الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"إدموندو" يواجه "مادورو".. أنظار العالم تتجه لانتخابات فنزويلا

  • مشاركة :
post-title
نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

ساعات قليلة وتنطلق الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، ليقرر الناخبون، غدًا الأحد، ما إذا كانوا سيعيدون انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو الذي يسعى إلى ولاية ثالثة مدتها ست سنوات، أو يمنحون المعارضة فرصة للوفاء بوعدها بإلغاء سياسات الحزب الحاكم التي تسببت في عدة أزمات.

توحد المعارضة

واجتمعت أحزاب المعارضة المنقسمة تاريخيًا خلف مرشح واحد، ما أعطى الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا التحدي الانتخابي الأكثر خطورة في الانتخابات الرئاسية منذ عقود، حسب "أسوشيتد برس".

ويواجه "مادورو" تحديًا من الدبلوماسي السابق إدموندو جونزاليس أوروتيا، الذي يمثل المعارضة المتجددة، وثمانية مرشحين آخرين، ما يهيئ بعض الأسباب لجعل هذه الانتخابات مهمة للعالم.

تأثير الهجرة

دفع عدم الاستقرار في فنزويلا، خلال العقد الماضي، أكثر من 7.7 مليون شخص إلى الهجرة، وهو ما وصفته وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأنه أكبر هجرة في تاريخ أمريكا اللاتينية الحديث، ما يجعل تأثير الانتخابات كبيرًا على تدفقات الهجرة بغض النظر عن الفائز.

زعيم المعارضة الرئيسي

ويعد الاسم الأكثر تداولًا في السباق "ماريا كورينا ماتشادو" خارج المنافسة، التي برزت كنجمة معارضة في عام 2023، بعد ما ملأت الفراغ الذي خلّفه فرار جيل سابق من زعماء المعارضة إلى المنفى.

وحشدت "ماتشادو" هجماتها على الفساد للتصويت لها في الانتخابات التمهيدية للمعارضة في أكتوبر الماضي، لكن أُعلن حينها أن الانتخابات التمهيدية غير قانونية وفتحت الحكومة تحقيقات جنائية ضد بعض منظميها، وانتهى الأمر بتأييد المحكمة العليا في البلاد قرارًا بمنعها من المشاركة في الانتخابات.

وواصلت حملتها الانتخابية، وعقدت تجمعات في جميع أنحاء البلاد وحوّلت حظر ترشحها إلى رمز لفقدان الحقوق وأعلنت دعمها لـ"إدموندو جونزاليس أوروتيا"، السفير السابق الذي لم يشغل منصبًا عامًا قط، ما ساعد المعارضة المنقسمة على التوحد.

الرئيس نيكولاس مادورو يلوح لأنصاره

لماذا يعاني مادورو؟

وتراجعت شعبية مادورو بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، فيما لا يزال بوسعه أن يعتمد على مجموعة من المتعصبين المعروفين باسم "تشافيز"، بما في ذلك ملايين الموظفين العموميين وغيرهم ممن تعتمد أعمالهم أو وظائفهم على الدولة.

ويعد مادورو وريث "هوجو تشافيز"، الاشتراكي الشعبي الذي عمل على توسيع دولة الرفاهة في فنزويلا، الذي كان مريضًا بالسرطان، فاختار مادورو ليتولى منصب الرئيس المؤقت بعد وفاته، وتولى المنصب في مارس 2013، وفي الشهر التالي فاز بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي أعقبت وفاة معلمه، وأعيد انتخابه عام 2018، في منافسة أحيطت بالعديد من الشبهات.

أزمة صناعة النفط

تتمتع فنزويلا بأكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في العالم، لكن إنتاجها انخفض على مدى عدة سنوات، ويرجع ذلك جزئيا إلى سوء الإدارة الحكومية والفساد المستشري في شركة النفط المملوكة للدولة.

وفي أبريل الماضي، أعلنت الحكومة الفنزويلية اعتقال طارق العيسمي، وزير النفط القوي وحليف مادورو، بشأن مخطط مزعوم أدى على ما يبدو إلى اختفاء مئات الملايين من الدولارات من عائدات النفط.

وفي الشهر نفسه، أعادت الحكومة الأمريكية فرض العقوبات على قطاع الطاقة في فنزويلا، حيث تجعل العقوبات من غير القانوني للشركات الأمريكية التعامل مع شركة النفط الوطنية الفنزويلية المعروفة باسم PDVSA دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الخزانة الأمريكية، وقد تقرر نتيجة الانتخابات ما إذا كانت هذه العقوبات ستظل سارية أم لا.

استطلاعات رأي تظهر تفوق إدموندو على مادورو

ملعب غير متكافئ

في العام الماضي، بدا إجراء انتخابات رئاسية أكثر حرية ونزاهة أمرًا واردًا، عندما وافقت الحكومة على العمل مع ائتلاف المنصة الموحدة الذي تدعمه الولايات المتحدة لتحسين الظروف الانتخابية في أكتوبر 2023.

وأدى الاتفاق على شروط الانتخابات إلى حصول حكومة مادورو على إعفاء واسع النطاق من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على قطاعات النفط والغاز والتعدين التي تديرها الدولة.

لكن بعد أيام قليلة، ذكرت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في فنزويلا أن الحكومة صعدت من قمع المنتقدين والمعارضين قبل الانتخابات، حيث أخضعت الأهداف للاحتجاز والمراقبة والتهديدات والحملات التشهيرية والإجراءات الجنائية التعسفية.

الثقة في نزاهة الانتخابات

وتظهر استطلاعات الرأي أن إدموندو جونزاليس أوروتيا، الذي يمثل ائتلاف المعارضة، يتقدم بشكل كبير على مادورو، وفق "أكسيوس".

ووفقًا لأحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب، قال 26% فقط من الفنزويليين في أواخر عام 2023 إنهم يثقون في نزاهة الانتخابات، بينما قال 68% إنهم يواجهون صعوبة في تحمل تكاليف الطعام، وقال 54% إنهم لا يشعرون بالأمان أثناء المشي بمفردهم في الليل.

ويقول خيسوس ريوس، المدير الإقليمي لمؤسسة جالوب في أمريكا اللاتينية: "لقد اتسم عهد مادورو بقدر كبير من الإحباط بين السكان"، مضيفا "عندما يرى جالوب هذا النوع من الاستجابات السلبية في بلدان أخرى، نرى تغييرات في الحكومة، ونرى ثورات، ونرى صراعات".