لأكثر من 25 عامًا تولت نشوى بلال، مديرة مشروعات منظمة العمل الدولية في مصر، العديد من المناصب بالمنظمة الأممية، وأدارت عددًا من المشروعات الخاصة بتوظيف الشباب وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، فضلا عن دعم العديد من مشروعات المنظمة، بشأن عمالة الشباب في تونس، والسودان، وجنوب السودان.
وأجرى موقع "القاهرة الإخبارية"، حوارًا مع نشوى بلال، التي لديها معرفة واسعة ببرامج منظمة العمل الدولية متعددة التخصصات في مصر، تحدثت فيه عن (تشغيل الشباب في مصر، خلق فرص عمل وتنمية القطاع الخاص "روابط")، ومشروع التمكين الاقتصادي فى إطار برنامج "فرصة".
تتمثل المهمة الرئيسية للمكتب الإقليمي للدول العربية بمنظمة العمل الدولية، في تعزيز العدالة الاجتماعية، والعمل اللائق وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 في الدول العربية، وينفذ برامج مبتكرة تسترشد بالركائز الأربع لجدول أعمال العمل اللائق "إيجاد الوظائف وتطوير المنشآت، الحماية الاجتماعية، معايير وحقوق العمل، والحوار الاجتماعي"، وإلى نص الحوار: -
البطالة لها تأثير كبير على تقدم الدول، فماذا عن مشروع المنظمة لتشغيل الشباب في مصر؟
مشروع منظمة العمل الدولية "تشغيل الشباب في مصر: خلق فرص عمل وتنمية القطاع الخاص في مصر "روابط"، الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع وزارة التعاون الدولي المصرية، بتمويل من وزارة الخارجية النرويجية، يهدف إلى خلق فرص عمل للشباب والفتيات، من خلال تنمية القطاع الخاص، خاصة في المناطق الريفية، واعتمدنا في ذلك على منهجية تنمية سلسلة القيمة، حيث يتم اختيار القطاعات الأكثر نموًا في المناطق الريفية، التي لها القدرة على التشغيل، ونضع في الاعتبار أن ذلك يتم على مدار سلسلة القيمة في مختلف المراحل من إنتاج وصناعة وتسويق وتوزيع، حيث إن المنظمة معنية بقطاع التشغيل، ويدرس المشروع القطاعات الأكثر نموًا لتحسين ظروف العمل، ومدى إمكانية مساعدتها لخلق وظائف لائقة.
ماذا عن مبادرة "حياة كريمة" ومدى ارتباط عمل مشروع "روابط" بقراها؟
يهدف مشروع "روابط" إلى التشغيل والتمكين الاقتصادي فى المناطق الريفية، وتعاونا مع المبادرة الرئاسية لتنمية الريف المصري "حياة كريمة" في مركز زفتى بمحافظة الغربية كفرصة ملائمة بشكل كبير، إذ نعمل على التمكين الاقتصادي؛ بهدف إنشاء شركات صغيرة للشباب والفتيات، والاهتمام بالاقتصاد الأخضر.
واخترنا 6 من شباب المهندسين في المنطقة وتدريبهم على تقنية وحدات الغاز الحيوي وصيانتها، ونفذنا 48 وحدة، ضمن إطار مبادرة "حياة كريمة"، كما قمنا بمبادرة أخرى للتمكين الاقتصادي للمرأة في عدد من قرى زفتى، ودربنا 240 سيدة على مهارات ريادة الأعمال، وتم إقراض 120 سيدة بقروض مُيسرة؛ لإنشاء مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، وتدريبهن على بعض الحرف، مثل الخياطة أو تربية الدواجن، لتقديم نموذج للتنمية الاقتصادية للأهالي بقرى المبادرة.
ما القطاعات التي دعمها مشروع "روابط"، ولماذا؟
دعم المشروع قطاعات عدة مثل "الألبان، الأجهزة المنزلية، والملابس الجاهزة"، لما لهم من قابلية في خدمة المناطق الريفية، وقدرة هذه القطاعات على النمو واستقطاب العمالة، ويتم العمل في هذه القطاعات بشكل مؤسسي من خلال غرفتي "الصناعات الغذائية، والهندسية"، والمجلس التصديري للصناعات الهندسية، ومركز تحديث الصناعة وغيرهم، ويتم تحديد شركات رائدة في هذه القطاعات للعمل على تنمية سلاسل الإمداد الخاصة بهم في كل قطاع.
ماذا عن المشروعات المهتمة بقطاع الألبان؟
درس مشروع "روابط" سلسلة القيمة لقطاع الألبان من حيث مراحل الإنتاج إلى التسويق ودراسة الخدمات المساعدة المقدمة لهذا القطاع، من حيث (الخدمات البيطرية، خدمات الإرشاد الزراعي، التغذية السليمة، والتدريبات الفنية المتخصصة"، بجانب الوصول إلى التمويل. وتم أيضًا دراسة القوانين والإجراءات الحاكمة لهذا القطاع، ومن هنا نُفذت أنشطة من شأنها رفع جودة وإنتاجية اللبن المنتج لدى 400 أسرة من صغار المزارعين، لتحسين مستوى معيشتهم في مركز قطور بمحافظة الغربية، وتنفيذ أنشطة أخرى مع مستوى آخر من سلسلة الإمداد، حيث يتم العمل مع 3 مراكز لتجميع الألبان، لضمان حصولهم على اعتماد وزارة الزراعة المصرية مع تنفيذ اشتراطات هيئة سلامة الغذاء.
ومن أجل استدامة الخدمات المقدمة من المشروع، تم إنشاء شركة خضراء، هي شركة "روابط" من خريجي كليات الطب البيطري والزراعة، من نفس المجتمع المستهدف لتقديم نفس الخدمات لهذا المجتمع وبطهم بمراكز تجميع الألبان.
ماذا عن دعم مشروع "روابط" لقطاع الأجهزة المنزلية؟
بعد دراسة واسعة النطاق أجراها المشروع للسوق ومعطيات الاقتصاد في الفترة الماضية، خاصة مع جائحة كورونا (كوفيد 19)، حدد مشروع "روابط" قطاع الأجهزة المنزلية كواحد من القطاعات الواعدة التي تتمتع بإمكانات عالية للنمو الشامل والتمكين الاقتصادي، تم رفع كفاءة المصانع وتحفيز إنتاجيتها، وتحسين تنافسيتها، بما يعزز من فرص نموها، وبالتالي توفير فرص عمل لائقة، وهو ما ينعكس أثره على دعم تحقيق التنمية الاقتصادية الريفية.
ومن خلال المشروع تم تقديم الدعم لـ16 شركة مغذية في قطاع الأجهزة المنزلية، استطاع تحقيق النتائج التالية، وهي رفع الإنتاجية بنسبة 10%، وانخفاض عيوب الإنتاج بنسبة 80%، والغياب بنسبة 60%، ونسبة مخلفات الإنتاج بنسبة 75%.
ماذا عن عمل مشروع "روابط" مع القطاع الخاص؟
العمل مع القطاع الخاص ضروري ومهم جدًا، خاصة في مجال تشغيل الشباب، حيث إنه القطاع القادر على توفير فرص عمل لأكبر عدد من الشباب مع تهيئة بيئة وظروف العمل اللائق، وللمشروع شراكة جيدة في الغرفة الصناعية التابعة لاتحاد الصناعات المصرية؛ لتشجيع مشاركة الشركات الرائدة في أنشطة المشروع، ونشر الدروس المستفادة كتجربة للقطاعات المعنية.
ماذا عن دور مشروع "روابط" في دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر؟
يدعم مشروع تشغيل الشباب في مصر، المنشآت ويجب هنا التفرقة بين الدعم المقدم للشركات الصغيرة القائمة، والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، التى يمكن إنشاؤها.
بعد شركات الأجهزة المنزلية، قدم مشروع (روابط) العديد من البرامج التدريبية لـ14 شركة في قطاع الملابس الجاهزة، كما قدم العديد من البرامج التدريبة للشركات، مثل برنامج سكور (SCORE)، الذي يهدف إلى تحسين استدامة تنافسية ومسئولية الشركات، كما قدم برنامج "IYB.. حسن مشروعك"، الذي يهدف إلى تحسين إدارة الأعمال، و على صعيد الشركات الناشئة، يقدم مشروع "روابط" برنامج "كيف تبدأ مشروعك" الذي استفاد منه صغار المزارعين في المناطق الريفية، ضمن مبادرة "فرصة" بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي في مصر.
ومن خلال مشروع "آي روابط" و"آي فرصة"، تمكنا من الوصول إلى أكثر من 923 شابًا وفتاة، وتم إنشاء 245 مشروعًا، نجحوا في تشغيل 504 شباب وفتيات.
ماذا عن دعم الاقتصاد الأخضر؟
يعمل مشروع تشغيل الشباب التابع لمنظمة العمل الدولية، على التوجه إلى المشروعات التي تدعم الاقتصاد الأخضر، منها ما تم تقديمه في مشروع البايو جاز "الغاز الحيوي"، الذي ساعد الفلاحين على التخلص من روث الحيوانات بشكل جيد، بل والاستفادة منه أيضًا، وتقليل استهلاك أسطوانات الغاز، من خلال العمل مع أكثر من 400 فلاح يمتلك كل منهم 2 رأس ماشية على الأقل، مما يوفر على الأقل 3 أسطوانات غاز شهريًا، وكذلك استخدامه كسماد عضوي غير الضار بالزراعة.
ماذا عن دور المنظمة التوعوي بالاقتصاد الأخضر تزامنا مع استضافة مصر لـ COP27 في 2022؟
بالطبع هناك دور توعوي للمنظمة بالاقتصاد الأخضر، ليس توعية فقط.. بل دعم أيضًا، حيث نظمنا من خلال المنظمة مسابقة لعدد من الشباب لإنشاء شركات للغاز الحيوي، وتم تدعيمهم بنموذج استثماري كامل؛ لدعم وتعزيز مشروعاتهم ورفع سلسلة القيمة لمشروعاتهم، بالإضافة إلى تدريبهم تم مساعدتهم في عملية اعتمادهم من مؤسسة الطاقة الحيوية التابعة لوزارة البيئة وإنشاء شركاتهم الخاصة، ومن ضمن هذه الشركات حصلت شركة على المركز الأول في المبادرة الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية على مستوى محافظة الغربية، على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ COP27، والتي عقدت بمدينة شرم الشيخ (شرق البلاد).
ماذا عن تمكين المرأة خاصة في المناطق الريفية؟
منظمة العمل الدولية تهتم بتمكين المرأة، خاصة في مناطق الريف وتعمل على تسهيل عملها، من خلال دعمها بالتدريب وتعزيز مهارتها ومساعدتها في دراسة السوق واحتياجاته، لتتمكن من تأسيس مشروعها الخاص بما يتناسب مع البيئة التي تعيش فيها حتى لا تضطر للانتقال إلى العمل بمناطق بعيدة، وأطلقت المنظمة مبادرة برنامج "النساء يمضين قدمًا"، من خلال تعليمهن دراسة السوق ومتطلباته والإنتاج المطلوب والفصل بين ميزانيتها وميزانية المشروع، من خلال تعزيز مهاراتهم ببرامج ريادة الأعمال والشمول المالي، ولا نقف عند حد التدريب، لكن نقوم بعملية متابعة مستمرة، من خلال هذه المبادرة استطاع المشروع دعم وتمكين 1290 أسرة اقتصاديًا.