الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تسريبات وانتقادات.. أوروبا تكشف مخاوفها من رئاسة هاريس المحتملة

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية المحتملة لخوض الانتخابات

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بعد إعلان الرئيس جو بايدن، انسحابه من السباق الرئاسي، فتح الباب أمام نائبته كامالا هاريس لتصبح المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي؛ ما أثار موجة من التساؤلات والشكوك في أوروبا حول قدرة هاريس على قيادة الولايات المتحدة وهزيمة دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل، في هذا الصدد كشفت مجلة "بوليتيكو" عن المواقف الأوروبية المترددة تجاه هاريس، مُسلطة الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها في إقناع حلفاء أمريكا التقليديين بقدراتها القيادية وكفاءتها السياسية.

انتقادات حادة خلف الأبواب المغلقة

كشف تقرير "بوليتيكو" عن تسجيل صوتي مسرب لإيزابيل شنابل، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، تنتقد فيه هاريس بشدة غير معهودة.

وصفت شنابل نائبة الرئيس الأمريكي بأنها "غير مرئية"، متنبئة بأنها "لن تفوز أبدًا في الانتخابات".

وأضافت شنابل في تعليقات نقلتها المجلة لأول مرة: "كان يجب عليهم بناء مرشح آخر غير كامالا هاريس منذ البداية.. إنه أمر ميؤوس منه.. لا أعرفها حتى لأنها كانت غير مرئية للغاية".

هذه التصريحات، التي تم التقاطها عبر ميكروفون مفتوح قبل إحدى الفعاليات في فبراير الماضي، تعكس مخاوف عميقة داخل الأوساط السياسية الأوروبية حول قدرة هاريس على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ورغم نفي البنك المركزي الأوروبي لهذه التصريحات، واصفًا إياها بـ"المضللة"، إلا أن التقرير يشير إلى وجود انتقادات مماثلة من مسؤولين أوروبيين آخرين، خاصة فيما يتعلق بأسلوب هاريس الدبلوماسي وخطاباتها العامة.

أداء متباين في المحافل الدولية

وفقًا لـ"بوليتيكو"، أظهرت هاريس شخصية مزدوجة في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على التواصل الفعال مع الجمهور الدولي.

فمن ناحية، كانت تدخلاتها العامة مكتوبة بدقة ومقروءة عبر شاشة العرض، مما أدى إلى أداء متصلب وغير عفوي، كما وصف التقرير خطابها في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2023 بأنه "تم استقباله بشكل سيئ للغاية، حيث فشلت خطوط التصفيق في إثارة حماس الجمهور ولم تنجح في التواصل مع الحضور".

ومن ناحية أخرى، أظهرت هاريس جانبًا أكثر انخراطًا وجاذبية في اجتماعاتها غير الرسمية، إذ وصف مسؤولان التقيا بها خلال المؤتمر أداءها في الاجتماعات الخاصة بأنه أكثر حيوية وكاريزما، خاصة عند مناقشة مبادرة البحار الثلاثة، وهي سياسة أمريكية تهدف إلى بناء روابط بين بحار البلطيق والأدرياتيكي والأسود.

العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

تلفت "بوليتيكو" النظر إلى أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي لم يبذلوا جهدًا كافيًا لتوطيد العلاقات مع هاريس، معتمدين بشكل مفرط على قوة العلاقات مع إدارة بايدن، إذ إن العلاقات عبر الأطلسي قد تعززت بشكل كبير في الأشهر التي تلت الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، حيث عملت واشنطن وبروكسل يدًا بيد في جهود صد فلاديمير بوتين.

ومع ذلك، مع انخراط فريق بايدن بشكل كبير، لم يبذل مسؤولو الاتحاد الأوروبي جهدًا كافيًا للتواصل مع هاريس.

نقلت المجلة عن مسؤول أوروبي رفيع قوله: "هناك حجة تقول إن الاتحاد الأوروبي كان يجب أن يبذل المزيد من الجهد لتنمية العلاقات مع هاريس، نظرًا لسن بايدن، لكن من ناحية أخرى، لم تجعل الأمر سهلًا، لم يكن من السهل إيجاد مناسبات للقاء هاريس".

يشير التقرير إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي أعيد انتخابها لفترة خمس سنوات، عقدت اجتماعًا ثنائيًا واحدًا فقط مع هاريس على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في عام 2022، رغم لقائهما في مناسبات دولية أخرى.

التحضير لرئاسة مُحتملة

رغم الانتقادات والشكوك، تشير "بوليتيكو" إلى أن المسؤولين الأوروبيين يحاولون فهم هاريس بشكل أفضل، متطلعين إلى اختيارها لنائب الرئيس لفهم توجهاتها المحتملة إذا أصبحت رئيسة.

ونقل التقرير عن مسؤول بريطاني قوله: "سيجري الكثير من العمل لرسم خريطة لما ستبدو عليه رئاسة كامالا وما تفكر فيه وتشعر به حيال القضايا، وكيف نتعامل معها ومع الأشخاص المحيطين بها، أعتقد أننا بحاجة حقًا إلى رؤية نائب لها، ومن ثم يمكننا تقييم التذكرة بأكملها والتعمق في كل جزء منها".

دبلوماسية حذرة

رغم الانتقادات الخاصة والشكوك الداخلية، تحرص الشخصيات السياسية الأوروبية على إظهار موقف إيجابي علني تجاه هاريس، في محاولة واضحة للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية الإيجابية. فقد نقلت "بوليتيكو" عن وزيرة الخارجية البلجيكية هاجة لهبيب، قولها: "أتمنى كل الخير لكامالا هاريس، إنها امرأة قوية، أتمنى لها كل الخير".

كما أشاد رودريش كيسويتر، النائب البارز في لجنة الشؤون الخارجية في برلين، بهاريس قائلًا: "لقد رأيت نائبة الرئيس هاريس في كل ظهور لها في مؤتمر ميونيخ للأمن ووجدتها امرأة كاريزمية وذكية ومرحة ملتزمة بوضوح بمعتقداتها عبر الأطلسية".

ومع ذلك، يبدو أن السؤال الحاسم الذي لا يُطرح علنًا، هو ما إذا كانت هاريس تمتلك ما يلزم لهزيمة ترامب والوصول إلى البيت الأبيض. نقل التقرير عن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قوله في مقابلة مع "بوليتيكو": "بافتراض أنها المرشحة، أعتقد أنه من غير المناسب لنا كأوروبيين التدخل في الانتخابات الأمريكية، لكن من المناسب بالتأكيد أن نستعد لجميع الاحتمالات".