أمس الخميس، لم تقدم حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، نيكي هيلي أي اعتذار عن "الأشياء الصعبة" التي قالتها عن الرئيس السابق دونالد ترامب خلال معركتهما التمهيدية المرهقة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، لكنها قالت للمذيع جيك تابر من شبكة CNN إنها لا تشك في قرارها بدعمه ضد المرشحة الديمقراطية المفترضة كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر.
وتأتي تعليقات هيلي في أعقاب قرارها بتأييد ترامب، والتحدث في مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع الماضي بعد انتخابات تمهيدية مضطربة للجمهوريين، والتي هاجمت خلالها الرئيس السابق، مرارًا وتكرارًا، ووصفته بأنه "سام" و"غير متوازن" و"يفتقر إلى الوضوح الأخلاقي".
وفي المقابلة، تجاهلت هيلي الخطاب باعتباره مجرد جزء من الحملة الانتخابية "لقد قلت الكثير من الأشياء القاسية عنه، وقال الكثير من الأشياء القاسية عني. هذا ما يحدث في الحملات، لا أعتقد أننا بحاجة إلى الاعتذار أو التراجع عن أي شيء".
وعندما سألها تابر عن تعليقاتها السابقة التي أشارت فيها إلى أنها لا تعرف ما إذا كان ترامب سيلتزم بالدستور إذا أعيد انتخابه، وقالت: "آمل أن يفعل ذلك. وآمل أن يلتزم أي رئيس بالدستور. لكنني أعتقد أن الشعب الأمريكي بحاجة إلى المطالبة بذلك".
هاريس وترامب
في أول مقابلة لها منذ تأييدها لترامب وتحدثها في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أشارت هيلي إلى أن قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من السباق يوم الأحد لم يكن مفاجئًا.
وقالت: "لم أتفاجأ ولم أشعر بالسعادة تجاهه. أعتقد أنني طوال الحملة الانتخابية كنت أكافح من أجل اختبارات الكفاءة العقلية، لم أفعل ذلك لأكون وقحة، بل لأنني أعتقد أن الأمر لا يتعلق فقط بجو بايدن".
وأضافت: "لم أكن أتوقع أبدًا أن يصل إلى الانتخابات. لطالما قلت إن التصويت لصالح جو بايدن هو بمثابة تصويت لصالح كامالا هاريس، وأعتقد أن هذا هو ما يحدث الآن".
وزعمت هيلي أن قرار الديمقراطيين بترشيح هاريس "أعطاهم المرشح الأضعف الذي يمكنهم تقديمه".
وفسّرت قولها بأن نائبة الرئيس أكثر تقدمية بكثير من جو بايدن "لذا، فإن حقيقة تعيينهم لكامالا هاريس -وهي إشادة بتعيين شخص أصغر سنًا- وحقيقة تعيين أحد أكثر الساسة ليبرالية، ستكون مشكلة على الأرجح".
وانتقدت هيلي الجمهوريين الذين هاجموا هاريس باعتبارها مرشحة "التنوع والإنصاف والشمول"، معتبرة أن هناك طرقًا أفضل لمهاجمة نائب الرئيس.
وانتقدت هيلي كلا من هاريس ومرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، السيناتور عن ولاية أوهايو، جي دي فانس، لعدم حضورهما خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس يوم الأربعاء.
وفي حديثها مع تابر، واصلت هيلي، التي شغلت منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب، الدعوة إلى سياسة خارجية قوية، وهو الموقف الذي وضعها في خلاف مع الجناح الانعزالي في حزبها، بما في ذلك نائب الرئيس المحتمل فانس.
وحثت هيلي ترامب وفانس على الوقوف في وجه روسيا بشأن أوكرانيا "أعتقد أن هناك انقسامًا في الحزب الجمهوري بشأن المكان الذي يجب أن نتخذه في السياسة الخارجية. عندما تحصل روسيا على القليل، فإنها تريد المزيد والمزيد. وهذا من شأنه أن يرسل إشارة تحذير إلى ترامب وفانس".
مع هذا، دافعت هيلي أيضًا عن سجل ترامب بشأن روسيا خلال ولايته الأولى "أعلم أن ترامب نجح في إبعاد الدكتاتوريين، وهذا ما آمل أن يستمر في فعله".
نائبة محتملة
بالتزامن مع حديث هاريس التلفزيوني، توقع مستشار سابق للرئيس السابق بيل كلينتون، أن يقوم دونالد ترامب باستبدال منافسته السابقة هيلي بمرشحه الحالي فانس كنائب للرئيس.
وفي حين أصر ترامب، علنًا، على أنه سعيد بفانس، قائلاً إنه يقوم بعمل رائع، وقد حظي باستقبال جيد للغاية من الجمهور خلال مقابلة مع "فوكس نيوز" أمس الخميس؛ لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن ما إذا كان سيناتور أوهايو يمكن أن يكون عبئًا على الجمهوريين في نوفمبر، كما ذكرت مجلة "نيوزويك".
وأشار بول بيجالا، الذي عمل مستشارا للبيت الأبيض وكبير الاستراتيجيين خلال حملة كلينتون الناجحة عام 1992، خلال ظهوره على شبكة CNN مساء الخميس، إلى أن ترامب قد يقرر التخلص من فانس لصالح السفيرة السابقة للأمم المتحدة نيكي هيلي.
وعلّق بيجالا، خلال حلقة نقاشية حول مقابلة جيك تابر مع هيلي، إن السفيرة السابقة كانت تقوم بحملة للحصول على منصب نائب الرئيس، وأن الديمقراطيين "وضعوا سابقة" بتغيير ترشيحهم الرئاسي.
وقال: "هناك احتمالات ضئيلة للغاية بأن يستبعد الجمهوريون مرشحهم لمنصب نائب الرئيس من الترشح. لقد كان فاشلاً. وهو أول مرشح لمنصب نائب الرئيس من أي من الحزبين منذ عام 1980 يبدأ في تسجيل انخفاض في معدلات تأييده".
وقد واجه فانس ردود فعل عنيفة سابقًا بسبب دعمه لحظر الإجهاض على المستوى الوطني. كما قال ذات مرة إن البلاد يديرها "سيدات قطط بلا أطفال وبائسات في حياتهن"، وهو التعليق الذي أدانته منذ ذلك الحين النساء على طرفي الطيف السياسي.
وأضاف بيجالا: "إنه -جيه دي فانس- ليس جيدًا في الخطاب الانتخابي. أنا لا أحب ترامب لكنه حقًا يتمتع بكاريزما، لكن فانس حتى الآن، ممل. هذه امرأة -هيلي- تخوض حملة للحصول على بطاقة الترشح".
وتساءل مستشار كلينتون السابق "ما هو السباق المختلف الذي سيكون لدينا" لو اختار ترامب هيلي بدلاً من فانس، مؤكداً أنها ستعمل "كجسر" للناخبين المتأرجحين المحتملين الذين يتوق إليهم كلا الحزبين.