطاع غزة، رغم أنه لم يتم استدعاؤه إلى الاحتياط.
وعند اكتشاف الأمر، تم اعتقال المتهم في نهاية تحقيق مشترك أجراه جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية، وقدمت النيابة العامة في المنطقة الجنوبية بدولة الاحتلال لائحة اتهام ضده، وأوضحت أنه تمكن من الوصول إلى معلومات سرية على مستوى عالٍ من التصنيف، ووثقها بطرق مختلفة.
وتمكن الضابط المحتال من العمل في مقر القيادة الجنوبية العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، ووصل إلى معلومات سرية على مستوى عالٍ من التصنيف، ومعلومات سرية موثقة بطرق مختلفة وفي عدة مناسبات، كما تبادل هذه المعلومات مع السلطات المدنية والعسكرية التي لا يحق لها بذلك.
تجسس على الجيش
وفي فبراير الماضي، كشفت وزارة العدل الإسرائيلية قضية رجل بدوي إسرائيلي دخل قطاع غزة عام 2016 وانضم إلى حركة حماس، وفي ديسمبر الماضي اعتقله الجيش الإسرائيلي أثناء محاولته العودة إلى إسرائيل بتهمة الانضمام إلى حركة حماس والتجسس على الجيش الإسرائيلي.
وبحسب "القناة الـ13" العبرية، فإن جمعة أبو غنيمة (26 عامًا)، من سكان النقب من الشتات البدوي، يواجه لائحة اتهامات بالانضمام إلى حركة حماس، والتدريب مع مقاتلي النخبة بالحركة الفلسطينية على مهاجمة المدن الإسرائيلية والاستيلاء على مواقع استيطانية، وقدم تفاصيل للحركة الفلسطينية حول مواقع قواعد الجيش الإسرائيلي في الجنوب.
وفي عام 2021، تم سجن أبو غنيمة لمدة عامين من قبل حماس، بسبب عدم الالتزام بالقيود المفروضة عليه، وبعد قصف الجيش الإسرائيلي بالقرب من السجن الذي كان يقيم فيه في 7 أكتوبر، تم إطلاق سراحه مع جميع السجناء، وبعد ثلاثة أيام في غزة، حاول العودة إلى إسرائيل ليتم اعتقاله من قبل قوات الأمن.
دعوة للتمرد
وفي شهر مايو الماضي، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لجندي ملثم يدعو إلى التمرد ضد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف جالانت.
ووفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، كان الجندي الملثم يوجه الفيديو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا له أنهم كجنود لا ينوون تسليم ما وصفه بـ"مفاتيح غزة" لأي سلطة فلسطينية.
وردًا على الفيديو وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هذا السلوك، يعتبر خطيرًا وانتهاكًا لأوامر الجيش وقيمه، ويعتبر شبهة جنائية سيتم التحقيق فيها، وبحسب الصحيفة أمر رئيس الأركان بفتح تحقيق فوري مع القيادة على جميع المستويات.
إلقاء قنبلة بوزارة الدفاع
وفي يونيو الماضي، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن جنديًا إسرائيليًا ألقى قنبلة صوت على مدخل مبنى وزارة الدفاع بمعسكر تل هاشومير شرق تل أبيب.
وأبلغت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن شخصًا في الجيش معروف بحوادث عنف سابقة وصل منشأة الوزارة في تل هشومير، وألقى جسمًا مشبوهًا تسبب في انفجار بساحة انتظار المنشأة دون وقوع إصابات أو أضرار، ولاذ المشتبه به بالفرار، وفي أثناء الحادث أطلق حارس أمن النار في الهواء.