عاش عشرات المهاجرين من مسلمي الروهينجا الفارين من اضطهاد ميانمار، أسوأ ظروف هجرة، حيث أفادت تقارير أممية بأن هناك 190 منهم عالقين في مركب بين بحر أندامان وخليج البنغال، بينهم أطفال منذ ما يقرب من شهر، دون إمدادات غذائية أو تمكنهم من نزول أي دولة، في الوقت الذي أفادت تقارير بوفاة ما يصل من 20 منهم لعدم حصولهم على مياه كافية وإمدادات غذائية طوال هذه الفترة مع انخفاض درجات الحرارة وموجات البرد.
حمّلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جميع الدول مسؤولية السماح لهم بالنزول بأمان خلال كل هذه الفترة، لافتة إلى أنه تم تجاهل مناشداتها المتكررة لإنقاذ نحو 190 شخصًا على حافة الموت في قارب عالق بين بحر أندامان وخليج البنغال.
وأكدت المفوضية أنها طلبت مرارًا من جميع دول المنطقة، أن تجعل إنقاذ الأرواح من أولوياتها، وطالبت باتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأرواح والسماح للركاب بالإنزال.
ووفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن هناك أكثر من 723 ألف معظمهم من النساء والأطفال وبينهم أطفال حديثو الولادة، بعد أن اندلعت أعمال العنف في ولاية راخين بميانمار.
وأشار تقرير المفوضية إلى أنه لجأ أكثر من نصف القادمين إلى مخيمي اللاجئين القائمين في كوتوبالونج ونايابارا، وإلى المواقع المؤقتة التي كانت قائمة قبل التدفق، وانضم البعض إلى أقاربهم، بينما ذهب البعض الآخر للحصول على المساعدات والخدمات، مما تسبب في ضغوط كبيرة على المنشآت القائمة.
وقالت إندريكا راتواتي، مدير المفوضية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: "يجب ألا تستمر هذه المحنة والمأساة المروعة، هؤلاء بشر سواء رجال ونساء وأطفال. نحن بحاجة إلى رؤية دول المنطقة تساعد في إنقاذ الأرواح وعدم ترك الناس يموتون".
ولفت المسؤول الأممي إلى أنه منذ التقارير الأولى عن رؤية القارب في المياه التايلندية، تلقت المفوضية معلومات لم يتم التحقق منها عن قارب تم رصده بالقرب من إندونيسيا، ومن ثم قبالة سواحل جزر أندامان ونيكوبار في الهند، وتشير التقارير إلى أن القارب عاد مجددًا نحو الشرق، وهو موجود في بحر أندامان، شمال أتشيه.
وأضاف راتواتي أنه لأمر مفجع أن نعلم أن الكثير من الناس قد فقدوا حياتهم بالفعل، بما في ذلك الأطفال. للأسف، هذا الأمر يجعل هذا العام واحدًا من أكثر الأعوام دموية في بحار المنطقة.
وقال المسؤول الأممي، إنه من الصعب على مفوضية اللاجئين التحقق من المعلومات، إلا أنه إذا ثبتت الوافيات المزعومة، فسيرتفع عدد القتلى والمفقودين في خليج البنغال وبحر أندامان إلى ما يقرب من 200 شخص في عام 2022، وهو رقم صادم نحو 10 في المئة مما يقدر بنحو ألفي شخص، قاموا برحلات بحرية محفوفة بالمخاطر في المنطقة، عام 2022.
ومن جانبها، قالت سيوبان مولالي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالاتجار في البشر، بوقت سابق، إن تغير المناخ يؤثر بشكل خاص على المناطق الساحلية ويؤدي إلى زيادة النزوح والهجرة إلى المراكز الحضرية، وفقدان سبل العيش. وقالت: "يؤدي هذا إلى زيادة مخاطر الاستغلال، فيما يتنقّل الأطفال والأسر، دون حماية أو سبل عيش أو مأوى".
وأضافت المقررة الخاصة أن الوضع في المخيمات أدى إلى زيادة الإحباط ومخاطر الاستغلال، في ظل عدم الحصول على عمل أو تعليم وتدريب رسمي والقيود المفروضة على الحركة، بما في ذلك من خلال الاتجار لأغراض زواج الأطفال والاستغلال الجنسي والعمل القسري".
ودعت المسؤولة الأممية إلى توسيع نطاق الحماية للاجئي الروهينجا ضحايا الاتجار، خاصة داخل المخيمات بما في ذلك توسيع فرص إعادة التوطين، والعودة الطوعية إلى الوطن وفقًا للقانون الدولي".