لأول مرة منذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا مباشرًا -بشكلٍ علني- على اليمن؛ ردًا على اختراق طائرة بدون طيار المجال الجوي لتل أبيب، وإصابتها لأحد المباني.
وكشفت تقارير إسرائيلية، أن جيش الاحتلال استخدم خلال هجومه على منطقة "ميناء الحديدة" طائرات هجومية من طراز F -15 وF-35 لإنجاح هجومه.
شريان حياة اليمن
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مستودعات للغاز والنفط ومحطة كهرباء، زعمت إسرائيل أنها تستخدم لأغراض عسكرية في منطقة "ميناء الحديدة" على البحر الأحمر.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، تحدث إلى الصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الميناء يُشكل طريق إمداد رئيسيًا للأسلحة الإيرانية المنقولة من طهران إلى اليمن، لكنه يشكل أيضًا قناة حيوية للمساعدات الإنسانية إلى اليمن.
ويعد "ميناء الحديدة" الذي تعرض للهجوم هدفًا استراتيجيًا؛ لأنه يكاد يكون شريان الحياة الوحيد للحوثيين، واتصالهم الوحيد بالعالم لتلقي البضائع على نطاق واسع، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
واعترف المسؤول بأن القوات الإسرائيلية ضربت أيضًا بعض الأهداف "ذات الاستخدام المزدوج" التي تستخدم أيضًا لأغراض مدنية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله، إن طائرات مقاتلة ضربت أهدافًا بالقرب من الميناء "ردًا على مئات الهجمات" التي شنها الحوثيون في الأشهر الأخيرة.
وقال جيش الاحتلال، إنه لن يشدد لوائح الدفاع المدني الطارئة بعد الهجوم، مما يشير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين قد لا يتوقعون تصعيدًا أكثر خطورة.
وتسبب القصف الإسرائيلي في إشعال حريق هائل في منطقة الميناء، ربما بسبب حرق الوقود، بحسب الصحيفة الأمريكية.
هل شاركت أمريكا؟
ونقلت "نيويورك تايمز" عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم، إن "إسرائيل تصرفت بمفردها، دون أي تدخل عسكري أمريكي". إلا أن صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أكدت أن وزير دفاع جيش الاحتلال، يوآف جالانت، أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن، أمس الجمعة، أنه "لا يمكننا تجاوز الهجوم الحوثي على تل أبيب بصمت".
ولم يصدر رد فعل فوري من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على الضربة التي وقعت اليوم السبت. لكن بعد الهجوم الذي وقع في تل أبيب أمس الجمعة، قال الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها".
هل نشهد تصعيدًا؟
قال داني سيترينوفيتش، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، إن الرد على الحوثيين في اليمن لم يحدث تغييرًا كبيرًا في المعركة المستمرة بين الجانبين.
وأكد لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن الطريقة الوحيدة لإنهاء القتال هي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ومن غير الواضح إلى متى سيستغرق ذلك.
وأضاف ضابط الاستخبارات الإسرائيلي: "يمكننا مهاجمة وكلاء إيران بقدر ما نريد، ولكن بدون وقف إطلاق النار، لا يمكننا إنهاء هذه الحرب. حتى هذا الهجوم لن يقطع العقدة المستعصية التي ربط بها الحوثيون أنفسهم بحماس".
ومن جانبهم، هدد الحوثيون بتحويل أي رد انتقامي ضدهم إلى حرب طاحنة. وقال العميد عابد الثور، وهو مسؤول عسكري حوثي كبير، إن الجماعة لا تزال تمتلك "أسلحة لم يتم الكشف عنها بعد". وحذر من أن "جميع المدن الإسرائيلية أصبحت الآن في مرمى استهدافنا".