رضخ الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرًا بعد دعوات عديدة من الداخل الأمريكي، خاصة حزبه الديمقراطي، بالانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024، وذلك لعدة أسباب كان على رأسها المناظرة الكارثية ضد الرئيس السابق ترامب، ليصنع تحولًا كبيرًا في المنافسة قبل أقل من شهر من المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر أن يبدأ في 19 أغسطس المقبل.
ويعد قرار بايدن، غير المسبوق في هذه المرحلة المتأخرة من العملية الانتخابية، هزة شديدة في السباق الانتخابي لكلا الحزبين، ما يجبر الرئيس السابق ترامب والحزب الجمهوري على مواجهة وجه ديمقراطي جديد.
وأفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن ترامب، الذي يفضل الترشح ضد بايدن، كان يستعد لخطة هجوم في حال أصبحت نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الجديدة للحزب الديمقراطي.
مناظرة ترامب وبايدن
ففي حين كانت هناك تساؤلات قائمة منذ فترة طويلة حول عُمر الرئيس، فإن أداء بايدن في المناظرة في أواخر يونيو المنقضي، حيث ألقى خصمه ترامب أيضًا نحو 30 كذبة أدت إلى زيادة هذه المخاوف.
خلال المناظرة، كان بايدن، الذي سيكون عمره 82 عامًا في بداية فترة ولايته الثانية، بطيئًا في الإجابة في بعض الحالات، وواجه صعوبة في صياغة حجج متماسكة، فسرعان ما انتشرت المخاوف بشأن ترشحه بين المشرعين والموظفين والمانحين في الأيام التي تلت ذلك.
كما فشل إصرار بايدن على البقاء في السباق وجهود حملته لتهدئة المخاوف في القضاء على الدفع لاستبداله.
الظهور الإعلامي
وفي محاولة لإثبات أن أداءه الضعيف في المناظرة كان حدثًا منفردًا، رتّبت حملة بايدن سلسلة من الظهور الإعلامي للرئيس، وفي نهاية المطاف فشلت أول مقابلة تلفزيونية له بعد المناظرة التي جرت في الخامس من يوليو الماضي مع جورج ستيفانوبولوس عبر شبكة "إيه بي سي نيوز" في تهدئة المخاوف.
وقال بايدن: "إذا نزل الرب القدير وقال لي: جو، اخرج من السباق فسأخرج من السباق، الرب القدير لن ينزل"، وواصل في ارتكاب أخطاء بسيطة في ظهوره الإعلامي، فضلًا عن بعض الأخطاء الأكبر، مثل تسمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن طريق الخطأ بـ"الرئيس بوتين" في قمة حلف شمال الأطلسي في 11 يوليو الماضي.
السيطرة على ظهوره الإعلامي
كما أثارت مقابلاته الأخيرة تساؤلات حول نوع السيطرة التي يمارسها فريق بايدن على ظهوره الإعلامي، حيث طلبت الحملة من محطة إذاعية في ولاية ويسكونسن قطع أجزاء من مقابلتها مع الرئيس، كما قدمت لتلك المحطة ومحطة أخرى في ولاية بنسلفانيا أسئلة لاستخدامها مسبقًا.
دعوات للتنحي
بعد أيام من المناظرة، أصبح النائب لويد دوجيت، أول ديمقراطي في الكونجرس يدعو علنًا بايدن إلى الانسحاب، وقد تبع ذلك ما يزيد على 25 شخصًا آخرين منذ ذلك الحين.
كان الضغط أقوى في مجلس النواب، على الرغم من أن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بيتر ويلش، وجون تيستر، ومارتن هاينريش، وشرود براون، دعوا بايدن علنًا إلى الانسحاب، كما مارس المانحون، وعلى رأسهم جورج كلوني، ضغوطًا متزايدة على بايدن للتنحي إضافة إلى كبار الديمقراطيين.
محاولة اغتيال ترامب
ورغم أن محاولة اغتيال ترامب في نهاية الأسبوع الماضي هدأت مؤقتًا من الاضطرابات بشأن ترشيح بايدن، لكن الديمقراطيين في الكونجرس أحيوا الجهود بعد ذلك، التي اتخذت نبرة جديدة مع انضمام كبار الديمقراطيين إلى المعركة.
وفي 17 يوليو، أصبح النائب آدم شيف المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ الأمريكي في كاليفورنيا، أبرز الديمقراطيين المنتخبين الذين يدعون علنًا إلى انسحاب بايدن من السباق.
خطر سياسي
كما واجه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز الرئيس بشكل خاص بشأن جدوى ترشيحه، كما أبلغت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بايدن والحملة أن بقاءه في القائمة قد يشكل خطرًا سياسيًا على الحزب.
وحذّر جيفري كاتزنبرج، الرئيس المشارك لحملة بايدن، بايدن بشكل خاص هذا الأسبوع من أن شيكات المانحين آخذة في النفاد، حسبما ذكرت وكالة سيمافور.