قبل ساعات، خرج شاغل المكتب البيضاوي، الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليُنهي الجدل الدائر طيلة شهر تقريبًا منذ مناظرته الرئاسية الأولى مع منافسه الجمهوري وسلفه دونالد ترامب، مًعلنًا تخليه عن مساعي الترشح لفترة ثانية.
وفي بيان إعلان انسحابه، قال بايدن: "على الرغم من أنني كنت أنوي الترشح لإعادة انتخابي، إلا أنني أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلادي أن أتنحى وأركز فقط على أداء واجباتي كرئيس خلال الفترة المتبقية من ولايتي".
وجاء إعلان الانسحاب قبل أقل من شهر من مؤتمر الحزب الديمقراطي لتسمية مرشحه الرئاسي رسميًا، وقبل بضعة أشهر من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، ليصبح "قرار غير مسبوق في العصر السياسي الحديث"، حسب تعبير شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
ولكن، حتى قبل انسحاب بايدن، كانت هناك تكهنات كثيرة حول مرشحين محتملين آخرين للوقوف ضد ترامب في نوفمبر المقبل. رغم أن الأخير أعلن تسليم تركة حملته لنائبته كاملا هاريس، التي أسرعت بالقول "يشرفني أن أنال تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسأسعى للفوز بالترشح في الانتخابات الرئاسة".
وأضافت كامالا، في بيان لها، الأحد: "سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتنا لهزيمة دونالد ترامب".
وترى وسائل الإعلام الغربية أن هاريس تتمتع بميزة أخرى على أي مرشحين محتملين آخرين، نظرًا لأنها موجودة بالفعل على بطاقة ترشح الديمقراطيين مع بايدن، وبعد أن تحولت حملته لخدمتها، يكون لديها وصول قانوني إلى الأموال التي جمعها الاثنان لحملتهما، والتي تبلغ ما يقرب من 91 مليون دولار.
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "إيبسوس" الأسبوع الماضي، أن هاريس متأخرة بنقطة مئوية واحدة فقط عن ترامب -42% لهاريس مقابل 43% لترامب- في مواجهة محتملة. ومع ذلك، أظهر نفس الاستطلاع أن ترامب وبايدن في منافسة متقاربة، حيث كان من المتوقع أن يحصل كل منهما على 40% من الأصوات.
لكن، حتى في هذه المرحلة المتأخرة من اللعبة، يبقى أمام الناخبين الديمقراطيين، بخلاف هاريس، عدة خيارات في وقت قصير وصعب، أمام منافس جمهوري شحذ أسلحته بالفعل. منهم حاكمة ميتشيجان جريتشن ويتمر، حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم؛ وآخرين نجمهم أقل سطوعًا، مثل وزير النقل الحالي بيت بوتيجيج، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم إلينوي جاي بريتزكر، والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.
ميشيل أوباما
السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة هي المرشحة الوحيدة في هذه القائمة التي لم تشغل منصبًا سياسيًا قط، ومع ذلك، فهي الوحيدة التي وضعتها استطلاعات الرأي في مرتبة متقدمة على ترامب في حال اختارت الترشح.
وتوقع استطلاع للرأي أجرته "إيبسوس" هذا الأسبوع فوزها بنسبة 50% من الأصوات، مقابل 39% لترامب.
تقول "دويتش فيله": "لقد أكدت ميشيل أوباما، مرارًا وتكرارًا، أنها لا ترغب في الترشح لمنصب الرئيس. ولكن إذا كان للسياسة الأمريكية أن تعلمنا شيئًا في الأسابيع الماضية، فهو أن أي نتيجة من غير المرجح أن يتم استبعادها على الفور".
جريتشن ويتمر
تعتبر حاكمة ولاية ميتشيجان، البالغة من العمر 52 عامًا، قوة تشريعية داخل الحزب الديمقراطي؛ فقد سنت مجموعة من السياسات التقدمية في ولايتها، بما في ذلك المزيد من الإعفاءات الضريبية للأسر ذات الدخل المنخفض، وبعض تدابير مراقبة الأسلحة، وتأمين الأموال لجعل شركات السيارات التي تتخذ من ديترويت مقرًا لها أكثر مراعاة للبيئة.
جافين نيوسوم
رغم أن حاكم ولاية كاليفورنيا سارع إلى الدفاع عن بايدن بعد المناظرة التي أجريت في أواخر يونيو الماضي، ورفض الدعوات التي تطالبه بالاستقالة. يبدو أنه يجد ذكرًا متكررًا كمنافس محتمل لخلافة بايدن.
ويتمتع الرجل البالغ من العمر 56 عامًا بخلفية في مجال الأعمال، وشغل منصب عمدة مدينة سان فرانسيسكو قبل انتخابه حاكمًا لولاية كاليفورنيا، وهي الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان وتعتبر الولاية الأغنى في أمريكا.
ولكن، رغم هذا، يمكن استغلال علاقات نيوسوم التجارية ومسيرته السياسية ضده من قبل حملة ترامب، وخاصة فيما يتعلق بقضايا مثل انتشار المشردين على نطاق واسع في الولاية، وزيادة حالات السرقة من المتاجر في سان فرانسيسكو.
جاي روبرت بريتزكر
ولد حاكم ولاية إلينوي في واحدة من أغنى العائلات في العالم، حيث إن الرجل البالغ من العمر 59 عامًا هو وريث سلسلة فنادق "حياة" العالمية، وتبلغ ثروته الصافية حوالي 3.5 مليار دولار، وفقًا لتقديرات مجلة "فوربس" للأعمال.
واستخدم بريتزكر ثروته منذ فترة طويلة لدعم الحزب الديمقراطي وحملاته الانتخابية. ففي عام 2008، ناقش طموحاته السياسية في مكالمة تم التنصت عليها مع حاكم ولاية إلينوي السابق رود بلاجوفيتش.
وقد أصبح هذا الملياردير حاكمًا لولاية إلينوي في عام 2018. ومنذ ذلك الحين، دفع باتجاه سياسات تقدمية بشأن السيطرة على الأسلحة، وحقوق الإنجاب، والهجرة، والحد الأدنى للأجور.
بيت بوتيجيج
كان وزير النقل الحالي شخصية سياسية عادية نسبيًا قبل الترشح للرئاسة في عام 2020 وتأمين مكان له في إدارة بايدن. لكن حياته المهنية قبل السياسة كانت أكثر إثارة للإعجاب. وبعمر 42 عامًا، يعد أيضًا أصغر المرشحين سنًا في هذه القائمة.
بعد تخرجه من جامعة هارفارد، درس بوتيجيج في أكسفورد، ثم عمل في شركة "ماكينزي" الاستشارية. وشملت حياته المهنية التي استمرت ثماني سنوات في البحرية الأمريكية، العمل لمدة ستة أشهر في أفغانستان كضابط استخبارات.
أصبح بوتيجيج عمدة مدينة ساوث بيند بولاية إنديانا في عام 2011، وترشح للرئاسة في عام 2019، لكنه انسحب من السباق لصالح بايدن. وكان من أوائل المرشحين المثليين الذين ترشحوا للرئاسة.
جوش شابيرو
يتمتع حاكم ولاية بنسلفانيا بنسب تأييد كبيرة في ولايته، والتي ستكون ساحة معركة حاسمة ضد ترامب في نوفمبر.
يُنظر إلى الرجل، البالغ من العمر 51 عامًا، على أنه زعيم ثنائي الحزبية، لصالح خفض الضرائب على الشركات، فضلًا عن توظيف المزيد من ضباط الشرطة.
وخلال ذروة جائحة كوفيد-19، شكك شابيرو في بعض تفويضات الأقنعة واللقاحات "ويمكن أن تؤدي هذه المواقف إلى تنفير الناخبين من المجتمعات الأكثر ليبرالية"، حسب "دويتش فيله".
وفي الوقت نفسه، اتهم شابيرو الكليات الأمريكية بـ "الفشل في معالجة معاداة السامية في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة". وفي مايو، صرح بأن الوقت قد حان لجامعة بنسلفانيا "لتفكيك مخيم" الطلاب المحتجين.
وفي أعقاب المناظرة بين ترامب وبايدن، اعترف شابيرو بأن بايدن "أمضى ليلة سيئة"، مشيرًا إلى أن دونالد ترامب كان "رئيسًا سيئًا".